الحدث – وكالات
قال القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم إن التصعيد الأخير للحكومة السورية ضد الإدارة الذاتية يتم بالتنسيق مع تركيا، في محاولتهما ل”تقويض الإدارة” مشيراً إلى ضرورة “تحديد العدو الاستراتيجي للكرد” كخطوة لتحقيق الوحدة بين القوى السياسية الكرديّة.
وجاء حديث صالح مسلم خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على شاشة قناة روج آفا، حيث كشف مسلم عن أبرز أسباب تصعيد حكومة دمشق الأخير ضد الإدارة الذاتية، وأسباب فشل جولات لجنة صياغة الدستور السوري.
التصعيد الأخير من قبل النظام يجري بالتنسيق بينه وبين الدولة التركية
وضح صالح مسلم في بداية حديثه الأسباب التي تقف خلف التصعيد الأخير بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، وقال:” أعتقد أن للأمر وجهين، الأول هو اللقاءات التي تتم بين النظام السوري والنظام التركي حيث أن هناك تفاهماً على الأقل بينهما فالزيارات المتبادلة بين مسؤولي المخابرات التركية والسورية، بالتأكيد لا تأتي من فراغ، يعني الطرفان لا يقبلان بهذه الإدارة وبما يجري في شمال وشرق سوريا، ولهذا لا بد أنهم يضعون مخططات معينة بحيث يكون التهديد العسكري والتهديد المباشر من قبل تركيا مثلما حدث في عين عيسى، ويكون الضغط الداخلي من طرف الحكومة السورية في محاولة تقويض الإدارة الذاتية.
وأضاف: “وما حدث في عين عيسى كان مثالاً واضحاً على ذلك إذ تقوم تركيا بقصف المنطقة والنظام السوري بمعاونة الروس يقولون أنتم مهددون من قبل تركيا وعليكم أن تتركوا هذا المكان للنظام السوري ولنا، هذا كان واضحاً.
النظام يحاول تقويض الإدارة الذاتية من الداخل عبر خلق الفتن
وأشار إلى أن الأمر الآخر خلف التصعيد بأن هناك عصابات تعمل في السر تبحث عن ذرائع لخلق الفتن والتوتر، لأن النظام السوري لا يزال يحاول أن يعيد جميع المناطق السورية إلى وضع ما قبل 2011 لذا لا يتوانى عن بث الفتن ويعرفون أنهم إذا حاولوا خلق فتنة وإنهاء العيش المشترك بين كافه المكونات، الكرد العرب السريان، ستكون محاولات تقويض الإدارة الذاتية من الداخل سهلة، وهذا يجري بالتنسيق بين الطرفين التركي والسوري، والذرائع يمكن خلقها بكل الأشكال، حيث عمد النظام إلى المضايقات التي تتم في الشهباء وحلب ففي هذا الشتاء القارس لا يسمحون بمرور المازوت إلى تلك المناطق ويمنعون عنهم الدواء، والمواد التي تذهب إلى تلك المناطق تقع بيد الضباط والمسؤولين السوريين ويتاجرون بها في السوق السوداء، لهذا هم ضغطوا هناك بمساعده الأتراك ويحاولون طبعاً عبر بث الدعايات وخلق البلبلة التقويض من الداخل.
الروس يحاولون الاستفادة من الوضع لتثبيت وجودهم وحماية النظام
وحول موقف الروس مما يجري قال مسلم: “الروس لم يكونوا متواجدين في هذه المنطقة وإنما جاؤوا بناء على طلب من الإدارة الذاتية الديمقراطية عندما حاولوا تخفيف التصعيد مع تركيا وبهذا هم جاؤوا بطلب وضمن شروط و حدود معينة، و لهذا أعتقد أنهم يريدون الاستفادة من هذا الوضع لتمكين وجودهم في سوريا والحفاظ على النظام السوري. ويعملون كل شيء لخدمة النظام السوري حتى ولو تدخلوا لتهدئة الأمور فهم يتدخلون لصالح النظام.
