الحدث – القاهرة
ومازلنا نعيش في نفحات رمضان الذي افترض الله علينا صيامه وسن لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قيامه وحثنا ايضا علي اغتنام كل لحظة في هذا الشهر الفضيل في كل الاعمال الصالحه رغبه في جنه عرضها كعرض السموات والأرض ونجاه من نار جهنم عياذا بالله جل وعلا
واغتنام شهر رمضان الكريم يكون بصيام النهار صياما عن كل المحرمات وكذا قيام الليل والحرص علي تحصيل كل اوجه الطاعات واجتناب الموبقات وهذا يسوق العبد إلي الجنه ويحول بينه وبين النار ويحقق المراد من الصيام قال تعالي يايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون الايه
روي البخاري في صحيحه عن ابي هريره رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من امن بالله ورسوله واقام الصلاه وصام رمضان كان حقا علي الله ان يدخله الجنه جاهد في سبيل الله او جلي في ارضه التي ولد فيها فقالوا اي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
افلا نبشر الناس قال
ان في الجنه مائه درجه اعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فاذا سالتم الله فاسالوه الفردوس
فانه وسط الجنه او أعلى الجنه اراه فوق العرش ومنه تتفجر انهار الجنه الحديث
وهذه راويه الامام مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم
ارايت اذا صليت الصوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد علي ذلك اادخل الجنه قال نعم فقال الرجل والله لا ازيد على ذلك شيئا الحديث
وهذه روايه الامام مسلم فيما رواه ابي امامه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الناس في خطبه الوداع فكان مما قال
اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاه اموالكم واطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنه ربكم
وشهر رمضان شهر خير وبركه يجمع الله فيه علي المومن الوانا من الطاعات قد لاتتوفر في غيره من الشهور لذا فهو سوق رائج للجنه وصدق رسول الله صلى الله عليه اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنه وغلقت ابواب ابواب النيران وسلسلت الشياطين ومرده الجن
وقد امتن الله علي هذه الامه فتتح لها الجنه علي حسب ابواب الخير والطاعه وخص الصوم بباب الريان وذلك كما في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنه بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون لايدخل منه غيرهم يقال اين الصائمون فيدخلون فاذا دخلوا اغلق دونهم وكأن هناك ربط بين مايعانيه الصائم من الجوع والعطش وبين باب الريان حيث النعيم فلا جوع ولا عطش واعلم اخي يرحمك الله ان الصوم كما هو باب للجنه فانه يحول بين العبد وبين النار حيث ان الصيام يحول بين العبد وبين الشهوات كما في الحديث حفت الجنه بالمكاره وحفت النار بالشهوات والصوم جنه وهو حصن حصين من النار فمن صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا اوكما قال صلى الله عليه وسلم اسال الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وان يوفقنا الي الصلاه والصيام والقيام والي الاقتداء بهدي نبينا خير الانام وكل عام وانتم بخير .