الخميس 28 نوفمبر 2024
القاهرة °C

قره يلان: الموقعون على معاهدة لوزان هم المسؤولون عن المجازر في كردستان

الحدث – شمال سوريا

صرح عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان أن معاهدة لوزان تسببت في تقسيم كردستان وفي هجمات الإبادة التي حدثت على مدى مائة عام وقال:” هذه المعاهدة قاتلة، وطبعاً كل من وقع عليها يعتبر مسؤولاً عن ذلك”

أجرت فضائية (Stêrk TV) من خلال برنامج خاص حواراً مع عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان.

وفي مايلي نص الحوار:

تتواصل العزلة المطلقة على القائد عبد الله اوجلان، ماذا تقولون عن هذا الشيء…؟

بدايةً، أحيّي القائد آبو ورفاقه المعتقلين لدى العدو بكل تقدير واحترام، حتى لو لم يكن كافياً، فهناك نقاشات إلى حدٍ ما بخصوص العزلة على القائد آبو وهي على جدول الأعمال، لا تقتصر العزلة على إمرالي، فقد انتشرت اليوم في كافة سجون كردستان وتركيا، وتتواصل سياسات العزلة في كامل كردستان وتركيا، وسياسة العزلة تأتي من سياسة الإبادة في كردستان التي تقوم بها الدولة التركية، يعني يريدون أن تكون سياسة الإبادة هي المسيطرة في كردستان ويعملون من أجل ذلك، وداخل هذا الشيء، هناك سياسة تعذيب نفسي وعزلة مشددة والعزلة في إمرالي.

يريدون أن يتراجع القائد آبو في مجال الحقوق القومية والمعايير الديمقراطية

لا يمكن تفسير هذا الوضع فقط من خلال المحاسبة وموقف الانتقام للدولة التركية، ولا يجوز تفسيره فقط بسياسة العداء، إن دفاع القائد آبو عن الموقف الوطني والخطوات الديمقراطية يقوم على هذا الأساس، تريد الحكومة التركية أن يتراجع القائد آبو فيما يتعلق بالحقوق القومية للشعب الكردي والمعايير الديمقراطية.

ومن أجل ذلك زاروا القائد آبو عدة مرات، في مرحلة الانتخابات، أرسلوا وفداً إلى قائدنا من أجل مرونة موقف حزب العدالة والتنمية حيال حقوق الشعب الكردي وتغيير موقفهم مرة أخرى، لقد ظل القائد آبو يقاوم ضد كل ذلك لمدة 25 عاماً، بموقف وروح تفوق إرادة الانسان، وبإرادة وصبر كبيرين، بلا شك، في أساس ذلك، هناك أسلوب مشابه لروح 14 تموز، بكل الاشكال، فإن خالق روح 14 تموز وأيديولوجيتها وفلسفتها، هو القائد آبو، القائد آبو هو شخص تتطابق كلماته وأفعاله، طبعاً أسلوبه أصبحت أسلوب حزب العمال الكردستاني، ولذلك يفعل كل ما يقوله، القائد آبو ذو موقف بخصوص الحقوق القومية للشعب الكردي وحقوق الهوية واللغة وحقوق الإدارة ومعايير تركيا ديمقراطية، ويصر في هذا الشيء، ولذلك يطبقون عزلة شديدة بهذا الشكل عليه ويواصلون هجمات نفسية عليه بكافة الاشكال، إن هدفهم هو أن يتراجع قائدنا، مثلاً في السابق كانوا يقبلون القائد آبو كقائد للشعب الكردي، ولذلك عقدوا لقاءات معه على مدى ثلاث سنوات، وهذا يعني أن الدولة رأت تأثير القائد آبو، حقيقةً، لقد أثبتوا تأثير القائد آبو على الشعب الكردي وتقبّلوه كقائد للشعب الكردي، بعض المسؤولين أفصحوا عن ذلك أمام الصحافة، كما أنهم أفصحوا عن ذلك عدة مرات في تصريحاتهم قبل الآن، يعني أنهم قَبِلوا بالقائد آبو قائد الشعب الكردي في كردستان، ولكن لأنهم يصرون في سياسة الإبادة، فإن القائد آبو يصر على سياسة وجود الشعب الكردي وحقوق الشعب الكردي في الإدارة والمعايير الديمقراطية للشعب الكردي، في هذا الاطار، ممكن القول أنه يوحد هناك حرب، ومستمر منذ 25 عاماً، ربما كانت هناك مرحلة لقاءات وفترات متقطعة، ولكن في جوهرها، كانت تستمر بأساليب مختلفة في تلك الفترات.

