هزيمة داعش في كوباني من أهم الانتصارات التاريخيّة في العالم
667
4 سنوات مضت
تقرير/ سلافا أحمد
بينما كانت الدول المساندة لدولة الاحتلال التركي تترقب سقوط مدينة كوباني خلال دقائق، أذهل أبناء مدينة كوباني العالم بمقاومتهم ونضالهم أمام أخطر المرتزقة في العالم الذين عجز العالم بأكمله بالتصدي لهم، وسجلوا المقاومة التاريخية لبداية انهيار خلافة داعش المزعومة التي أرعبت العالم.
كوباني مدينة صغيرة لم يعرف أحد باسمها وأين تقع، ولكن عُرِفت بمقاومتها وصمودها بإرادتها وعزيمتها القوية التي ناضلت أمام أخطر مرتزقة في العالم والتي عجز العالم بالتصدي لها، لتصبح بعدها رمزاً للمقاومة والنضال في العالم أجمع، وكفيلة بتغيير الموازيين الدولية في سوريا بأكملها. فكانت مقاومتها سبباً لجذب الأنظار إلى نضال ومقاومة الشعب الكردي، ونواة لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية لتحرر مناطق شمال وشرق سوريا، والقضاء على مرتزقة داعش عسكرياً في الشمال السوري. مما أجبر العالم والدول بالاعتراف بالقضية الكردية في سوريا وإثبات وجود الكرد في العالم.
وتعتبر هزيمة مرتزقة داعش في مدينة كوباني من أهم الانتصارات والمقاومات العالمية، حيث كسرت شوكة المرتزقة آنذاك وكانت داعش تعتبر أخطر مرتزقة في العالم بعد تنظيم القاعدة، وقد لاقى المرتزقة حتفهم على يد أبناء كوباني والشعوب الأخرى في أجزاء كردستان الأربعة، والتي اعتبرت تاريخ دحر داعش من مدينة كوباني بداية لانهيار خلافة مرتزقة داعش المزعومة في سوريا، التي بدأت من كوباني مروراً بكري سبي وصرين ومنبج والرقة والطبقة ولتصل بعدها إلى آخر معاقله في دير الزور.
لقد حطمت وحدات حماية الشعب والمرأة في كوباني رواية داعش التي أذعرت العالم أجمع، رغم قلة الإمكانات العسكرية للمقاتلين، إلا أنهم صمدوا وقاوموا أمام الهجوم الشرس لمرتزقة داعش لأشهر، مما أيقظ العالم على مقاومة عالمية، متضامنين مع كوباني في الأول من شهر تشرين الأول وأعلنوا ذاك اليوم يوماً عالمياً لمقاومة كوباني كل عام.
وفي السياق كان لصحيفتنا “روناهي” لقاءً مع أحد شاهدي ومشاركي مقاومة كوباني الرئيس المشترك لمجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات أحمد شيخو.
وقال شيخو في بداية حديثه قائلاً: “منذ بداية ثورة روج آفا كانت بعض الدول الإقليمية على رأسها تركيا تحاول بشتى الوسائل إفشال مشروع الأمة الديمقراطية والنيل من إرادة الشعوب التي كانت تضم بداخلها جميع شعوب وأبناء شمال وشرق سوريا. الدول الإقليمية كانت تعتبر مشروع الأمة الديمقراطية خطراً على سلطتهم الدكتاتورية. وفي 15 أيلول عام 2014م، هاجمت مرتزقة داعش بدعم من دولة الاحتلال التركي مدينة كوباني وريفها، بكافة معداتها وأسلحتها الثقيلة، ظناً منهم بأن كوباني ستكون مثل المدن الأخرى التي احتلتها مرتزقة داعش في العراق وسوريا، ولكن مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة، الذين اتخذوا من مقولة الموت ولا الاستسلام شعاراً لهم، صدمت كل من كان يترقب سقوط كوباني وكل آمالهم باءت بالفشل حيث كُسرت شوكة المرتزقة”.
وتابع شيخو حديثه بالقول: “بعد فشل جميع المخططات التركية بإفشال ثورة روج آفا، سعت دولة الاحتلال التركي من خلال مرتزقتها بالسيطرة على كوباني كونها أحد المدن الحدودية لتركيا لتتمكن من خلالها دعم مرتزقتها عبر البوابة الحدودية، وضرب الركيزة الأساسية للقضية الكردية في سوريا”.
