الحدث – وكالات
قال الرئيس المشترك لمكتب التخطيط والتنمية والإحصاء في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “محمد الأحمد”: إن الدولة التركية تحاول إحياء الميثاق الملي بهدف ضرب منجزات الإدارة الذاتية الديمقراطية، والذي يعد المشروع الأول لدمقرطة سوريا.
تسعى الدولة التركية منذ بداية الأزمة السورية إلى أن يكون لها موطئ قدم في الشأن السوري من خلال بناء المخيمات قُيِل نشوب فتيل الثورة في الداخل السوري، وتعتبر الدولة التركية المختلقة منذ نشوء الدولة العثمانية دولة ذات أطماع استعمارية على حساب جغرافية المناطق المجاورة، بالتزامن مع اتفاقيات سرية مبرمة مع أجندات خارجية وداخلية بهدف ضرب مشروع الإدارة الذاتية والملف الكردي في سوريا.
وفي السياق أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الرئيس المشترك لمكتب التخطيط والتنمية والإحصاء في الإدارة الذاتية محمد الأحمد والذي أكد أن تجربة الإدارة الذاتية الحل الوحيد لحل الازمة السورية.
واستهل محمد الأحمد في حديثه: منذ اندلاع الأزمة السورية تسعى الدولة التركية إلى التدخل في الشؤون الداخلية لسورية والتي كانت نقطة انطلاق لها لتوسيع رقعة احتلالها، وفي بدايات الثورة السلمية وتحويلة إلى عسكرة وسط مدة زمنية قصيرة في هذه الفترة عملت الدولة التركية على إدخال التكفيرين من شتى بقاع العالم من حدودها المحاذية لسوريا تحت ذريعة دعمها للمعارضة المعتدلة والتي كانت بداية اشعال فتيل الحرب.
وأشار محمد الأحمد إلى أن “الدولة التركية كان لها علاقات سابقة مع جماعة الإخوان وفي بداية عام 1980 عندما كانت هناك تجاوزات من قبل الإخوان في الأراضي السورية كان الداعم الأساسي لها الدولة التركية، وبناء على اتفاقيات قديمة تحاول الدولة التركية إيحاء الميثاق الملي على حساب المناطق الآمنة بهدف ضرب منحازات الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يعد المشروع الأول لدمقرطة سوريا”.
بداية التدخل التركي
وأوضح الأحمد: بداية التدخل التركي بالشأن السوري جاء بشكل مباشر عندما تم انعقاد المجلس الوطني السوري في إسطنبول في الشهر 10 عام 2011 كان بمثابة التحول الأول لحزام المعارضة بتعاون مع أجندات خارجية وتحريف مسار الثورة من ثورة سلمية إلى حرب أهلية طائفية مما خلّف الدمار لمعظم المدن السورية وتشريد مئات الملايين وآلاف المعتقلين والمنفيين في سجون.
وأكمل محمد الأحمد: عندما تشكلت الإدارة الذاتية في روج آفا بداية من كوباني وجزيرة وعفرين لم ترق هذه التجربة للعديد من الأطراف المتنازعة متمثلة في الدولة التركية والنظام السوري اللذان يحاولان إثارة الفتنة بين المكونات واستخدام الحل العسكري لإضعاف الملف الكردي.
وكشف الأحمد: هناك تناقضات بين تركيا والنظام ولكن هناك اتفاقيات سرية بينهم ضد الكرد، ويتحالفون ويتوافقون على الملف الكردي والدليل على ذلك الاتفاق الذي أبرم في نهاية 1998 لا زالت سارية المفعول باحتلال لواء الاسكندرون، وبعد اسقاط الطائرة الروسية في نهاية العام 2015 تم استغلال تركيا لصالح روسيا لتقديم التنازلات الروسية لتركيا وتحولت من دولة داعمة للمعارضة إلى دولة ضمانة لها.
وأردف الأحمد: بقاء النظام السوري في سلطة الحكم بمساندة واتفاق بين إيران وتركيا وروسيا، والمعارضة تدعمها تركيا إلا أن القوة الوحيدة على الاراضي السورية التي تدير نفسها بنفسها هي الإدارة الذاتية الديمقراطية، والتي تشكلت بإدارة كافة مكونات المنطقة والحافظ على الأمن والاستقرار بكافة مناطق شمال وشرق سوريا.
واختتم محمد الأحمد: تجربة الإدارة الذاتية هو الحل الوحيد لحل الأزمة السورية بعد 10 سنوات من الحروب الطاحنة وهلاك الشعب السوري، نعول على منظمات حقوق الإنسان بلعب دورها في مناطق المحتلة، والسماح بدخول المنظمات والتحري عن الجرائم التي ترتكب في مناطق الدولة التركية ورفع دعاوي بحق كل من له يد في ارتكاب هذه الجرائم.