وأكد مقال الكاتبة التركية أسلي أيدنتسباس المنشور بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم الثلاثاء، إن ما يظهر هذا الفشل في معالجة الوباء، العديد من المقاطع المصورة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا من بينها فيديو انتشر هذا الأسبوع لسائق شاحنة، حيث عبر عن مشاعر الملايين من الأتراك من الطبقة العاملة من الفقراء الذين لا يسمح لهم فقرهم بالعمل بنصيحة الحكومة بالبقاء في المنزل.
وعقب دعوة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إلى الحجر الطوعي بالبقاء في المنزل، قال سائق الشاحنة في المقطع المتداول موجها حديثه لأردوغان: “أنت الآن تخبرني بالحجر الذاتي في المنزل. يا رجل، كيف يمكنني ذلك؟” سأل الرجل: “ليس لدي معاش. أنا لست موظفًا حكوميًا. لست غنيا. أنا عامل، سائق شاحنة. إذا لم أعمل، لن يكون لدي خبز. لن أستطيع دفع الإيجار أو فاتورة الكهرباء أو الماء. هذا أسوأ من الموت. قبل أن تطلب منا البقاء في المنزل… توقف عن خداع نفسك. اتخذوا تدابير لنا حتى نتمكن من اتخاذ الاحتياطات لأنفسنا. إما أن أبقى في البيت وأموت من الجوع أو أموت من الفيروس. في النهاية، ليس الفيروس ولكن نظامك هو الذي سيقتلني”، موضحا أنه في غضون أيام، تم اعتقاله.
وتابعت الكاتبة: “تكشف الأزمة عن المشكلة المزدوجة التي تواجهها تركيا اليوم: “نزع الليبرالية وسوء الإدارة الاقتصادية”. وقد تفاقم كلاهما في ظل نظام الرجل الواحد بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان بطرق كشفها بالكامل الآن فيروس كورونا.”
وانتقد التقرير استمرار العمل في المصانع ومواقع البناء، وضعف المساعدات التي اعلنتها الحكومة للأسر المحتاجة وللاقتصاد، حيث كانت الاقل بين جميع دول مجموعة العشرين.
واضافت: “لقد انكسرت تركيا قبل فترة طويلة من ظهور الفيروس، بسبب مجموعة من القرارات الكلية السيئة وهيبتها السياسية المتدهورة، مما أدى إلى تدهور مناخ الاستثمار الذي كان في الماضي. إنها مشكلة نظام: عندما تحل إرادة رجل واحد محل كل السياسات المؤسسية، فلا بد أن هناك أخطاء”.
وأوضح المقال أن أردوغان، بصفته صانع القرار الوحيد في الاقتصاد، أصر على الإنفاق الحكومي المرتفع وخلق فقاعة بناء مع مشاريع تمتد من أحد أكبر مطارات العالم إلى جسر عبر الدردنيل وجسر آخر عبر مضيق البوسفور، بما في ذلك الانفاق المكلف وغير المبرر في قناة اسطنبول، لكن “مع وجود احتياطيات منخفضة بشكل خطير في البنك المركزي، لا يمكن لتركيا أن تخبر مواطنيها: “لا بأس. سأعتني بك إذا بقيت في المنزل”.
وتابع المقال: “إن حالة ديمقراطيتنا أسوأ بكثير. بالنسبة للسلطات، يبدو أن التحكم في تدفق المعلومات وقمع المعارضة لا يقل أهمية عن وقف انتشار الفيروس. حيث يُعلن وزير الصحة عن الأرقام الرسمية المتعلقة بالاصابات فقط، دون تحديد الموقع الجغرافي أو التفاصيل الجغرافية لانتشار الفيروس”، واشار إلى قيام الحكومة باعتقالات على خلفية الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي حول انتشار الفيروس.
تنتهك الحالة التركية ما يسميه علماء السياسة “الصفقة الاستبدادية أو مساومة السلطوية”، والتي تعني أن الأنظمة الاستبدادية يمكنها الحفاظ على السلطة ليس فقط من خلال القمع ولكن لأنها توزع الموارد على المواطنين، بحسب الكاتبة. أما “في تركيا، يبدو أننا لا نحصل على المال ولا الديمقراطية”، واختتمت المقال بالقول: “إن مجتمعنا أكثر تقدمًا بكثير من هذا النظام الذي عفا عليه الزمن.