الجعفري الذي يدعي خوفه على أطفال داعش في الهول عليه أن يتذكر كيف كانوا يقتلعون أظافر الأطفال في درعا
وحول تصريحات الجعفري في مجلس الأمن وادعائه أن الأطفال في الهول يواجهون الخطر، قال مسلم: “تصريحه هذا يأتي في محاولة لتلميع وجه النظام عبر الادعاء في مجلس الأمن بأنهم إنسانيون، ويفكرون بالشأن الإنساني وبما فيه أطفال داعش وأطفال سوريا، ولكنهم في الحقيقة يذبحون الأطفال السوريين كما شاهدنا في حمص ودرعا ومتهمون بملفات الكيماوي ضد الأطفال، ، والآن يحاول تحسين وجههم هذا على حسابنا، ونقول للجعفري أنت لا تهتم بأطفال بلدك أصلاً فلماذا تدعي الخوف على أطفال داعش؟ ولا تنسى أن الأحداث في سوريا بدأت عندما اقتلعتم أظافر الأطفال في درعا”.
أبواب الإدارة الذاتية مفتوحة أمام كل الدول التي تريد أخذ أطفال داعش
وأكد مسلم أن الإدارة الذاتية أبوابها مفتوحة للجميع ولمن يريد أن يهتم بهؤلاء الأطفال، وقال: “ها هي الوفود من طاجكستان وكازاخستان والروس جاؤوا وأخذوا المئات من أطفالهم وما زالت بعض الدول الأوربية تأخذ الأطفال، هذا أمر واضح، فالإدارة لا تحاول أن تجعل من الأطفال ضحية لما يجري في سوريا، قد تكون الإدارة عاجزة عن تأمين كل شيء لهم لقلة الإمكانيات ولكن بحسب إمكاناتها تفتح لهم المدارس وتحاول الاهتمام بالأيتام، وأي دولة تتقدم للإدارة الذاتية بطلب لأخذ الأطفال تقدم لها كافة التسهيلات”.
لا يمكننا تسليم ملف عوائل داعش ومعتقليها للنظام السوري بدون اعتراف رسمي بالإدارة الذاتية
وحول مطلب بشار الجعفري تسليم ملف الهول ومعتقلي داعش لحكومة دمشق رد مسلم: ” نحن في شمال وشرق سوريا تعرضنا للذبح ودفعنا الثمن ونحن حجزنا هؤلاء ومازلنا مكلفين بالحفاظ عليهم، يعني كيف تتحدث عن شيء لا تملكه، فكيف سيكون النظام السوري مسؤولاً عن هذا الملف، وإذا كان لابد فيجب قبلها أن يتم الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية كجزء من سوريا. أما الحديث عن تسليم الملف للنظام هذا المستحيل فحتى مخيم الهول الذي يتحدثون عنه وهؤلاء 27000 طفل الذين يتحدثون عنهم موجودون في هذا المعسكر. ومازالوا في حراسة التحالف وقسد، وعلى الأقل إن كنت تتحدث بشأنهم يجب أن تتعامل مع من احتجزوهم، فهؤلاء هنا في هذه المنطقة نتيجة حرب دائرة في هذه المنطقة”.
ملف الهول ومعتقلي داعش قضية دولية أكبر من سوريا وتحتاج لقانون خاص بالإرهاب الدولي
وحول سبل حل ملف معتقلي داعش والهول قال مسلم: “نحن قلنا منذ البداية إن قضية داعش ومحاكمة داعش وأسرى داعش وقضية الهول هي مشكلة دولية أكبر منا وأكبر من سوريا لن نستطيع البت في الأمر هي مشكلة دولية فالإرهاب هو دولي عابر للقارات وداعش موجود في كل مكان ويقوم بعمليات في كل مكان والمنتسبون إليه أيضاً من جميع الجنسيات. وهذا يحتاج إلى قانون خاص بالإرهاب الدولي، وإلى الآن ليس هناك قانون.
إن كانت ستعقد محكمة دولية فيجب أن تكون في شمال شرق سوريا لأن الضحايا والشهود والمعتقلون كلهم هنا
وأكد مسلم أنه في حال تم الاتفاق على إنشاء محكمة دولية لمعتقلي داعش فيجب أن تعقد في شمال وشرق سوريا، وأن يكون المدعي العام والمحامون دوليين، وأن تتأسس المحكمة الدولية هنا على أرض المعارك لأن الشهود والضحايا والمعتقلين والمعسكرات كلها موجودة هنا، فالقضية أكبر من حجم سوريا ومن الإدارة الذاتية وتحتاج لمعاملة خاصة من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن. وأعتقد أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يجب أن يأخذوا هذه الجوانب بعين الاعتبار ويقرروا ماذا سيفعلون”.