وأضاف: “ولكن مقاومة أبناء كوباني وشعوب من أجزاء كردستان الأربعة أفشلت مخططات دولة الاحتلال التركية ببسط سيطرتها على كوباني وبعدها توجهت إلى كافة مناطق شمال وشرق سوريا ـ روج آفا، ولكنهم لم يعلموا إن نضال أبناء كوباني سيحطم أسطورة داعش التي أرعبت العالم، وتكتب من مقاومة كوباني تاريخاً لبداية انهيار خلافة داعش المزعومة”.
وتابع شيخو قائلاً: “مقاومة مدينة كوباني التي دامت لأشهر أمام همجية داعش الشرسة التي كانت تشكل خطراً كبيراً على العالم أجمع، أفاقت أعين العالم على نضال الشعب الكردي ووجوده في سوريا، ولاقت صدىً واسعاً في أرجاء العالم، متضامنين مع كوباني في الأول من شهر تشرين الأول حيث تم إعلان ذاك اليوم يوماً عالمياً لمقاومة كوباني كل عام“.
لا زالت المحاولات التركيّة مُستمرة بإفشال القضية الكرديّة
وأشار شيخو قائلاً: “حملات وهجمات تركيا الإرهابية على مناطق شمال وشرق سوريا ومخططاتها التي بدأت بشن هجماتها على مدينة كوباني من خلال مرتزقتها مستمرة”.
وأردف: “بعد فشل مرتزقة داعش بتنفيذ مخططات تركيا بالنيل من الشعب الكردي واحتلال مناطق واسعة في سوريا، تركيا تنزع قناعها، وتتدخل بنفسها لتتمكن من تنفيذ مخططاتها الدكتاتورية في سوريا، حتى تمكنت من احتلال المدن مثل “إعزار، الباب، جرابلس، عفرين، وإدلب، وقبل عام احتلت منطقتي كري سبي/ تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين، تحت حجج وهي حماية حدودها من الإرهاب، وهي التي تنشر الإرهاب بنفسها في مناطق سوريا”.
منوهاً بالقول: “إن تركيا تسعى من خلال احتلال المناطق السورية توسيع إمبراطورتيها تحت مسمى الإمبراطورية العثمانية على حساب الشعب السوري”.
جميع المخططات التركيّة باءت بالفشل
متابعاً بالقول: “بالرغم من احتلال تركيا لمناطق واسعة من السيادة السوريّة ولكن مخططاتها لم تصل لذروتها، أحلام تركيا للقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا والنيل من إرادتها باءت بالفشل، بل زادت شعوب المنطقة إصراراً وعزيمة بتعلقها بقضيتهم وأرضهم”.
مطالباً من الدول الأممية وشعوب العالم بإحياء يوم التضامن العالمي لمقاومة مدينة كوباني، من جديد وإحياء تضامنهم من جديد مع شعوب شمال وشرق سوريا أمام احتلال وإرهاب تركيا، “لننقذ معاً مناطق وشعوب شمال وشرق سوريا من إرهاب واحتلال تركيا”.
واختتم أحد شاهدي ومشاركي مقاومة كوباني الرئيس المشترك لمجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات أحمد شيخو اللقاء قائلاً: “نناشد جميع المنظمات العالمية والدول الأوروبية بفتح أعينهم على ممارسات الاحتلال التركي بحق الإنسانية في مناطق شمال وشرق سوريا” منوهاً بأن تركيا تخترق جميع قوانين الإنسانية والحرب بحق شعوب شمال وشرق سوريا.
والجدير ذكره أن انطلاق شرارة ثورة روج آفا كانت من مدينة كوباني، في التاسع عشر من تموز عام 2012م؛ ويذكر بأن المناضلة ريفانا روج آفا نفذت عملية ضد المرتزقة في السابع والعشرين من شهر أيلول لعام 2014م فأوقعت أكثر من 25 قتيلاً غير الجرحى من المرتزقة، وكذلك نفذت المناضلة آرين ميركان عملية فدائية في الخامس من تشرين الأول لعام 2014م، قُتل على إثرها العشرات من المرتزقة.