نقل قاعدة إنجرليك من تركيا إلى اليونان قاب قوسين أو أدنى
تعتبر قاعدة إنجرليك الجوية من القواعد الأمريكية المهمة في في منطقة الصراع في الشرق الأوسط وتستخدمها أمريكا للعمليات في كل من سوريا والعراق. وتعد القاعدة أيضاً مقرّاً لنشر أسلحة نووية تكتيكية، ويتم تشغيل قاعدة إنجرليك الجوية بشكل مشترك من قبل القوات الجوية الأميركية والتركية على مدى عقود.
يبدو أن أنّ واشنطن باتت تخطط لنقل قواعدها العسكرية من تركيا إلى اليونان، وخاصة أنه دائما ما يترد أقاويل في أوساط صحفية تركية تُفيد بأنّ تركيا قد تنتقم من الولايات المتحدة بسبب العقوبات الأخيرة ضدّ صناعتها الدفاعية من خلال مطالبتها بمغادرة قاعدة إنجرليك الجوية.
وكانت صحيفة التايمز البريطانية قالت في سبتمبر الماضي إن الولايات المتحدة تخطط لنقل قاعدة إنجرليك من تركيا، إلى جزيرة كريت اليونانية بغرض تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط.
وقد أعلنت اليونان أكثر من مرة أنها أعلى استعداد لاستقبال القواعد الأميركية على أراضيها، في حال أقدمت تركيا على تنفيذ تهديداتها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تقوم بالفعل، منذ فترة، ببناء قواعد عسكرية جديدة لها في اليونان وكريت وبعض الجزر اليونانية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك، تجري مفاوضات مع حكومة الشطر الجنوبي من جزيرة قبرص لإنشاء قاعدة عسكرية هناك لمواجهة تمدد روسيا في شرق المتوسط التي تعمل على تقوية قواعدها العسكرية في الساحل السوري.
كانت أمريكا في الماضي تعول على قواعدها في تركيا ولكن الوضع مختلف تماماً حالياً، لأن الولايات المتحدة تملك العديد من البدائل في عدد من الدول الأخرى. حيث قامت واشنطن، بالتفاهم مع الحكومة الكردية الإقليمية في كردستان العراق، بإنشاء قواعد جديدة لها في أربيل، وهي تغطي نفس المساحة الجغرافية تقريباً، التي تغطيها قاعدة إنجِرليك، فضلا عن القاعدة العسكرية التي تستضيفها دولة قطر، وبها آلاف الجنود الأمريكيين.
وفي ذات السياق كان وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس قد نشر مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز”، رحب فيه بالعقوبات التي فرضت مؤخراً على أنقرة، داعياً إلى مواصلة محاسبة تركيا بوصفها شريك في الناتو، وهو أجدر من محاسبة الخصوم.
ولفت غيتس إلى أنه إذا لم تكن الصورة مع ألمانيا واضحة تماماً بعد في ضوء سلوك الإدارة المقبلة، إلا أنه يمكن التحدث بثقة عن تركيا، فهي ستواجه أوقاتاً صعبة.
ويرى غيتس ضرورة محاسبة تركيا أيضاً على الأعمال في ليبيا وشرق البحر المتوسط وسوريا، لأنها “تتعارض مع مصالح الحلفاء الآخرين في الناتو وتعقد جهود تحقيق السلام”، في إشارة منه إلى أن ملف قاعدة إنجرليك في تركيا مطروح على الطاولة الأمريكية.
وقد أقر السيناتور رون جونسون في سبتمبر الماضي بأن الولايات المتحدة تنظر إلى اليونان كبديل لنقل القوات المتواجدة في إنجرليك إليها، قائلا إن النهج “المؤسف” الذي يسلكه أردوغان يدفع واشنطن إلى تعزيز تعاونها العسكري مع اليونان، وخاصة في ما يتعلق بالتواجد العسكري الأمريكي في القاعدة البحرية بخليج سودا في جزيرة كريت، وهو مايرجح حدوثه أيضاً خبراء في الشأن التركي الأمريكي.