الحدث – بغداد
الحيلة كانت مهارة الجنود الذي إخترقوا طروادة، والحيل السياسية والألاعيب والأساليب الملتوية والأكاذيب والأضاليل والمعلومات المغلوطة والثقافات الهجينة والسلوكيات الطائشة وإشاعة الأفعال الأخلاقية المنافية للقيم المتبعة عندنا تكون في الغالب وسيلة ناجعة لإختراق قلاع المجتمع الحصينة وتحويلها الى قلاع من رمل يمكن أن تنهار بسهولة بل تنهار من الداخل حين تكون مهيأة لذلك الإنهيار الكبير عندما يتزعزع إيمان المجتمع بقيمه المجتمع المتهاوي بسبب حروب متكررة وحصارات وأنظمة حكم دكتاتورية وحكومات فاسدة وضيعة منفصلة عن العامة منشغلة بمصالحها الخاصة تسبب مجتمعة الفقر والمرض واليتم والفساد الاخلاقي وانهيار التربية والتعليم والانفلات عن القيم التربوية والاخلاقية بدعوى التحرر والديمقراطية والتنوير وتثوير الشباب وزجهم في خضم افكار جديدة وافدة غير مألوفة في الغالب هي افكار متهتكة تحت عناوين حرية الفكر والجسد والمعرفة والعمل والتنقل والعلاقات الجنسية المنفتحة غير المقيدة بقانون أو دين وبعناوين تبدأ ولاتنتهي بل يتم اكتشاف وطرح المزيد منها كل يوم بل كل ساعة وربما كل ثانية وكل دقيقة.
المجتمع العراقي يتوزعه الدين والتقاليد العشائرية والعادات الموروثة والاخلاق المجتمعية وانماط من التربية والمعرفة وهي تشكل عماد هذا المجتمع وكل مجتمع حيث يقوم على مرتكزات حضارية وأخلاقية يألفها الناس ويحترمها الغير من مواطني البلدان الاخرى لكن أن يتحول العالم الى نمط فكري وحضاري مختلف غير مألوف ووافد ويراد له ان يسود وهو مايفعله الغرب والولايات المتحدة الامريكية التي تقود حملة كونية لنشر مفاهيم الالحاد والمثلية الجنسية والتحلل من القيود الدينية والفكرية والاعتبارية وتنفي التماسك المجتمعي الذي يشكل تحكما طبيعيا يحميه من التثوير والتحريف والجهل ويساعد القائمين عليه في القيام بأدوارهم المناسبة من خلال التذكير بالافكار الداعمة للنهج الاخلاقي الضروري الذي يجب ان يعتمد في الحماية الذاتية والحصول على ضمانات بوجود اعداد من المواطنين الملتزمين بقيمهم وتنسحب بالضرورة على ابنائهم الذين يتحصنون بتلك الافكار والمبادىء امام كل ضغط وافد حيث نكتشف ان التنوير الغربي الفاسد إنما هو اسلوب تدمير إستعماري يستغني بمواقع التواصل الاجتماعي والرذائل والتحلل عن الجيوش والدبابات حيث يتحول المواطنون في المجتمعات المستهدفة الى ادوات لتحطيم انفسهم بل ويقتلون غيرهم من ابناء جلدتهم حين يشكون بولائهم او أظهروا رؤية وتصورا مختلفا فيكونون هدفا معلنا لهم وللمتطرفين منهم بالذات بمعنى ان التطرف يكون متبادلا بين الديني واللبرالي والعلماني.
تنهار القلاع في حال لم يتوفر المجتمع على ادوات الصمود والبقاء لمواجهة العدو الوافد بافكار وتقاليد وعادات محصنة بالوعي والخطاب الواضح ونخشى إننا نمر بمرحلة فارقة لانملك فيها عناصر الصمود والقوة وهو مايدفعنا لإستنهاض همم الناس والمثقفين لينوروا المجتمع ويدفعون عنه الفوضى والتحريف ويقدمون له المعارف التي يجهل والافكار التي يحتاج ليديم عطائه وشجاعته في مواجهة الشرور والاكاذيب التي تعمل مؤسسات دولة على تحجيمها وهي مهمة مشتركة وغير مختصة بجهة بعينها بل لابد من التاكيد على الفعل التشاركي التضامني الذي يأخذنا الى مساحة من الطمأنينة والقدرة على المواجهة بأساليب عدة ودون تردد أو خوف من ردات فعل ممن هم أضعف منا والذين ينشرون سمومهم ويتخفون عن الأنظار.