المباحثات السورية ولجنة صياغة الدستور تفشل بسبب التدخل التركي وعراقيل النظام
وحول أسباب استمرار الأزمة السورية وفشل مباحثاتها وجولات لجنة صياغة الدستور، أكد صالح مسلم أن جوانب الأزمة السورية يمكن حلها ولكن قبل كل شيء :” علنيا أن ندرك أن تركيا هي التي تمنع المحادثات السورية والحوار السوري وآخره كان اللجنة الدستورية فتركيا والنظام يضعون العراقيل، ولو تركوا السوريين لحالهم لحلوا مشاكلهم، فتركيا تقول إما أن يكون الحل كما أريده أو لن أترك مجالاً للحل، لذا يجب إخراج تركيا وإبعادها عن ملف الحوار السوري ويجب أن تخرج المعارضة من حضن تركيا وأن يكون لها رأي خاص، ومادامت في حضن تركيا فلن يكون هناك حل لسوريا”.
بدون مشاركة ممثلي ثلث سوريا كل المباحثات سيكون مصيرها الفشل
هذا وأكد مسلم أن الأطراف التي تضع شرطاً بألا يكون ممثلو شمال وشرق سوريا موجودين سواء في جنيف أو سوتشي أو الجنة الدستورية، لن تصل إلى نتيجة بدون مشاركة ممثلين عن المكونات الموجودة في شمال شرق سوريا، وقال :”لن يكون هناك حل ونحن متأكدون من ذلك، إذ كيف تُهمل ثلث سوريا وتقول سأجد حلاً لسوريا؟”
المشاركون في المباحثات ليس لديهم مشروع وهدفهم تغيير السلطة أو المشاركة فيها
ونوه مسلم أنه بالإضافة إلى الأسباب السابقة لفشل المباحثات أن الأطراف الأخرى المشاركة في المباحثات سواء المعارضة وغيرها ليس لديهم مشروع للحل، وكل ما يبحثون عنه هو تغيير السلطة أو المشاركة في السلطة، وقال: “فالطرف الوحيد الذي يملك مشروعاً للحل السوري وحلاً تقبله المكونات كلها، ومشروعاً ليس له أغراض سلطوية هو مشروع الإدارة الذاتية وهو يمكن أن يكون حلاً لكل المشاكل. لذا فتلك الأطراف لا تريد أن نشارك بتلك المباحثات”.
لجنة صياغة الدستور شكلها الروس للابتعاد عن قرار جنيف رقم 2254
وعن سبب فشل الجولات الأخيرة للجنة الدستور قال مسلم: “يجب أن ننظر أولاً إلى هذه اللجنة الدستورية كيف تأسست، فتشكيل اللجة كان من الوسائل الروسية للابتعاد عن مقررات جنيف رقم 2254 الذي وضع إطاراً للحل السوري، وربما لاستغلال الفرص لبعض المصالح، وهو كان محاولة الابتعاد عن مخرجات جنيف، لذا نرى أن الأمم المتحدة لا تشارك فيها مباشرة ولا تريد أن تأخذها تحت إشرافها، لذا نرى أن هذه الجهود فشلت”.
كنا نستعد للمشاركة في اللجنة الدستورية بطلب من روسيا ولكن الرفض التركي حال دون ذلك
وأكد مسلم أنه عندما شكلت روسيا هذه اللجنة تواصلت مع الإدارة الذاتية أيضاً لتشارك في اللجنة، والإدارة حضرت لجاناً للانضمام إليها ولكن عندما رفضت تركيا ذلك، تخلت روسيا عن الإدارة الذاتية، وعليه لم نشارك، وكنا مستعدين للمشاركة، لذا أعتقد أن أي حل يجب أن يكون صاحب الطرح جاداً ويعتبر كل السوريين سواسية وألا تكون هناك إملاءات تركية، ولذلك يذهبون إلى الاجتماعات وتكون النتيجة فاشلة ويعودون إلى قرارات جنيف.
مشاركة طرف كردي ضمن الائتلاف في اللجنة الدستورية لا يمكنها تحقيق شيء للكرد
وحول مشاركة طرف الكردي ضمن الائتلاف في لجنة صياغة الدستور أكد مسلم أنه :”غير مقبول ولا يمكنه تحقيق شيء بهذا الشكل، نحن هنا عندما نقول المكون الكردي الموجود فهو فعال ولديه ممثلون، إنما الإتيان بكردي يستأذن أعداء الشعب الكردي للمطالبة بالحقوق الكردية فهذا لن يحقق شيئاً، أي أنه من غير المعقول أن تستأذن تركيا لطلب حقوقك وهي لن تقبل طبعاً”.
