الحدث – القاهرة
الإسراء والمعراج ذكري الأمل واليقين في فرج الله جل وعلا عنوانها “إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين” “ماودعك ربك وما قلي – فإن مع العسر يسراً” منحه بعد محنه ومواساة بعد كرب حدث عظيم ثابت بالقرآن الكريم وهدي سيد المرسلين وإن شكك في ذلك أهل الهوي والضلال في كل زمان ومكان..
قال تعالي “سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ” الآية (١) سورةالإسراء
وقال تعالي “والنجم اذا هوي ماضل صاحبكم و ماغوي * وما ينطق عن الهوي” من الآيه 1الي 18سورة النجم وإثبات ذلك من سنة النبي صل الله عليه وسلم الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من رواية سيدنا أنس بن مالك الذي تحدث فيه النبي صل الله عليه وسلم عن وصفه للرحلة المباركة بداية من صحبة سيدنا جبريل ووصفه للبراق وذهابه الي المسجد الأقصى أولي القبلتين وثالث الحرمين ومسري الرسول الكريم وصلاة الصبح بالأنبياء في إشارة الي الوحدة والإعتصام بين الأنبياء ثم معراجه إلي السماء وصعوده إلي سدرة المنتهي مرورا بالسموات العلي وترحيب الأنبياء والملائكة بالنبي صل الله عليه وسلم وفرضية الصلاه في إشارة إلي عظم منزلتها ووصف النبي لبعض المشاهد في الجنة وفي النار وعنون ذلك الحديث بقوله رأيت ليلة أسري بي ,يتعرض النبي صل الله عليه وسلم لصد رهيب وأعراض عجيب بعد أن خرج من مكه قاصدآ اهل الطائف يعرض عليهم نفسه ويدعوهم الي الإسلام فأعرضوا عنه وحرضوا غلمانهم وصبيانهم عليه فضربوه بالحجارة حتي سال الدم من قدمه الشريف ووقع مغشيا عليه بجوار حائط بستان لعتبه وربيعه ابني شيبه وكأن الامر يزداد هما وكربا بعد وفاة عمه ابو طالب وزوجته السيده خديجه فيما سمي بعام الحزن لكن المؤمن يثق في ربه ويتخذ من الأمل سبيلا ويرفع أكف الضراعه الي الله فهو السند وعليه المعتمد ‘قال الله تعالي “إنما أشكوا بثي و حزني الي الله وأعلم من الله ما لا تعلمون” ‘يوسف ‘.. وهذا شأن الداعيه وصاحب المبدأ لا يقف ولا يتوقف عن الدعوة الي الله وأجمل ما في الحدث أن نسقطه على واقعنا لنخرج مما نحن فيه ويزداد الامل في فرج الله جل وعلا تاسيإ بالنبي صلى الله عليه وسلم يدور حوار بين النبي وبين غلام الحديقه يسلم علي اثره الغلام وكان يسمي عداس ثم يرفع النبي يديه اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقله حيلتي وهواني على الناس انت رب المستضعفين وربي الي من تكلني الي قريب يتجهمني أم إلي بعيد ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي لكن عافيتك اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك أوأن ينزل بي سخطك لكن عافيتك هي أوسع لي لك العتبي حتي ترضي ولا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم يتجلي الامر بعفو النبي صل الله عليه وسلم عن أهل الطائف وأهل مكه عندما أتاه ملك الجبال وقال أرسلني ربي لوأمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت ..فقال يا أخي لم أبعث لهذا لكني أسال الله أن يخرج من أصلابهم من يقول” لا إله إلا الله”.
ويستفاد من الحدث أن الأمل سلاح المؤمن لا يتخلي عنه ابدا فانه لايياس من روح الله إلا القوم الكافرون وأن الصلاة عنوان المسلم وأول ما يحاسب عليه وأن المسجد الأقصى له منزله عظيمه في الأسلام وأن العفو والسماح خلوق كريم قال النبي صل الله عليه وسلم فيما رواه اسامه ابن شريك انه قال ان من احب عباد الله الي الله احنهم خلقا حفظ الله بلادنا وبلاد العرب والمسلمين من كل سوء ومكروه ورفع عنا البلاء وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وبلغنا رمضان وكل عام وأنتم بخير