الحدث – القاهرة
بعض ممن يثيرون الفتن، ويعملون في الصياح لحساب قوى سياسية تتوزع في إنتماءاتها المذهبية والقومية يردون عليك حين تنتقد أسلوبهم السخيف الذي يظهرون فيه على فضائيات الفتنة بأنك لست مستقلا. سبحان الله، وهل هناك إستقلالية إلا حين ندعيها؟ وكيف يستقل الفرد وهو عبد؟
لاحقيقة للإستقلالية الكاملة. فهناك مايستعبدك في الحياة، القداسة التي يمقتها الله, وتلصقها بمخلوق من عبيده تستعبدك، لهاثك من الصباح حتى المساء لتحصل على المال, مع مافي ذلك من تذلل ونفاق ورشى وتزلف وقيل وقال ونميمة كتلك التي تشهدها (موزمبيق ). لهاثك ذاك يستعبدك. لحسك لأحذية السياسيين والمزيفين ممن ركبوك كمطية وأنت جذلان بذلك يستعبدك. بحثك عن رضا الرجل الكبير، والسياسي الجليل ليعطيك، أو يدنيك، أو يتولاك فتكون من رعيته، وينعم عليك بوظيفة، أو راتب يستعبدك، كذبك وإغتيابك وإدعاؤك ماليس فيك من خصال يستعبدك. رغبتك في الجاه والمال والعلو تستعبدك. طائفيتك الحقيرة وإنتماؤك القومي والمناطقي والقبلي يستعبدك، ولو كان الله يؤاخذ الناس بافعالهم لمابقي عليها من أحد. هو القائل.الله.
لاتكن مستقلا، ولن تكون، ولن تستطيع، ولكن كن موضوعيا، إنتم لأي حزب شئت، كن من أي صنف شئت، ولكن تجنب إثارة الفتن، وإفتعال الأزمات، والدفع بإتجاه التصعيد والتهديد والوعيد والتدافع لتمجيد طرف، ورمي سبب الخلاف والإختلاف على الآخر، وتحميله المسؤولية عن كل بلاوي العراق، ونقول: إن الفريق السياسي الفلاني متوحش وعميل ومجرم وووووو ثم يرد أحدهم، ويقول: إن أتباع هذه القومية هم رأس البلاء، وسبب مانحن فيه من عناء، ويردف آخر، ويقول: إن قادة هذه الطائفة ونظرائهم هم من فعل كل مانحن فيه من ترد وضياع وووو وينبري أحدهم ليقول: إن الحزب الفلاني هو من تسبب بتأخير حل الأزمات، وإنه يدعي الصلاح وووو إلى آخره من إتهامات ،فيكون الجميع متهما وبريئا في ذات الوقت لأن الجميع يمتلك أدوات الردع السياسي والإعلامي، ولانصل الى نتيجة، ويظل المواطن يتخبط في المحنة، بينما يتنعم الساسة والقادة وصناع الأزمات بخيرات هذه البلاد، ويستعبدون العباد، في حين نحن بحاجة الى من يقرب، ولايباعد، ومن يدعو الى التسامح والتصالح والتفاهم ونشر المحبة، وتعبيد سبل الهداية الى الخير، لا أن نتباهى بالولاء والإنتماء، ونكون جنودا في جيوش الشر، ونحرق بلدنا لمجرد إننا نقبض من هذا وذاك في بلد يطبعه البؤس والحرمان ويكاد أن ينفجر مثل بركان فقد طفح الكيل.