الأربعاء 12 مارس 2025
القاهرة °C

مسلسل وتقابل حبيب.. 6 مراحل تعيشها المرأة بعد الخيانة اعرفي إزاي تتخطيها

الحدث – وكالات

تناول مسلسل وتقابل حبيب العديد من القضايا الاجتماعية الحساسة، وعلى رأسها الخيانة الزوجية وتأثيرها النفسي المدمر على المرأة، بالإضافة إلى ردود الفعل السلبية من الأهل والمحيطين بها، وألقى العمل الضوء على كيفية مواجهة الصدمات العاطفية والخروج منها أقوى، ما أثار تساؤلات عديدة حول الطريقة الصحيحة للتعافي من الخيانة وإعادة بناء الحياة من جديد.

الصدمة النفسية

 

عند اكتشاف الخيانة الزوجية، تمر المرأة بمرحلة من الصدمة العاطفية، حيث تعيش حالة من الإنكار وعدم التصديق، وكأن ما حدث غير حقيقي أو أنه مجرد كابوس مزعج ستستيقظ منه قريبًا. قد تشعر بالخدر العاطفي، وتجد نفسها غير قادرة على استيعاب الحدث أو التفاعل معه بشكل طبيعي. يصاحب ذلك اضطرابات في النوم، فقدان للشهية، وصعوبة في التركيز على المهام اليومية، وكأن العالم من حولها قد توقف فجأة.

للتعامل مع هذه المرحلة، من الضروري عدم استعجال تجاوزها، بل يجب منح النفس الوقت الكافي لاستيعاب الموقف. من المفيد التعبير عن المشاعر، سواء من خلال التحدث مع شخص موثوق أو حتى عبر الكتابة، لأن كتمان المشاعر قد يؤدي إلى تفاقم الألم الداخلي. كما أن العزلة ليست حلًا، حتى وإن بدا ذلك مغريًا في البداية، فالتواصل مع الآخرين والوجود وسط أشخاص داعمين يساعد على تقليل حدة الصدمة، ويمهّد الطريق نحو التعافي.

انخفاض تقدير الذات (Low Self-Esteem)

بعد الخيانة، قد تشعر المرأة بأنها لم تكن كافية لزوجها، أو أنها فقدت جاذبيتها وقيمتها في العلاقة. تبدأ في مقارنة نفسها بالآخرين، وتطرح تساؤلات مؤلمة حول ما إذا كانت السبب في الخيانة بطريقة ما. هذه المشاعر قد تدفعها إلى الانسحاب من الحياة الاجتماعية، أو فقدان الثقة بنفسها وبقيمتها كشخص.
من المهم في هذه المرحلة إدراك أن الخيانة لا تعكس قيمة الشخص الذي تعرض لها، بل تكشف عن ضعف في شخصية الطرف الخائن نفسه. العمل على استعادة الثقة بالنفس يكون من خلال القيام بأنشطة تمنح شعورًا بالإنجاز، مثل تعلم مهارة جديدة أو ممارسة الرياضة، فهذه الأمور تعزز الإحساس بالكفاءة وتساعد في استعادة التوازن النفسي. كما أن الإحاطة بأشخاص إيجابيين ومحبين يذكّر المرأة بأنها تستحق التقدير والاحترام، بغض النظر عما مرت به.

القلق والاكتئاب

بعد الخيانة، تصبح المرأة عرضة للقلق المزمن والاكتئاب نتيجة التفكير المستمر فيما حدث، والشعور بالعجز أمام الموقف. قد تجد نفسها تعيد تحليل الأحداث، وتحاول فهم الأسباب التي دفعت الشريك للخيانة، مما يغرقها في دوامة لا تنتهي من المشاعر السلبية. البكاء المستمر، فقدان الشغف بالحياة، والشعور باليأس كلها علامات قد تظهر خلال هذه المرحلة.

