نحن دعاة سلام ولسنا دعاة حروب
رفيق إبراهيم
قبل أيام ضرب زلزال بقوة حوالي سبع درجات مدينة أزمير التركية، وكان هناك أعداد من القتلى ومئات من الجرحى بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة. إن ما دفعني للكتابة حول الموضوع تلك الرسالة التي وجهها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وتقديمه العزاء لأسر الضحايا والتمنيات بالشفاء للجرحى، واجتياز تركيا لهذه الأيام العصيبة.
إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على روح المسؤولية والأخلاق الفاضلة والعالية والصفات الحميدة التي يتمتع بها هذا الإنسان النبيل، الذي يحمل كل معاني الإنسانية، الرسالة تحمل الكثير من المعاني التي لا تعد ولا تحصى. فبينما تهدد تركيا ورئيسها الطاغية أردوغان باجتياح شمال وشرق سوريا، وضرب الأمن والاستقرار فيها وخلق الفتن بين شعوبها، وهي تحتل عدداً من مدنها، كان الرد المثالي من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ليقول: إن أيادينا ممدودة للسلام ونحن لسنا دعاة حرب كما تدعون، بل دعاة سلام، دعاة الحلول السياسية لجميع المشاكل العالقة، وأبوابنا مشرعة لمن يريد السلام الحقيقي، للحفاظ على الأمن والاستقرار وعلى دماء شعوب المنطقة.
الرسالة تقول للنظام التركي الفاشي كفاكم قتلاً وتدميراً وحروباً أوقدتموها في الكثير من بلدان العالم، كفاكم اللعب بمصير الشعوب ودمائها التي تسفك كل يوم من أجل تحقيق أحلامكم المريضة.
رسالة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أثبتت بأن الرجال هم أصحاب المواقف في الشدائد، وأثبتت بأن قيم التسامح لها أهلها، وأن أهالي شمال وشرق سوريا وبخاصة الكرد، لم يكونوا يوماً دعاة قتل ولم يوجهوا أسلحتهم صوب جيرانهم، حتى ولو كان هذا الجار حاقداً يحمل الضغائن تجاهه، ويسعى لإبادته واحتلال أرضه وتشريد شعبه كما تفعل الدولة التركية الآن. وعلى الرغم من ذلك فإن شعوب شمال وشرق سوريا ليس لهم أحقاد تجاه الشعب التركي، الذي بات هو الآخر يعيش كابوس الطغمة الحاكمة وعلى رأسهم أردوغان، الذي يضرب يميناً وشمالاً من أجل الحفاظ على الكرسي حتى ولو كانت الأثمان باهظة، الشعب التركي هو الذي يدفع ضريبتها، والحروب لا تجلب سوى المزيد من الخراب وكثرة الأعداء.
لذلك على الدولة التركية وقادتها التفكر بمستقبل البلاد الذي بات على شفا حفرة من النار، والعمل على إخراج قواتهم ومرتزقتهم من المدن السورية المحتلة، بخاصة تلك التي احتلت في عدوانها الأخير (عفرين، سري كانيه، كري سبي). وعلى المحتل التركي أن يعي حقيقة أن شعوب شمال وشرق سوريا وفي مقدمتهم الكرد، كانوا دائماً عامل استقرار وأمان في المنطقة وهم يحاولون دائماً حل المشاكل عن طريق الحوار والتفاهم، وأن تكون علاقاتهم علاقة إخوة مع الجوار، إلا إذا كان الجوار لا يريدون ذلك فهذا أمر آخر.
رسالة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، دليل حسن نية والتوجه السليم نحو تحقيق مشروع الإدارة الذاتية والعمل على إثبات وجوده على المستوى الخارجي، بعدما حقق خطوات كبيرة ورائدة داخلياً وعلى جميع الأصعدة، وعلى الشعب التركي أن يدرك بأن معاداة الشعب السوري وبخاصة الكرد من قبل دولتهم، سيجلب لهم الكثير من المشاكل، لذلك من الضروري الوقوف في وجه من يقف ويحاول إثارة الفتن بين شعوب المنطقة.