على الكرد جميعهم أن يروا أنفسهم مسؤولين عن النضال ضد العزلة

هنا ما يجب فهمه، هو أن القائد آبو لا يحمي حقوق حزب العمال الكردستاني فحسب، بل يحمي حقوق جميع الكرد هناك، إن وجود الكرد يحمي حق الكرد في الهوية، حينها يجب على جميع الكرد دعم النضال الذي يمثله القائد آبو اليوم في إمرالي، يجب على جميع الكرد اعتبار أنفسهم مسؤولين عن حرية القائد آبو والنضال ضد العزلة، هذا واجب أخلاقي وإنساني ووطني، لذلك، فإن الشخص الذي يقدم كل هذه التضحيات من أجل الشعب ويقول إنني من هذا الشعب وأتبنى هذه الحقوق، يجب أن أكون معه، قد تختلف الآراء حول العديد من القضايا – أقول هذا لشعبنا الذين ضمن أحزاب مختلفة – ولكن مهما كان رأيهم، يجب أن يقف كل كردي ضد العزلة وينضم إلى النضال من أجل الحرية.

أيضاً، في تركيا، على كل من يريد الديمقراطية، عليه أن يكون ضد العزلة والتعذيب النفسي، يعني أن يقف ضد نظام إمرالي، كل من لا يقف ضد ذلك، لا يستطيع أن يخوض النضال الديمقراطي على أساس صحيح في تركيا، لا يستطيع جلب الديمقراطية إلى تركيا، حينها، يجب على جميع المثقفين الأتراك والديمقراطيين والمعارضة الحقيقية التي تريد أن تتحقق الديمقراطية في تركيا أن يكونوا من الأوائل في رفض العزلة، لأن العزلة هي انتهاك لكافة المعايير القانونية، وهي ظلم، وانتهاك الحقوق، وهي شيء واضح للعيان.  

القائد آبو يمثل الأمة الديمقراطية ضد سياسات الدولة القومية

ما الذي تفعله الحكومة الحالية حتى الآن؟ فكل فرد في تركيا حينما يقول “هناك عزلة – مثلما رأينا هذا مؤخراً، يتم اعتقالهم وزجهم في السجون، أي أنهم لا يريدون أن يتحدث أحد في هذه المسألة، فأنها تقوم باعمال غير قانونية، لكنها لا تريد أن يتحدث أحد عن أعمالها غير قانونية، لكن هؤلاء الأشخاص لا يعرفون أن فكر القائد أوجلان وفلسفته عبر حدود تركيا، يعني أن القائد أوجلان طور من حل قضايا شعوب المنطقة بنموذجه الديمقراطي الذي طوره من خلال صيغة الأمة الديمقراطية من جديد، حيث إنه قدم حلولاً للمشاكل التي تواجهها الشعوب العربية، الآشورية-السريانية، الأرمنية، التركية، الفارسية، الكردية، وغيرها من الشعوب المضطهدة، لذلك فأن قائدنا أوجلان ليس فقط قائداً للشعب الكردي، إنه يعزز الأمة الديمقراطية ضد سياسات الدولة القومية ويمثلها بمقاومته، مرة أخرى نذكر أن القائد أوجلان هو منظر نموذج الحداثة الديمقراطية ومؤسسه، فكل من يؤمن بنموذج الحداثة الديمقراطية، يتخذ القائد أوجلان فيلسوفاً لنفسه ويعتبر نفسه تلميذاً للقائد أوجلان، لقذ ذكر العديد من المثقفين والأكاديميين هذا الأمر في العديد من الاجتماعات الدولية، أي أن القائد أوجلان قد عبر اليوم حدود كردستان وتركيا، فهذه هي حقيقة، فإنه بذاته خلق مثل هذه الأفكار الكثيرة، وكتب العديد من الكتب وكشف عن نموذج بديل والذي سيصبح نوراً  للعالم بأسره، لا يمكنهم إخفاء هذا النموذج والحقيقة، ولن يستطيعوا حجب النور الذي خلقه القائد أوجلان للعالم كله، هذه حقيقة واقعة.

