تشهد سياسة التدخل السافر التي تنتهجها تركيا اليوم، تصعيداً خطيراً، تجاوز التدخل العلني في دول المنطقة، إلى خلق توتر في شرق المتوسط، ينذر بمواجهة، ما لم يتم ردع كل خطوات أنقرة في اللعب بأمن الآخرين.
الرئيس التركي أردوغان، يتصرف بتهور، وبشكل غير مسؤول، ضارباً بعرض الحائط، جميع القرارات الدولية، فكل الوقائع على الأرض، تؤكد أن النظام التركي ماضٍ في غيه، نتيجة سياسة خرقاء، قائمة على الأطماع بأراضي الغير، ومحاولة الاستيلاء على ثروات النفط في البحر الأبيض المتوسط.
ولم يعد العالم بحاجة للبحث عن أدلة تورط أردوغان في نشر الفوضى والإرهاب، لأن الإجراءات باتت تتخذ في وضح النهار، وعلى مرأى الجميع، من حشد عسكري في ليبيا، إلى تهديدات عسكرية في شرق المتوسط، وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب الغضب العارم لدى الاتحاد الأوروبي إلى أبعد الحدود، ما يستدعي التعجيل بإجراءات رادعة، تعيد للنظام التركي صوابه، وتجعله عبرة لمن يحاول التدخل في الشؤون الداخلية، أو القيام بعمليات عسكرية في المتوسط، وتحت أي ذريعة كانت.
لا يدري أردوغان أن اللعب على الحبال، سيلهب المزيد من البؤر تحته، ولم تعد أمامه أي خيارات، بعدما ضيع جميع الفرص، في محاولة تحقيق وهم استرجاع الدولة العثمانية، فهو يعاني من مشكلات في الداخل، ومع الخارج، على حد سواء، والبقاء داخل دوامة ما اقترفته يداه.