للتغلب على هذا، من الضروري البحث عن طرق لتفريغ المشاعر بطريقة صحية، مثل اللجوء إلى النشاط البدني، أو ممارسة التأمل والاسترخاء. الجانب الروحي أيضًا قد يكون داعمًا قويًا في هذه الفترة، حيث يمنح الشخص إحساسًا بالسلام الداخلي والقبول. وإذا تفاقمت المشاعر السلبية إلى درجة تعيق الحياة اليومية، فمن الأفضل استشارة مختص نفسي للحصول على الدعم اللازم.

اضطراب الثقة

بعد تجربة الخيانة، تصبح الثقة في الآخرين، وخاصة في العلاقات العاطفية، أمرًا صعبًا للغاية. حتى لو ظهر شخص صادق في المستقبل، فقد تجد المرأة نفسها في حالة من الشك المستمر، غير قادرة على تصديق نواياه الحقيقية، مما يمنعها من الدخول في علاقات جديدة أو يمنحها شعورًا دائمًا بالخوف من التعرض للأذى مجددًا.
من الضروري إدراك أن تجربة واحدة لا ينبغي أن تحكم العلاقات المستقبلية، وأن الحذر مطلوب، لكن دون أن يتحول إلى جدار يعزل المرأة عن الحب والسعادة. بناء الثقة يكون بشكل تدريجي، ومن خلال وضع حدود واضحة للعلاقات الجديدة، بحيث تشعر المرأة بالأمان دون أن تكون مفرطة في الشك أو الحذر. أما إذا قررت البقاء مع الشريك بعد الخيانة، فإن إعادة بناء الثقة تحتاج إلى خطوات واضحة وصبر متبادل، حيث لا يمكن استعادة الثقة بين ليلة وضحاها.

الغضب المستمر

من الطبيعي أن تشعر المرأة بالغضب بعد تعرضها للخيانة، لكنه إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحي، فقد يتحول إلى شعور دائم يستهلك طاقتها العاطفية والجسدية. الغضب قد يؤدي إلى نوبات غير مبررة من الانفعال، أو إلى أفكار انتقامية يمكن أن تدفع المرأة إلى اتخاذ قرارات غير محسوبة قد تضرها أكثر مما تنفعها. كما أن التوتر المستمر الناتج عن الغضب قد يؤثر على الصحة الجسدية، مسببًا مشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم وآلام العضلات.
الطريقة الأفضل للتعامل مع الغضب هي توجيهه نحو تطوير الذات بدلاً من تركه يدمّر الحياة. يمكن الاستفادة من هذه المشاعر في تحقيق نجاح شخصي، سواء في العمل، أو في تحقيق أهداف جديدة تعيد الشعور بالقوة والسيطرة على الحياة. كما أن التحدث مع معالج نفسي أو استخدام تقنيات التحكم بالغضب، مثل الكتابة أو ممارسة الرياضة، قد يساعد في تخفيف حدته بشكل صحي. في النهاية، الانتقام الحقيقي ليس في إيذاء الآخر، بل في عيش حياة مليئة بالسعادة والنجاح رغم كل ما حدث.

العزلة الاجتماعية

بعد الخيانة، قد تلجأ بعض النساء إلى العزلة خوفًا من مواجهة نظرات الشفقة أو الأحكام القاسية من الآخرين. يصبح الانسحاب من التجمعات الاجتماعية أمرًا شائعًا، حيث تفضل المرأة البقاء بمفردها بدلاً من التعامل مع الأسئلة المحرجة أو المشاعر المختلطة التي يثيرها وجودها وسط الآخرين. لكن العزلة قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها، حيث تترك المرأة عالقة في مشاعر الحزن دون دعم يساعدها على تجاوزها.
لذلك، من الضروري محاولة الخروج من هذه الدائرة والانخراط تدريجيًا في الحياة الاجتماعية. ليس من الضروري التواجد في بيئات غير مريحة، لكن اختيار أشخاص داعمين والتفاعل معهم يمكن أن يكون خطوة أولى نحو العودة للحياة الطبيعية. كما أن تجربة أنشطة جديدة والانخراط في مجتمعات جديدة يساعد على كسر دائرة الوحدة، ويفتح آفاقًا جديدة للحياة بعد الأزمة.
to top