الحدث – القاهرة
القت السفيرة/ د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد-رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربيةخلال احتفالية “رموز نسائية: منبع إلهام للمستقبل” جاء فيها
سعادة الدكتور/ سالم بن محمد المالك
المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)
أصحاب المعالي، السيدات والسادة الحضور،
يسعدني أن أشارك اليوم في هذا الحدث الدولي الهام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يجمع كوكبة مميزة من معالي السيدات الأول ومن الأميرات والوزيرات والسيدات الملهمات حول العالم، وأشكر منظمة (الإيسيسكو) على تنظيم هذا اللقاء احتفالاً بيوم المرأة العالمي ولإعلانها عام 2021 عاماً “للمرأة والمستقبل”.
السيدات والسادة،
نحتفل هذا العام بيوم المرأة العالمي تحت شعار ” المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم “كوفيد-19” إلا أنه وعلى الرغم من الاعتراف العالمي بأهمية مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار و مواقع السلطة ، وعلى الرغم أيضاً من أن السنوات الماضية شهدت زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة على المستوى الدولي إلا أن معدل التقدم في هذا المجال بطيئاً بحيث إذا ما استمر التقدم بهذا المعدل فسيستلزم الأمر حوالي 130 عاماً للوصول للبلوغ إلى التكافؤ بين الجنسين في الوصول إلى المناصب القيادية العليا، ودعونا لا ننسى كذلك التحديات الجديدة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والتي أثرت بشكل سلبي كبير وبشكل خاص على النساء والفتيات ،
فضعف التمثيل السياسي للمرأة في بعض الدول يرجع إلى قيود مؤسسية و هيكلية وتحديات ثقافية تقلل من أهمية دور المرأة في الحياة العامة. وهي قضية نعاني منها على المستوى الدولي والإقليمي قد كشفت البيانات المتوفرة عن أن معظم دول العالم متأخرة في تحقيق “الهدف الثالث” الذي أقره منهاج عمل بيجين 1995 المعني ب ” التوازن بين الجنسين” ، وقد أشارت المراجعة الدولية لبيجين بعد 25 عاماً إلى أن المتوسط العالمي لتمثيل المرأة في المناصب السياسية هو 21% فقط، أما على المستوى الإقليمي، وفي منطقتنا العربية، فقد أوضحت “المراجعة الإقليمية لبيجين بعد 25 عاماً” إلى اتخاذ الدول العربية عدداً من الإجراءات لزيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة، وأدى ذلك إلى زيادة حضور المرأة في المجال السياسي خلال السنوات الخمس الماضية بنسب متفاوته بين الدول الأعضاء ، إلا أن متوسط نسبة المشاركة السياسية للنساء إقليمياً تظل أقل من المتوسط العالمي مما يجعل وضع قضية المشاركة السياسية ووصول المرأة لمواقع صنع القرار من أولويات عملنا بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية .
الحضور الكريم،
اتضح خلال أزمة كوفيد -19 بأن في الدول التي تصل فيها النساء إلى أعلى مواقع صنع القرار قد تم وضع سياسات تعكس التجارب الحياتية المختلفة للمواطنات والمواطنين وتحقق التكافؤ والمساواة، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على قدرة الدول على الاستجابة للأزمات والكوارث.
ودعوني أؤكد أيضاً على الصلة الوثيقة بين مساري تحقيق التنمية المستدامة وأجندة المرأة والأمن والسلام في النهوض بأوضاع النساء إقليمياً ودولياً. فلقد تبين خلال جائحة كوفيد بأن لخطط العمل الوطنية لتنفيذ القرار 1325 المعني بالمرأة والأمن والسلام دورا في غاية الأهمية في استعداد الدول للأزمات والكوارث الطبيعية والأوبئة والتعافي منها. وأن مشاركة النساء في عملية صنع السياسات وإعداد تلك الخطط الوطنية على جميع المستويات هو أمر جوهري للمجتمعات لتنجو من الأزمات وتتعافى منها.
ونحن دائماً في جامعة الدول العربية ما نضع قضية المرأة والأمن والسلام أولوية نظراً للظروف التي تمر بها عدد من دول المنطقة، وفي هذا الإطار أسعد بأن أنوه على أن مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية قد اعتمد الأسبوع الماضي استراتيجيتان وخطة عمل هامتان أعدتهم الأمانة العامة مع الشركاء الأولى هي استراتيجية وخطة عمل الشبكة العربية لوسيطات السلام، وهي تعد الأولى من نوعها في هذا المجال ونواة هامه لدعم مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار والتفاوض. والثانية هي “الاستراتيجية العربية للوقاية والاستجابة لمناهضة كافة أشكال العنف في وضع اللجوء وخاصة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات” وذلك للعمل على مناهضة العنف ضد المرأة وحمايتها خاصة أثناء النزاعات المسلحة وأوقات ما بعد النزاع.
السيدات والسادة الحضور،
في ختام كلمتي، أود أن أشيد بالدور الاستثنائي الذي قدمته النساء في المنطقة العربية وحول العالم أثناء تواجدهن في الصفوف الأولى من مواجهة جائحة كوفيد-19 من كافة القطاعات وبشكل خاص عضوات الطواقم الطبية والرعاية الصحية وفي المؤسسات الأمنية المتواجدة في الصفوف الأمامية لمواجهة هذه الجائحة الممتدة الأجل وأيضاً النساء العاملات والمعيلات اللاتي تولين مسؤوليات تزايدت من أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر داخل الأسرة لحماية كبار السن والأطفال والمرضى.
ولا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان، باسم جامعة الدول العربية، لمنظمة العالم الإسلامي للربية والعلوم والثقافة، ولجميع لسادة الحضور ونسعد دائماً باستمرار التعاون والشراكة في مجال تمكين النساء والنهوض بأوضاعهن.