الحدث – القاهرة
كما هي العادة بالنسبة لتركيا فلقد بدأت بعملياتها الإحتلالية في شمال العراق بشكل موسع بتاريخ 23 نيسان/إبريل 2021 و لازلت تستمر دون أن تحصد أي نتائج. لقد اصطدمت بمقاومة تاريخية أبدتها قوات الدفاع الشعبي في مناطق واسعة خاصة في مناطق زاب، متينا و آفاشين. هذه القوات التي تتبع طراز الكيريلا في حربها، حاربت ضد أحدث التقنيات المعاصرة خاصة من الناحية الجوية. فبالرغم من استخدام تركيا العشرات من طائراتها الحربية و الإستخباراتية، لكهنا لم تتمكن من كسر المقاومة و القضاء على المقاومين.
تركيا التي أثبتت للعالم أجمع كم هي وحشية في حربها و لا تتبع أي حقوق و أخلاق في الحرب، ارتكبت في الشمال العراقي الجريمة تلو الأخرى لتفتك بذلك بحقوق الإنسان و تعتزم بوحشيتها بسبب الصمت الدولي. فتركيا ليست الدولة الوحيدة المشاركة في هذه العمليات الإحتلالية لأراضي كردستان و العراق، فهي تتلقى المساندة العسكرية و الدعم الإجرامي حيال جرائمها دون أن تتفوه جميع الدول التي تعتبر نفسها أنها الحاكمة على وجه المستديرة. أي أن الصمت الدولي هو أكبر مساندة و دعم لتركيا. فهذا الصمت له تاثير كبير في تقليص معرفة الوضع المعاش في هذه المناطق، وهذا هو المطلوب بالنسبة لتركيا لتثابر و تواصل مشروعها الإحتلالي.
تركيا و بعد أكثر من خمسة أشهر و نصف لم تتمكن من إنهاء عملياتها الإحتلالية و سيطرتها على المناطق الحدودية. لذلك قررت أن تستخدم الأسلحة المحرمة أي الكيماوية. منذ الأيام الأولى لهذه العمليات بدأت تزيد تركيا من استخدامها للأسلحة الكيماوية و الغازات السامة. فهناك العديد من الدلائل بيد المقاومين الكرد على استخدام تركيا لهذه الأسلحة وبشكل يفوق التصور. بل أيضاً لقد استولي المقاومين على الأطنان من المواد المتفجرة و المواد الكيماوية الغير منفجرة. لكن كل هذه الأسلحة لم تؤثر على الإرادة و الصمود لدى المقاومين الكرد و حموا أنفسهم عبر أساليبهم الخاصة.
تركيا التي اندهشت من هذا الصمود لم تتحمل ما يجري في كيفية قدرة هذه القوات أن تحمي نفسها. لهذا لم تعد تستطيع أن تخبئ فشلها امام دول حلف الناتو الذين يدعمونها من خلف الستار و يمدونها بالأسلحة الكيماوية المتطورة.
بتاريخ 29 أيلول أعلنت القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني أن تركيا تستخدم سلاح كيماوي جديد أشد فتكاً من الأسلحة السابقة. بعدها اتضحت بعض التفاصيل حول هذا السلاح. فحسب المعلومات التي تمكنت قوات الكريلا من الحصول عليها والواردة حديثاً. هذا السلاح هو أخطر و أفتك من الاسلحة السابقة بأضعاف مضاعفة. كما أن دوي الإنفجار و تأثيره كبير جداً و يسبب الهزات الأرضية الكبيرة المصاحبة بصوت لا تتحمله الإذن البشرية القريبة منه. و تبين أيضاً أن هذا السلاح له رائحة كريهة جدا لا يمكن وصفها أو تشبيهها برائحة أخرى. فبعكس الأسلحة الكيماوية السابقة التي لم تكن لها هذا التأثير الكبير. كما أن لونها كان أصفر فاتح و طعمها (رائحتها) يشبه طعم السكر المحروق. أيضاً تبين أن هذا السلاح الكيماوي الجديد عندما يلامس بشرة الإنسان يتحول لون البشرة إلى اللون الأحمر و يبدأ لحم الجسد بالإنحلال. أي أن هذا السلاح يبيد الجسد البشري و هو اليوم يستخدم بكثرة في مناطق شمال العراق ضد المقاومين الذين يحاربون ضد المشروع الإحتلالي التركي.
هذه المعلومات تم الحصول عليها إثر لقاء الصحافة مع قياديين في قوات الدفاع الشعبي. وفي متابعتنا للقاءات صرح القياديين أيضاً أن تركيا تهدف إلى إحتلال المناطق الحدودية العراقية بعمق 30 إلى 40 كم كجزء من المؤامرة و المخطط له لهذه المرحلة. فالهدف هو تحقيق هذا قبل حلول عام 2023 و ضم هذه المناطق إلى تركيا الجديدة. الجدير بالذكر هنا أن القوة الوحيدة التي تقف أمام هذه المخططات هي قوات الدفاع الشعبي الكردستاني. أما بالنسبة إلى موقف العراق و حكومة إقليم كردستان فهما راضخون لهذا المخطط عبر صمتهم و إخفاء جرائم الحرب ضد مدنيين المناطق الحدودية. كل هذا لأجل ما يسمى بالمصالح بين الدول الجارة. لكن في الحقيقة هذا بالنسبة للعراق و أراضي كردستان إحتلال أمام الأعين و هذا ما يتم إخفاءه عن الرأي العام أجمع.
بإختصار الشمال العراقي يشهد اليوم مرحلة حساسة للغاية و هناك مؤامرات عدة ضد شعوب هذه المنطقة. الدولة التركية التي تساندها جميع القوى المهيمنة لم تتمكن من السيطرة على هذه المناطق بسبب المقاومة التاريخية لقوات الكريلا الذين يحاربون بأساليب عصرية مبتكرة ضد أحدث الأسلحة التكنولوجية و الكيماوية. من جهة أخرى ترتكب تركيا جرائم لو ارتكبتها في اي منطقة أخرى لكانت قد تم محاكمتها و عقابها بأشد العقوبات. لكن عندما يتعلق الأمر بحزب العمال الكردستاني و الشعب الكردي ككل، يسود الصمت الدولي الدنيئ وكأن شيء لم يكن.