يجب على باقي المكونات عدم الخوف من الوحدة الكردية لهذا السبب..
وحول أهمية الوحدة الكردية في هذه المرحلة قال مسلم: “قبل الوحدة أريد أن أقول شيئاً أردده دائماً، وهو أن على باقي المكونات من غير الكرد ألا يخافوا من الوحدة الكردية، لماذا؟ لأن الكردي المشتت كان عبر التاريخ أداة بيد أعداء الشعوب، أما إذا توحد الكرد وأصبح لهم مرجعية حينها لن يستطيع أحد استخدامهم كأدوات في خلق التناحرات وهذا ما نسعى إليه، ثانياً الوحدة مطلوبة اليوم بالنسبة للكرد للظرف الحساس الذي يمر به الشرق الأوسط، وهذه الوحدة لن تكون مهمة فقط للشعب الكردي إنما لشعوب المنطقة عموماً لتحقيق الديمقراطية”.
يمكن أن تتحقق الوحدة الكردية إذا توحدنا في تحديد العدو الاستراتيجي للكرد
وأكد مسلم أنه يمكن أن تحدث الوحدة الكردية عندما يعرفون عدوهم الاستراتيجي، وقال: “نحن حصلت لدينا قناعات بأن العدو الاستراتيجي للشعب الكردي هي الدولة التركية. وأي كردي يمكن أن يقول إن السلطة التركية عدوة الشعب الكردي إلى أن تغير موقفها من الكرد، يمكن أن تتحقق معه الوحدة يكفي أن نتوحد على هدف واحد. والهدف الواحد هو التصدي لأعداء الكرد التاريخيين الذين يحاولون تقويض الوحدة الكردية الذين تدخلوا في شؤون الدول الأخرى من أجل تقويض الوحدة الكردية”.
تركيا حاولت وضعنا تحت مظلة المجلس الوطني السوري والائتلاف وكان لدينا طلب صغير لقبول ذلك ولكنهم رفضوه
وأكد مسلم أنه :”منذ بداية الحراك السوري لم نرفض الحوار مع أي طرف ولدينا النهج الثالث ألا نكون بجانب أحد من أجل السلطة وهدفنا الديمقراطية، ولكن بقي موقفنا ثابتاً تركيا لديها مخططاتها، حاولوا بشتى الوسائل سحبنا إلى الخط الذي يريدونه وحصلت بيننا زيارات ومفاوضات على مدى 3 سنوات، كان هدفهم أن يدخلونا تحت مظلة المجلس الوطني السوري ثم الائتلاف وأن نكون ملحقاً يستخدموننا على هواهم، ولكننا لم نرفض وقلنا سنقبل ذلك بشرط واحد وبسيط وهو أن يقولوا بشكل كتابي (إن في سوريا قضية كردية وتحتاج إلى حل ديمقراطي ونحن الآن لا نستطيع وحين تتهيأ الظروف سنحلها) ولكنهم رفضوا هذا الطلب الصغير المنطقي، وعندما قطعوا الأمل وتأكدوا أننا لن نتنازل عن هذا المبدأ أصبحنا أعداء وإرهابيين بالنسبة لتركيا والائتلاف.
لو طالبنا فقط بحقوق الكرد من حكومة دمشق فحينها سنبقي على الخلافات التي يستخدمها النظام لخلق التناحر
وأكد مسلم أنه :”لو طالبنا فقط بالحقوق الكردية وحدها من دمشق فحينها سنبقي على النقطة الخلافية التي يستخدمها النظام لخلق التناحر بيننا وبين باقي المكونات، وهذا يعني أننا سندخل في صراعات وحروب تمتد لقرون أخرى، لذا يجب قطع جذور هذه المشكلات عبر الأمة الديمقراطية والعيش المشترك، وإذا طالبنا بذلك إذاً سنلجأ إلى نفس ذهنية وممارسات البعث، وسنقول يجب كل من يعيش في القامشلي أن يكون كردياً ولكن لدينا عرب وغيرهم، نحن كنا ضحايا لهذه السياسات ولا نريد أن نكون ضحية مرة أخرى لهذه السياسات الخاطئة”.