الحدث – القاهرة
بسمِ الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية المحترم
أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة المحترمون
معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية المحترم
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
يَسُرني في بدايةِ حديثي أن أتقدم بالتهنئات والتبريكات لمعالي الأخ العزيز سامح شكري، وزير خارجية جمهورية مصر العربية الشقيقة بمناسبة رئاسة جمهورية مصر العربية الشقيقة للدورة العادية (154) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري والتي يأتي اجتماعنا الطارئ هذا في إطارها، متمنين له التوفيق والنجاح في مهام عمله، ومعربين في الوقت ذاته عن دعمنا لجهوده في إدارة جلساته, والشكر موصول إلى معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأصحاب السعادة الأمناء العامين المساعدين وجميع موظفي الأمانة العامة على جهودهم المبذولة في التهيئة لعقد هذا الاجتماع.
ولا يَفوتني أن أرحبَ بمعالي الأخ الدكتور أحمد عوض عبد الملك بن مبارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية الشقيقة الذي انضم مؤخراً لمجلسنا مُتمنينَ لشخصهِ الكريم كل التوفيق والسداد في مهام عمله الجديد.
ويَسُرني أن استثمر هذهِ المناسبة لأتقدمَ بخالص التهنئة للأشقاء الأعزاء في دولة ليبيا بمناسبة إعلان نتائج تشكيل اللجنة التنفيذية التي انبثقت عن نتائج ملتقى الحوار السياسي، ونتطلع إلى أن يكون انطلاقة مثمرة لتشجيع عوامل الاستقرار والأمن في دولة ليبيا.
ومن دواعي سروري أيضاً أن أباركَ نجاح قمة العُلا، وأن أعرب عن ترحيبنا العالي بعودةِ العلاقات إلى إطارها الطبيعي بين الأشقاء, وهذا إن دَلَّ على شيء فإنه يدُل على عمق أواصر الأخوةِ والمحبةِ بين الدول العربية شُعوباً وحكومات.
كما أتقدم بخالص العرفان والتقدير لمواقف الدول العربية الشقيقة التي تلقينا اتصالاتها ورسائل التعزية الصادرة عنها لتقديم المواساة لحكومة وشعب العراق إثر العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف العاصمة بغداد بتاريخ 21/1/2021 وخلف عشرات الشهداء والجرحى.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
يَأتي اجتماعنا هذا في ظِلّ ظروفٍ دوليةٍ وإقليميةٍ حساسة تتطلب مِنا جميعاً أن نتعامل معها بما يضمن مصالح وحقوق شعوبنا وبما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة, وأجد إننا مدعوون جميعاً لتعزيز دور جامعة الدول العربية وآلياتها المختلفة في هذا الظروف كونها تمثل الإطار الشامل للعمل العربي المشترك والذي يساعد بشكل فاعل في التحرك كقوة إقليمية لها تأثيرها وموقعها المتميز بحكم ما يمتلكه أعضاءها من قدراتٍ وطاقاتٍ وثروات.
لقد شهدت الأشهر الأخيرة عدةَ أحداثٍ دولية وإقليمية مهمة جداً لها امتدادات وتأثيرات كبيرة على مجمل الساحة الدولية والساحة الإقليمية، ولعل من أبرزها تولي الإدارة الأمريكية الجديدة والتي نتطلعُ وباهتمامٍ بالغ نحو توجهاتها المحتملة حيال قضايا منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والقضايا العربية بشكلٍ خاص، ونأمل في تعزيز العلاقات المشتركة بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في ظل العديد من الأزمات التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات السابقة، كما ونأمل في تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في ظل عودة بعض النشاطات الإرهابية، ونتطلع إلى العمل الجاد والبناء مع الإدارة الأمريكية الجديدة بما يخدم مصالح البلدين وتحقيق شراكة إستراتيجية طويلة الأمد مبنية على الاحترام المتبادل وتعزيز قيم التعاون من أجل إرساء الأمن والاستقرار المنشودين.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
لطالما كانت القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب إذ سعت جامعة الدول العربية ومنذ تأسيسها على دعمها بكل السبل والوسائل وبما يضمن مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقهُ المشروعة، وفي هذا السياق تَودُ جمهوريةَ العراق أن تُؤكد على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتأطير هذا الحق من قبل القيادة الفلسطينية ومؤسسات السلطة الفلسطينية، وهي الممثلة للشعب الفلسطيني, متطلعين إلى أن تشكل الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية المزمع إجراءها منتصف العام الحالي مرحلة مفصلية مهمة نحو تحقيق الرخاء والاستقرار للشعب الفلسطيني الشقيق. وتأمل في استمرار الدعم الدولي لوكالة أونروا لما لها من دور مهم في التقليل من معاناة الشعب الفلسطيني وتوفير سبل العيش والاستقرار له.
ختاماً اسمحوا لي أن أتقدم بخالصَ الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية الشقيقة وللمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على مبادرتهم الكريمة هذه في الدعوة لهذا الاجتماع المهم والمثمر إن شاء الله, مؤكداً على موقفِ العراق الثابت في تعزيز العمل العربي المشترك بما يحقق مصالح كل الشعوب العربية بلا استثناء، وهذا يتطلب مني التأكيد على موقف العراق الداعم لاستعادة الجمهورية العربية السورية لعضويتها في جامعة الدول العربية, فنحن الآن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالعمل على توحيد المواقف والجهود لتحقيق النماء والرخاء لبلداننا وشعوبنا، داعياً من الله العلي القدير أن يحفظ بلداننا ويوفقنا جميعاً لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته