منظومة المجتمع الكردستاني: تحالف الشعوب العربية والكردية يمكنه وقف العثمانية الجديدة
قالت روني سردم عضو لجنة العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكردستاني KCK إنه “يمكن وقف العثمانية الجديدة وعدوان دولة الاحتلال التركي من خلال التحالف التاريخي للشعوب الكردية والعربية”.
قيمت عضو لجنة العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) روني سردم لوكالة فرات للأنباء ANF التطورات التي تحدث في تركيا وكردستان والشرق الأوسط.
عزائنا لشعب لبنان
وأشارت روني سردم في مستهل حديثها إلى التفجيرات التي وقعت في العاصمة اللبنانية بيروت، وقالت: “نقدم تعازينا للشعب اللبناني في هذه المأساة الكبيرة، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى، ونقول مرة أخرى أننا نتضامن مع المدينة الجميلة والقديمة مع بيروت وشعبها العريق”.
الدولة التركية تأسست على إنكار وإبادة الشعوب
وأوضحت روني سردم أن الدولة التركية تأسست كدولة قومية على أنقاض واحتلال الإمبراطورية العثمانية، وقالت: “لقد تحولت إلى نظام قائم على سياسات الإنكار وإبادة الشعوب. حيث ارتكبت مجازر جماعية ضد الأرمن، الآشوريين، السريان، الشركس وذلك لبناء دولة قومية متجانسة لها، كما أنها نفذت سياسة الإبادة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والجسدية ضد الشعب الكردي”.
وأضافت “لم تتخل الدولة القومية التركية، التي تعتبر نفسها وريثة الإمبراطورية العثمانية، عن أهدافها الديكتاتورية في جنوب وغرب كردستان، التي تعتبر جزءاً من الميثاق الملي”.
وأوضحت: ينطبق وضع مماثل على شمال أفريقيا وليبيا. حيث تسعى دولة الاحتلال التركي لاحتلال هذه المناطق وبسط نفوذها فيها وذلك من خلال تأجيج الوضع وزرع النزاعات بين أبناء المنطقة، لذلك لم ترغب أبداً في إخماد الحريق تحت قدر الشرق الأوسط، بل على العكس من ذلك، تسعى لتزويد الوقود للحريق للحفاظ على النار مشتعلة.
ولفتت إلى أن الدولة التركية، التي لا ترى نفسها في واقع الحكم الاستبدادي في الشرق الأوسط، أرادت استخدام العملية المعروفة باسم “الربيع العربي” لهذه الأغراض.
وتابعت: غيّر قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم الفاشي، اردوغان ودولت باخجلي، سياساتهم العنصرية والدينية والجنسية على أساس الاحتلال العثماني الجديد، وتم تعيين هذا كشرط وحيد لهم للبقاء في السلطة من قبل الدولة. إن الاحتلال في سوريا، وخاصة في شمال وشرق سوريا، جنوب كردستان وليبيا ، هو تحقيق لهذا الهدف، حيث جهزت أرضية لنفسها بتشجيع ودعم من القوى الدولية.
السياسات القذرة لاحتلال ليبيا
وأكدت روني سردم أن أحد أهداف هجمات المحتلين على سوريا والعراق هو الميثاق الملي، لكن السبب الأهم هو محاولة تدمير إنجازات الشعبين الكردي والعربي، وقالت: إن “من بين الأنظمة الدكتاتورية للدول الأربعة التي تحتل كردستان، تعد الدولة التركية هي الدولة الأكثر فتكاً وقتلاً من حيث العداء للشعب الكردي. فلديها سياسة واضحة في إنكار وإبادة الكرد، كما تشجع وتضغط على الدول الأخرى لاتباع السياسات المعادية للكرد.
واستطردت: “عندما يقرأ المرء الأحداث جيداً فإنه سيجد؛ أنه تم خلق جو بعد الانتفاضة في العالم العربي وكذلك بعد هجمات داعش، خلافاً لسياسات القوى الغربية في ليبيا. ولكن بعد وقت قصير لتغيير السلطة في ليبيا، أصبح الاحتلال التركي زعيم هذه القوى، وارتقى إلى هذا الدور، ثم اتبع سياسات النهب والاحتلال في ليبيا، التي يراها كجزء من تحقيق الحلم العثماني الجديد”.
وأردفت: النظام التركي باتباع طرق ووسائل الغزو، وبهذا المفهوم، شكل إدارة شريكة وبدأ في محاولة تبرير احتلاله.
ولفتت إلى أن دولة الاحتلال التركي تعتبر حالياً، أن سياسات الحرب والاحتلال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقوقاز، أرضية مهمة لانتشار هيمنتها. حيث تتوقع أنها إذا نجحت في ذلك، فستتمكن من إزالة عقبة كبيرة أمامها لتصبح قوة مهيمنة في المنطقة. فالسياسة التي تتبعها في البحر الأبيض وهلم جرا، كلها تنصب لهذا الغرض. ومن خلال هذه السياسة، ستحقق بعض النتائج على المدى القصير، أما على المدى الطويل والعملية المستقبلية، فإن هذه السياسات ستضع دولة الاحتلال التركي TC في حالة من السخط والمخاطر والسياسات الجادة”.