علينا تطوير النضال المتصاعد

فأين هي أوجه القصور في هذه المسألة؟ هناك نقص فينا، يجب على شعبنا، مجتمعنا، الأشخاص الذين يؤمنون بحقيقة القائد أوجلان هذه، أولئك الذين يريدون الدفاع عن حقوق الشعب الكردي وأن تصبح تركيا ديمقراطية، تطوير نضالهم المتصاعد بشكل أقوى، لهذا السبب، هناك حاجة ماسة للنضال العظيم، تم فهم هذا الأمر، بلا شك، أن مقاومة الكريلا تأتي في بادئ كل شيء وأحبطت الكثير من مخططات الأعداء، فإن للسياسة الكردية مجدداً موقف محدد، أن مقاومة السجون وشعبنا تظهر موقف واضح للغاية، هذا النضال ليس بالنضال القليل، لكن هذا لا يكفي أيضاً، ولأجل أن تكون المقاومة والنضال كافيان على حد سوا، عليهم التحرك بشكل جماعي، لهذا السبب على المجتمع التحرك وإبداء نضال أقوى، ويجب تنظيم موجة الانتفاضات مرة أخرى.

كما هو معروف، أصبحت الظروف أكثر صعوبة في عامي 89-90، وآنذاك كان هناك قمع شديد، مثال حي على ذلك، لقد استشهد 22 شخصاً وأصيب مئات آخرين أثناء مشاركتهم في مراسم تشييع جثمان الثوري رزدار وداد آيدين في شوارع آمد، واعتقل المئات في ذلك الوقت، يعني كان هناك قمع شديد ممارس بحق الشعب في تلك السنوات، لكن الانتفاضات التي تصاعدت في ذلك الوقت، خلقت إحباطاً كبيراً داخل نموذج الدولة التركية وفتحت الطريق أمام وجود الشعب الكردي بالسياسية الديمقراطية، وحدثت ثورة الانبعاث بهذه الطريقة، هناك ضرورة لمثل هذا الشيء، لذلك، يجب أن يتم تطوير موجات الانتفاضات اليوم، يجب على كل الشبيبة الكردية، المرأة الكردية، العمال في كردستان، الديمقراطيين الثوريين في تركيا، وشعوب المنطقة أن يأخذوا هذا في عين الاعتبار، بمعنى أخر، يجب أن نصرخ بصوت عال وبشكل جماهيري من أجل حرية القائد أوجلان، وأن يطوروا النضال المتصاعد بشكل أقوى ضد العزلة والقمع.

نمر في الذكرى السنوية الـ 11 لثورة روج آفا كردستان، ما هو رأيكم حول معنى هذه الثورة في المنطقة، كذلك أهميتها وتأثيرها؟

في البداية استذكر في شخص قادتنا الأعزاء خبات ديرك، فاضل بوطان، شاهين كوباني، كَلهاتك كابار، آرين ميركان، كاركر إريش، وآفستا خابور، جميع شهداء ثورة روج آفا وشهداء شمال وشرق سوريا باحترام، واجدد عهدي مرة أخرى لشهدائنا الأبطال، فأن 20 تموز يصادف أيضاً الذكرى السنوية لشهداء برسوس، فعندما توجهت الشبيبة الاشتراكية، الديمقراطية، الثورية صوب كوبانيلأجل استقبال ثورة روج آفا في عام 2015، تعرضوا في تلك الاثناء لهجمات الاستخبارات التركية (MÎT) ومرتزقة تنظيم داعش، وارتقى 33 ثورياً إلى مرتبة الشهادة في هذا الهجوم، استذكر هؤلاء الأبطال بكل إجلال وإكبار، وأحني هامتي أمام ذكراهم بالاحترام، وأجدد الوعد الذي قطعناه لهؤلاء الشهداء الأمميين مرة أخرى.

لثورة روج آفا مغزى كبير جداً، في البداية أنها تطورت على أنها ثورة كردستان، لكن فيما بعد تجاوزت حدودها وأصبحت أول ثورة لجميع مناطق روج آفا كردستان ثم لكافة مناطق شمال شرق سوريا، فأنها أصبحت مثل هذه الثورة التي حضنت جميع الشعوب العرب، السريان – الآشور، والمكونات الأخرى التي تعيش في شمال شرق سوريا، بالطبع، أصبحت بالفعل مثالاً يحتذى بها في جميع أنحاء سوريا، بعبارة أخرى، فأنهم جعلوا هدفهم الرئيسي تطور الثورة الديمقراطية في جميع أنحاء سوريا وأوضحوا منظورهم الرئيسي على هذا النحو، وفي هذا الصدد، لعبت هذه الثورة بالفعل دوراً مهماً جداً.

