في هذه الليلة التي تم فيها قصف كل من شنكال ومخيم مخمور من قبل الدولة التركية المحتلة دون أي تنديد من قبل المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة التي (تحافظ ) على الحدود السياسية المرسومة وفق اتفاقية قبل سايكس بيكو، ليس هذا فحسب؛ فالعراق الذي تعرضت حدوده (المقدسة )للانتهاك ح بأي تنديد، وإخواننا في ّصرُلم ي لم يصرحوا ًباشور كردستان أيضا حتى بتنديد خجول؛ لما تمطره الدولة التركية من قنابل وبراميل فوق رؤوس أهل شنكال الجريحة ومخمور النازحة وجبال كردستان . إنني ومرة أخرى سألت نفسي؛ لماذا دماء الكرد مباحة وقتلهم حلال؟ ما هو هذا الحقد والانتقام الذي يجعل حيال ما ًكل العالم يبقى صامتا تركب بحقهم من انتهاكات؟ أي ُي ت علينا ّذنب ارتكبناه وأي لعنة حل قتل بهذا الشكل؟ إنني ُلكي ن أعلم بأننا بحقيقتنا السياسية في هذه ًل طرفاّشكُوالاجتماعية ن الثنائية اللعينة .
لكن؛ لا يوجد علم أو أخلاق أو فلسفة يمكن أن يفسر ما نعانيه نحن الكرد على وجه البسيطة .تذكرت هذه الليلة رد ُقصيدة محمود درويش ليس للك إلا الريح، حيث يقول: رد إلا الريحُليس للك تسكنه ويسكنها، تدمنه ويدمنها لينجوا من صفات الأرض والأشياء… نعم بالفعل؛ أردت في هذه الليلة أن انجوا من صفات الأرض والأشياء، لأنه بأنه لا يملك ًيشعر الإنسان أحيانا قواسم مشتركة مع هذا العالم الذي يحكم علينا بالموت فقط لأننا كرد، وعندما تكون القضية متعلقة بالكرد فأنهم يتبرؤون من صفاتهم الإنسانية، فيتحولون إلى كائنات مفترسة لا تملك الشعور بالذنب ولا الشعور بالألم.
إننا ككرد مع الأسف ما زلنا مثل الفراشات التي لا تعرف حقيقة النار فتقترب إلى حين تحترق، إننا لم نستوعب بعد ما نحن بصدده ،ً من مأساة .لذلك؛ نصبح جنوبا ونصبح ً، نصبح غرباًونصبح شمالا ، في حين لم نعلم بعد أن ًشرقا الجنوب شمال والغرب شرق، وأن دماؤنا أينما كنا هي وقود لنارهم ولمصباح عارهم، فأينما كنا الأمر؛ سيان، دم الكردي مستباح إن كان باسم العروبة أم باسم الطورانية أم باسم الفارسية، أم باسم المصالح .
بأننا شعب وأرض ًإننا ننسى أحيانا جريحة، وبأنه يجب أن يظل جرحنا ، لا يعرف الضماد، إننا ننسى ًراعفا في أفراح الآخرين، ًأنفسنا أحيانا ونسكر بكؤوس ليس لنا فيه شراب .ننسى إننا ما زالنا نقاتل من أجل أن نعيش، نقاوم من أجل في هذه الأرض، وأن ً حراًأن نزرع جيلا علينا أن نوحد مشاعرنا بجنوبها وشمالها وشرقها وغربها .وأن علينا أن نعرف كيف نعيش وكيف نحارب، كيف نفكر وكيف نكون ما نكون. هذا هو قانون الكرد لا يمكنه أن يحقق أي شيء دون مقاومة، إذا ما حرقنا يجب أن نخلق نفسنا من رمادنا، فأشجار الزيتون وسنابل القمح أقوى من أي حريق .
يجب أن يعلم أعداؤنا بأننا لن نساوم وسنقاوم، لن ننهزم سنقاوم، وبأن شنكال والجبال والكرد هو عشق أبدي ولا يمكن أن ينهيه أي سلاح.