لا سلام وسفير السلام رهن الاعتقال
حنان عثمان
اليوم العالمي للسلام … يومٌ أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون مناسبة عالمية مشتركة يحتفل بها جميع شعوب العالم، حيث يتم تنظيم فعاليات جماعية من أجل دعم وتعزيز دور السلام في حياة الشعوب والأمم، والدعوة في هذا اليوم إلى الالتزام بوقف العدوان والقتال.
بالإضافة إلى نشر الوعي والثقافة التي تغرس السلام والديمقراطية بين الناس وتمنح الإنسان القيم والمثل المرتبطة بالحرية والعيش بسلم وأمان. ذلك الأمان الذي طالما حلم به الإنسان طيلة وجوده على هذه الأرض.
أين السلام العالمي؟ تشهد البشرية منذ سنين صراعاً دامياً وحروباً إقليمية ودولية راح ضحيتها ملايين من الأبرياء بين قتيل وجريح ومشردٍ ونازح. وفي يوم السلام العالمي، نرى أن الدول العظمى الرأسمالية لا يهمها السلام ولا يهمها مصير الشعوب، همها الوحيد هو الربح الأعظم من خلال إثارة النعرات والفتن والحروب الطائفية والإقليمية فقط من أجل بيع الأسلحة وتوسيع حدود نفوذها.
أين السلام؟ وهمّ الأمم المتحدة هو فقط إصدار مراسيم وقرارات وبنود تتعلق بالسلام، ولكن هل هناك محاسبة للمنتهكين؟ أليست ازدواجية المعايير هي الطاغية على الكثير من المنظمات الحقوقية والإنسانية؟
كيف لنا أن نتحدث عن السلام في حين تسجن أيقونات الفكر والحرية؟ إن سجن سفير الحرية والسلام والديمقراطية القائد عبدالله أوجلان في تركيا منافٍ لمبادئ السلام العالمي، وإن حزب العدالة والتنمية بقيادة مجرم الحرب أردوغان فاقدون لكل المعايير الإنسانية لما يقدمون عليه من انتهاكات بحق صاحب الفكر الديمقراطي القائد عبدالله أوجلان ورفاقه من معتقلي السياسة والرأي داخل السجون التركية.
إن الفيلسوف والمفكر القائد عبدالله أوجلان يرمز للحرية ويرمز للمساواة خاصةً بعد دراسة مرافعته الأخيرة المكونة من خمسة مجلدات عن قرب (مرافعة: مانيفستو الحضارة الديمقراطية)، والتعمق في مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه والذي يعتبر خلاصاً ليس فقط للكرد بل لكافة الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط. هذا المشروع مبني على أساس أخوة الشعوب وبث روح السلام أينما طبق.
حرية القائد آبو هي بمثابة صمام أمان في المنطقة لأنه ومن خلال جميع رسائله يدعو جميع الأطراف إلى وقف آلة الحرب والبدء بحوار جدي لأجل حل كافة المشاكل والصعاب.
في الختام لا سلام مع الظلم والعبودية وتقييد الحريات، ولا سلام مع العنصرية والطائفية.
لا سلام إن لم يتمتع الكرد وجميع الشعوب بحقوقهم المشروعة. معاً من أجل تغيير ثقافة الانتقام والعنف إلى ثقافة التسامح والسلام والعيش المشترك.