ثورة روج آفا تمكنت من تقوية نفسها بنفسها

كما أنها تعرضت للهجمات أيضاً، لقد تصدت للهجمات من جهة، ومن جهة أخرى حمت وبنت نفسها بنفسها، بعبارة أخرى، أن روج آفا كردستان وثورة شمال شرق سوريا أصبحت ثورة لهزيمة مرتزقة جبهة النصرة وداعش، الذين أصبحوا بلاءً على رؤوس عموم العالم، وعلى هذا الأساس أصبحت ثورة لأخوة الشعوب، كذلك نموذجاً نشأت فيه الديمقراطية، فمن الواضح، أن الكثير من الأشخاص يعارضون قيم ثورة روج آفا، لهذا السبب كان هناك العديد من المهاجمين، كما هو المعروف فأن أغلبية هذه الهجمات يتم تنفيذها على وجه الخصوص من قبل دولة الاحتلال التركي العنصرية والقاتلة، من ناحية، قاومت هذه الثورة في وجه الهجمات الاحتلالية، ومن ناحية أخرى، طورت من أنشطتها لسياسة الأمة الديمقراطية.

والأكثر أهمية، أنها أصبحت ثورة المرأة، فهذه الثورة قد بدأت بمبادرة المرأة، فأنهن أثبتن للعالم بأسره كيف أن المرأة الكردية والعربية أصبحن الإرادة القوية في ساحات ومجال السياسة، لذلك، أصبحت ثورة المرأة ثورة الشعب الكردي، ثورة الشعوب، وكذلك ثورة الديمقراطية، لقد أضاءت ثورة روج آفا ظلام الشرق الأوسط ولا زالت آمالها هذه قائمة، سيكون هناك أعداء، لكن وجبهتها مفتوحة أيضاً في ظل الحصار والهجمات التي تستهدفها، هذا لأنها تتخذ إرادة الشعوب وقوتها الذاتية أساساً لها، ولها علاقات مع القوى العالمية والقوى المختلفة على هذا الأساس، فربما البعض لم يتوقعوا أن تستمر هذه الثورة طويلاً، وتحمي نفسها، وتقوي نفسها أكثر، لكن الشعب نجحوا في هذا الأمر، حقيقةً، أنها كدح وشجاعة عظيمين، وعلى هذا الأساس، نحيي كل شعوبنا في روج آفا كردستان وشمال وشرق سوريا ونقدرهم بكل احترام، نحن نؤمن بانتصارهم مهما تكثف الهجمات ضدهم، لأن طريقهم هو الطريق الصحيح.

معاهدة لوزان هي رسالة لأجل إنكار الشعب الكردي وكردستان

نحن نمر بالذكرى المئوية لمعاهدة لوزان التي قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء، ماذا تقولون حول تأثير هذه المعاهدة على الكرد…؟ كما سيعقد بهذه المناسبة مؤتمر مهم في لوزان، ماذا تقولون حول هذا المؤتمر…؟

بلا شك، معاهدة لوزان ليست معاهدة قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء فحسب، بل هي معاهدة تنكر كردستان والشعب الكردي، هذا خلق أساساً للإبادة الجماعية في كردستان، بمعنى، لا يكفي أن نقول “المعاهدة التي قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء”، إن هذه المعاهدة هي قرار ارتكاب المجازر في كردستان، حتى ذلك الوقت، ادعى قادة الحركة الكمالية بناء تركيا جديدة، قائلين “نحن والكرد متعاونون، نريد بناء دولة في إطار الميثاق الملي، نحن معاً، وسيكون الكرد مستقلين بيننا”، مصطفى كمال بذاته قال الشيء نفسه، قالوا أشياء مماثلة في العديد من السجلات، حقيقةً، في عام 1921، اتخذ مجلس الأمة الأعلى في تركيا، الذي تأسس عام 1920، مثل هذا القرار في هذا الصدد، يعني أن الإدارة الذاتية للكرد تم قبولها من قبل الإدارة التركية، المجلس قَبِلَ بهذا الشيء، ولكن عندما تم التوقيع على هذه المعاهدة، أنكرت تركيا ذلك.

