محمد أرسلان علي
ما زال الإرهاب يضرب أينما وجد فرصة سانحة له كي يقول أنه مازال بمقدوره أن يرهب البشر إن هم أصروا على المقاومة ولفظه خارج المجتمع. بات من المتعارف عليه أن الإرهابي لا يهمه المكان والجغرافيا التي سينفذ إجرامه عليها أو فيها، بقدر ما يسعى لنشر الفوضى الرعب والترهيب عبر أفعاله الاجرامية تلك ومن دون اعتبار لأي أخلاق أو رادع.
منذ العقد تقريباً ونحن ما زلنا نعاني تبعات ما سُمي “الربيع العربي” الذي كان منذ أول ظهوره وحتى راهننا مطية بيد الاخوان المسلمين أو الفصائل الإرهابية التي فرخت منها وإن اختلفت المسميات ليبقى الجوهر واحد. أردوغان الذي جعل من نفسه خليفة للاخوان المسلمين وكافة الجماعات الإرهابية أينما كانت سواءً في سوريا أو العراق وليبيا وكذلك في سيناء، إن تغيرت أسماءهم لكن يبقى ديدنهم واحد وهمهم واحد لا غير وهو تنفيذ أجندات أردوغان الإرهابية في نشر الفوضى وعدم الاستقرار والقتل والخراب.
ما حصل ويحصل في شمالي سوريا منذ العقد تقريباً وما آلت إليه المنطقة إلى خراب وتهجير لأهلها والمتاجرة بهم كلاجئين من جهة، وكذلك قيام المجموعات الإرهابية الممولة من أردوغان من تهجير سكان المدن التي احتلوها بدءً من عفرين ومروراً بسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض وكذلك في إدلب التي تحولت لأكبر تجمع لارهابيي العالم في هذه المنطقة ومن أكثر من خمسون جنسية عالمية. وما عمليات التغيير الديموغرافي والتتريك التي يقوم بها أردوغان وارهابييه في كافة المدن المحتلة، إلا دليل على أنه مستمر بسياسته الإرهابية في المنطقة.
ما حدث أمس في سيناء وبالتحديد في قرية بئر العبد من عمليات إرهابية راح ضحيتها حوالي عشرة من الجنود المصريين، ما هي إلا امتداد لنفس العقلية الإرهابية التي قامت بنفس المنطقة بتفجير المسجد الذي كان المصلين يقيمون الصلاة في يوم الجمعة من عام 24/11/2017 والذي راح ضحيته العشرات من الضحايا المدنيين. وأنه وبنفس الفترة أيضاً وقبل يومين كان تفجير عفرين الإرهابي الذي راح ضحيته أكثر من خمسون شخص بين قتيل وجريح.
المتتبع لهذه العمليات الاجرامية والارهابية لا يستغرب كثيراً في التوقيت وكذلك بأسلوب العمليات التي هي كلها عن تفجيرات هدفها واحد وهو نشر الإرهاب النفسي في المنطقة، وهذا ما يوصلنا إلى لنتيجة مفادها أنَّه حتى المنفذ ربما يكون واحد وأن أصابع الاتهام أو بالأحرى الموجه هو أردوغان بشكل مباشر. وما عدا ذلك من يكون المنفذ ما هو ليس إلا أداة ربما يكون ضحية الإرهاب الفكري أيضاً.
من عفرين إلى بئر العبد في سيناء يضرب الإرهاب بكل أدواته بهدف تنفيذ أجندات الخليفة المعتمد لتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير في المنطقة. تختلف الجغرافيا والمكان والزمان ولكن يبقى الإرهاب هو نفسه لا يغير إلا من جلده كما الأفعى، لكن يبقى الجوهر واحد. تتعدد الأماكن ويبقى الإرهاب واحد ويبقى أردوغان هو رأس الإرهاب والوجه الحقيقي لهم أينما كانوا. وما يحاول أردوغان إرساله من الارهابيين من سوريا إلى ليبيا، إلا محاولةً منه لاسترجاع أوهامه العثمانية من جديد على جثث شعوب المنطقة وأطلال مدنها المدمرة.
نقولها ثانية ولربما سوف نكررها بعض الشيء هو أنه ما دام الإرهاب واحد والخليفة الموجه لهذا الإرهاب هو نفسه أردوغان والأدوات هي أيضاً باتت واحدة، فالذين يحاربون في سوريا والعراق هم نفسهم الآن يرسلهم أردوغان إلى ليبيا، حينها ينبغي على هذه الأطراف المعنية من قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت وما زالت تحارب أرهاب أردوغان في الشمال السوري وكذلك قوات الجيش الوطني الليبي التي تحارب نفس الإرهابيين وأيضاً في مصر، أن يشكلوا جبهة لمقاومة الإرهاب الاردوغاني أينما كان، حينها فقط يمكن القضاء على هذا الارهبا الذي بات ينتشر عابراً للحدود والجنسيات.
أسبوعين مضت
4 أسابيع مضت