وقالت: “نحن نرى علامات لهذا من الآن، حيث اضطرت إلى أن تتراجع في البحر الابيض، كما اضطرت إلى اتخاذ موقف لصالح روسيا في ليبيا. كما عززت المقاومة التاريخية لمقاتلي الحرية ودعم شعبنا لهذه المقاومة ضد الاحتلال وخاصة في جنوب كردستان، الدول المحيطة التي كانت مترددة أمام دولة الاحتلال التركي وشجعتها لاتخاذ موقف صارم ضدها.
الإنجاز التاريخي هو تحالف الكرد والعرب
وذكرت روني سردم أن الدولة التركية كانت تحاول إعادة احتلال ليبيا عسكرياً واقتصادياً، وجعلها جزءاً منها، وقالت: “إن سياسة وغزو واحتلال الدولة التركية في المنطقة أدت إلى خلق عداء لها على الجغرافيا العربية، كما تشكلت جبهة معارضة قوية، ورأت الدول العربية والمثقفون والشعوب هذه السياسة على أنها أهداف للعثمانيين الجدد وترفضها بجدية، حيث ناضلت الشعوب العربية بشدة ضد العثمانيين وتحرروا من بطشها”.
وأشارت إلى أن الشعوب العربية رأت بنفسها كيف قضت الإمبراطورية العثمانية على حقوقهم الثقافية والاقتصادية والسياسية. ليس للشعوب العربية أي نية للسماح للسلطة الفاشية لأردوغان وباخجلي التي تتجاوز العقلية العثمانية، بحكم المنطقة. يرى الشعوب والدول العربية الأعمال اللاإنسانية التي تمارسها الدولة التركية ضد الشعب الكردي ويدركون جيداً أنها تستعد لمهاجمة جغرافيتها أيضاً من خلال السياسة الوحشية التي تتبعها.
وتابعت: لأنهم يدركون أن هذا الهجوم ليس فقط ضد دولة واحدة، ولكن ضد الشعب العربي وضد جغرافيتهم بأكملها، فإنهم يظهرون موقفاً متزايداً كل يوم. حيث تتخذ الشعوب العربية موقفاً شرعياً ضد أطماع الدولة التركية التي تتجاهل التراث التاريخي للشعوب العربية خاصة ثرواتها الطبيعية.
وقالت: “إن وقفة الشعوب العربية المعادية للدولة التركية هي وقفة شرعية وقانونية للحقوق الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى للحقوق الدولية. من ناحية أخرى، فإن الشعب العربي يقترب بشغف من نضال الشعب الكردي الذي يدافع عن نفسه ضد الدولة التركية العدوانية. لقد مهد هذا الوضع الطريق أمام تحالف تاريخي بين الكرد والعرب. نعتقد أن هذا هو الإنجاز الأكثر تاريخي ضد دولة الاحتلال التركي TC. فالتحالف التاريخي بين الكرد والعرب سيتمكن من ردع اطماع وسياسات تركيا العثمانية”.
هجمات وحشية ضد حفتانين
وفي سياق حديثها أشارت روني سردم عضو لجنة العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكردستاني KCK إلى هجمات دولة الاحتلال التركي على حفتانين وجنوب كوردستان بأكملها، وقالت: “إن كل قوة تمارس السياسة في المنطقة وتحارب من أجل مصالحها هي قوة سياسية لحزب العدالة والتنمية التي تسعى للبقاء في المنطقة. علاوة على ذلك، يرى الجميع بوضوح أن حزب العمال الكردستاني(PKK) هو القوة الوحيدة التي لديها منظور وتوجيهات لحل مشاكل المنطقة. وسيواصل حزب العمال الكردستاني(PKK)، كما فعل حتى الآن، استخدام هذه القوة كطريقة وقوة ثالثة من أجل مستقبل ديمقراطي وحر لشعوب المنطقة”.
واستطردت: يؤدي هذا الوضع إلى الاحتكاك بالعديد من القوى وإلى تعميق النزاعات. هذا الوضع يختلف كثيراً عن منطق العلاقات والصراعات خلال الحرب الباردة وهو وضع وسياسة مختلفة. وهنا دور المقاومة لمقاتلي الكريلا الشجعان وشعبنا مهم جداً للعمل بهذا المنظور وهذه التوجيهات. موقف شعب جنوب كردستان مهم في مواجهة الهجوم لاحتلال جنوب كردستان، والذي ظهر مجدداً على جدول الأعمال مع الهجوم على حفتانين. إن التصدي للسياسات والمواقف التي تبرر عدوان دولة الاحتلال التركي واحتلاله أمر ضروري لحماية المكاسب التي حققها الشعب في جنوب كردستان.