هناك إبادة جماعية في كردستان

لماذا تم التوقيع على هذه المعاهدة…؟ إن فرنسا وانكلترا تقودان الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الأولى، طبعاً نفذت المعاهدة تحت رعايتهم، ووفقاً لفرص تلك الفترة بأنه في الموصل وكركوك ورميلان ومناطق أخرى، يوجد بترول وثروات باطنية أخرى، بناءً على هذا الشيء، قاموا بمزاودات مختلفة، ومن المعلوم أنه استمرت مناقشات لوزان لفترة طويلة، في تلك الحوارات تحدثوا عن كردستان، قبل الآن كان الإنكليز استولت على العديد من هذه الموارد والثروات الباطنية، وفرنسا كانت مستعدة لأن تكون لها نصيب وإن كان قليلاً من تلك الثروات، وعلى ذلك الأساس أعطت قرار التقسيم والتشتت وفي الوقت ذاته إنكار كردستان، لأنه إن لم تنكر ذلك، فلكانت مجبرة أن تمنح الشعب الكردي حقوقه، إن الشعب الكردي هو من أقدم الشعوب في منطقة الشرق الاوسط وبلاد ما بين النهرين (مزوبوتاميا)، إنه غني ثقافياً، وهو أول من استضاف ثورة الإنسانية، والحضارة الإنسانية، وخاض الثورة البدائية، لو لم ينكروا وجود هكذا شعب، فإنهم لم يستطيعوا إنكار حقوقه أيضاً، في هذا الحالة، عليهم فتح مكان لهم، فلو فتحوا مكاناً للجميع في الشرق الأوسط، فيجب عليهم فتح مكان للشعب الكردي أيضاً والذي هو حق لهم، ولكنهم ينكرون وجود الكرد،  

هذا الإنكار يكون أساس الامحاء والابادة، منذ ذلك الوقت وإلى الآن، مرت مائة عام، حيث وقعت الكثير من المجازر في كردستان، في مقدمتها آمد وهاني وبالو وبعدها في السليمانية والعديد من المناطق في جنوب كردستان، في شنكال ووادي زيلان وفي آغري ومن ثم في ديرسم وبعدها في جنوب كردستان، مجازر الانفال، ومجزرة حلبجة، وأيضاً في شرق كردستان وفي غرب كردستان (روج آفا) وفي كل مكان، قاموا بالمجازر، يعني إن كردستان واقعة في ظل نظام الإبادات، هناك مجازر تُرتَكَب في كردستان.

هذه المعاهدة قاتلة

يجب أن يبين الآن من هو المسؤول عن هذه المعاهدة، إنهما إنكلترا وفرنسا، بلا شك، الدول التي نفذوها هم الدول الاستعمارية للمنطقة، ولكن الذين فتحوا المجال أمام هذا الشيء وسمحوا بذلك هما فرنسا وانكلترا، إن فرنسا وانكلترا كانتا قد احتلتا الكثير من دول العالم، وحيال أفعالهما التي ارتكبتاها بحق هذه الدول، قدمتا الاعتذار عدة مرات لهذه الدول، مثلاً، قدمت فرنسا مؤخراً الاعتذار للجزائر، والان يجب أن تعتذر لكردستان، لماذا لم تعتذر حتى الآن لكردستان…؟ لأنها فعلت ذلك في السر ولم يستطع الكرد أن يصلوا إلى مستوى المطالبة بذلك أو فرضه، لكن هذه هي الحقيقة، هذه المعاهدة تسببت في تطور هذه المجازر في كردستان، وكان السبب في عدم بناء وتشكيل كردستان، ووقعت هذه المجازر مع الإبادة الجماعية، هذه المعاهدة قاتلة، كل الذين وقعوا على هذه المعاهدة مسؤولون عن ذلك.

هدف تركيا هو الوصول إلى حدود الميثاق المللي

الآن، هو في الأساس على هذا النحو، حيث كان يُقال قبل عدة سنوات أن المعاهدات الدولية لدى الدولة التركية لم تعد سارية المفعول بعد مضي مائة عام عليها، وهذا لا يعني أنه هناك مادة كهذه في معاهدة لوزان، لا، حيث أن مسؤولو وخبراء الدولة التركية شرحوا على هذا النحو، وكانوا يخططون لاحتلال قسم كبير من جنوب كردستان، وكذلك احتلال وتدمير غرب كردستان حتى حلول الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، وكما تعلمون أن أردوغان عرض تلك الخريطة في اجتماع الأمم المتحدة! حيث كانت لديهم خطة تمتد من عفرين حتى ناحية ديانا، بحيث يتعمقون لمسافة 30 كيلومتراً، لكن هدفهم الأساسي هو الوصول إلى حدود الميثاق-المللي، وفي غضون السنوات الثمانية الأخيرة سعى كثيراً للقيام بهذا الأمر، فلو كانوا قد نجحوا في تحقيق، لكانت ستجري نقاشات حول معاهدة جديدة.