وأكدت أن “دولة الاحتلال التركي تنطلق من معاداة حزب العمال الكردستاني لتستهدف الانجازات التي حققها الشعب الكردي. فإذا تم القضاء على حزب العمال الكردستاني سيكون من الأسهل إبطال مفعول القوات الأخرى. هذا هو السبب في أهمية الموقف القوي للشعب والمثقفين والوطنيين في الجنوب ضد هذا الاحتلال التركي. إن هدف دولة الاحتلال التركي ليس فقط حزب العمال الكردستاني، بل يريد احتلال جنوب كردستان. وهو يُحارب حزب العمال الكردستاني لأنه يدافع بنجاح عن حقوق الكرد في كل مكان ويقف في وجه احتلال جنوب كردستان ويمنع ارتكاب المجازر ضد الشعب الكردي”.
وأضافت “لهذا يجب على الشعب الكردي القوى في جنوب كردستان رؤية هذا الواقع، والعمل وفقاً لذلك وتعزيز نضاله لإحباط هذه الخطة. بعد أن تم تسليط الضوء على المحتل وعبر الرأي العام عن استيائه العلني من قتل المدنيين على أيدي قوات الحرب التركية، تم تشكيل بعض اللجان في البرلمان الجنوبي وأعدت هذه اللجان تقريراً حيال عمليات الاحتلال للدولة التركية، والمهم هو كيف يتم تقييم هذه التقارير من قبل الحكومة”.
يجب أن يُظهر البرلمان موقفاً واضحاً ضد الاحتلال
وتابعت: “كان التوقع الأساسي أن يظهر البرلمان موقفاً واضحاً ضد الاحتلال ويدعو الكرد كافة إلى الانتفاض ضد الاحتلال، لكن لم نجد أي سخط وتنديد في نص المسودة المعدة. يجب أن يكون البرلمان قادراً على إبداء الموقف الوطني ومقاومة الاحتلال التركي. هذا تقصير كبير، لأن الحكومة لا تزال تتغاضى عن أطماع دولة الاحتلال التركي في المنطقة والسيطرة على منجزات الشعب الكردي، وتريد تدميرها بشكل كامل، وإنها لم تظهر بعد موقفاً وطنياً ضد ذلك”.
ولفتت إلى أن “الحقيقة هي أن شعبنا في جنوب كردستان يرى ذلك، بعض المنظمات والأحزاب تدرك ذلك لكنها لا تتحرر من التفكير الضيق، من السياسات المتوازنة السابقة ولا يمكنها اتخاذ أية إجراءات”.
وأردفت: “لا يزال لديهم سياسة التسعينات لتعزيز علاقاتهم مع الدول المجاورة. لكن الزمن تغير، والغرض من الأتراك قد تغير، والسياسة الدولية تغيرت، والأهم من ذلك، أن مكاسب ومصالح الكرد تحولت من الضعف إلى سياسة تقوية بعضهم البعض”.
وأضافت “إن السياسة الكردية التي لا تقرأ كل هذه التغييرات بشكل صحيح لا يمكن أن تظهر موقفاً واضحاً ضد الاحتلال. أملنا أن ترى حكومة جنوب كردستان ذلك وأن تحدد موقفها دون أي مبرر للاحتلال”.
الادعاءات حول ذهاب وفد إلى قنديل
وتطرقت روني سردم إلى المزاعم حول ذهاب وفد إلى قنديل وقالت: “نحن نتابع وسائل الإعلام أيضاً. أضاف البعض تعليقات وفقاً لسياساتهم. الدولة التركية تخوض حرباً ضد الإنسانية وتمارس الانتهاكات الوحشية ضد شعبنا وإنجازاته، وتخوض حرباً قذرة في ظل النظام الفاشي لأردوغان وتستهدف النساء والأطفال لتحقيق أهدافها”.
وتابعت: كما يتم تنفيذ هجوم على جنوب كردستان بنفس المنطق، وتتجاهل كل المعايير الدولية وترتكب جرائم ضد الإنسانية، وأحياناً ما تدخل حوادث قتل المدنيين نتيجة لهذه الهجمات على جدول أعمال الرأي العام العالمي.
وأضافت “لقد لفت الهجوم الأخير الذي شنته الطائرات الحربية التركية على المدنيين في كوناماسي وشيلاديز الانتباه إلى هذه القضية. ويقال أن الوفد ذهب إلى قنديل كجزء من هذه العملية، أي أنه قابل المدنيين هناك وتلقى معلومات منهم. ويقال أن الوفد كان وفداً دولياً”.
وأكدت في ختام حديثها أن الوفد وزيارته “لم تكن له علاقة بحركتنا. كما لم يعقد الاجتماع. لن نقف في طريق الوفود المدنية التي تريد أن ترى المجازر التي ارتكبت ضد المدنيين على يد الدولة التركية الفاشية. لقد أجروا اتصالات مع المدنيين وأخذوا آرائهم بعين الاعتبار”.