بالطبع، لن تتخلى تركيا عن هذا الأمر، ولكن نظراً لعرقلتها في زاب، فلم تتمكن من تحقيق خطة الاحتلال، فمنذ 3 سنوات، وهم عاجزون عن احتلال زاب، والآن هناك معركة جارية هناك، وهذه هي المرة التي يحصل فيها أمر كهذا في تاريخ الشعب الكردي، ويجري خوض المعركة ضد هذه الدولة منذ 3 سنوات في نفس الجبهة، فيما استعصوا هناك، ولهذا السبب أيضاً، لا يضعون هذا الأمر على جدول الأعمال في الوقت الراهن، ولكن يريدون أيضاً مواصلة مشاريعهم وتطويرها.

أي بعبارة أخرى، تسعى الدولة التركية بالأساس إلى تحقيق الهدف المنشود في مشروع احتلال حدود الميثاق-المللي من خلال اللجوء إلى سياسات الإبادة الجماعية في كردستان، وتسعى جاهدة من أجل تحقيق هذا الأمر، ولهذا السبب تعادي الشعب الكردي بأسره، ولهذا السبب أيضاً تخوض السياسية، والآن، تسعى إلى تنفيذ هذا الأمر عبر حلف الناتو.

يجب على الجميع التوحد بناءً على الخط الوطني

إن عقد مؤتمر في مدينة لوزان في الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان له مغزى وأهمية كبيرتين، وبدوري، أتوجه بالتحية لجميع المشاركين ففي المؤتمر، وآمل أن يصبح هذا الأمر أساساً للوحدة الوطنية، فهذا المؤتمر هو مؤتمر وطني، وربما لا يشارك البعض فيه، ولكن حتى الذين لا يشاركون، ينبغي عليهم المشاركة أيضاً في المستقبل إذا كانوا يريدون أن يصبحوا قوة وطنية، باختصار، يُعقد هذا المؤتمر على المستوى الوطني، وإنه لأمر قيم ومقدس للغاية، وأدعو الجميع للمشاركة في هذا المؤتمر.           

في الحقيقة، من الضروري بالنسبة لنا كشعب كردي أن نكشف عن موقفنا الوطني في الذكرى المئوية لمعاهدة الإبادة الجماعية هذه، وأن نظهر للجميع أننا نرفض هذا الأمر، وأن نعلن للجميع بأننا كشعب ينتمي لهذه الأرض ولدينا الحق في العيش بحرية في هذه الأراضي، أنه لا يحق لأحد ارتكاب الإبادة الجماعية على هذه الأراضي، لاحظوا، أنه هناك فرص تاريخية، وكانت هناك فرص كهذه في السابق أيضاً، لكن لم يتم استغلالها، فعلى سبيل المثال، كانت هناك فرص كبيرة ما بين أعوام 1830 حتى 1850، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية ودول المنطقة في تلك الفترة ضعيفة للغاية، ومن ناحية أخرى، كان كل من مير محمد باشا رواندوزي وأمير بوطان بدرخان بيك قويان للغاية، وفي الواقع، لو اتفق الاثنان، لكان بإمكانهما أن يصبحا دولة وربما كان سيغيران مصير الشعب الكردي، ولكن ماذا فعلا؟ قال كل واحد منهما “أنا”، وقام مير محمد رواندوزي بشن الهجوم على الإيزيديين في شنكال، وأصدر فرماناً بحق الكرد، ومن ثم شنوا الهجوم على بوطان، واندلعت الحرب فيما بينهم، ولاحقاً ماذا جرى؟ انهزم كلاهما، والآن في الوقت الراهن، لا ينبغي تكرار هذا الأمر، وبالطبع، تشكلت بعد ذلك أيضاً العديد من الفرص، حيث حدث ذلك في العام 1920 من القرن الماضي، كما حدث ذلك لعدة مرات، ولكن، هناك فرص متاحة الآن في الوقت الراهن، ولا يحق لأحد تدمير هذه الفرص من أجل المصالح التنظيمية أو العائلية، ولا ينبغي لأحد القيام بهذا الأمر، ويجب على الجميع ترسيخ وحدتهم بناءً على أساس الخط الوطني، وهذا القرن أيضاً يفرض علينا هذه الحقيقة، ولهذا السبب، أدعو إلى تحقيق وحدة وطنية حقيقية.     

 

to top