يجتاحني الشوق لشيء خفي
و الوقت رقيق مثل جناح فراشة
تهزه ذكرى
تنفذ جسد التأويل و تطرطش
ينبض الدمع على زجاج القلب
و ينهزم النحيب خجلا من حمامات المساء
جناح فراشة يجرح الصوت
و يترك الرأس ثقيلا
بي شوق لشيء ما
ربما شجرة اللوز الشمالية
ولدنات النهم الفطري و طفولتي
صوت الأصحاب يرددون الشقاوة ليضحك الأزل
و فكرة أن أكون عصفورا على شجرة
فأسقط محملا بلوز الأغنيات
أسقط بلا ندبة تكبر معي
ندبة في الساق كلما مشيت أوجعتني الذكرى
شجرة اللوز الأتسلقها كي أتلصص على الحب في عيون الصبايا
أتلصص على نون النسوة يبدأن الحكايات و لا ينهينها
أتلصص على صلابة الرجال يتحدثون لأنفسهم فيتعثرون
و أنتهزني عاليا لأفكر في العصافير كيف ترى
كيف تعبئ وقتها على الشجرة
و كيف تنتشي بفكرة الطيران
بي شوق لشيء ما
ربما صوت أبي
يبسط دفأه في التفاصيل الصغيرة
يصلح المكسور من الوقت
و يرتبني دون أن يلمس أغراضي الداخلية
صوت أبي اليدل الدرب على الدرب
و يمنح السقوط عكازا و عينا ثالثة
صوته اليسري بي حنينا مثل الولادة
يطبطب كتف التنهيد و يسند ظهري
يا صوته المأسور في طين الحكايا
انتفض
بي جرح في الحنين
و قطيع بلا أجنحة
بي شوق لشيء ما
ربما أغنية حفرت في البال الصِبا
كلما عنّت على الملأ
نقصتُ شيئا
ربما صهيل زحام في ساح الشباب
يدغدغ مهجة اللون
ويشدني
فأسقط و يسقط الفرس
ربما رائحة الخبز في حوارينا العتيقة
تشنّفُ ضحكات الجوع
تفتح ستار الطيبة على وسعه
و تذكِّر بجنة الله على الأرض
بي شوق خفي لشيء ما
ربما عيناك و انهزامي
شبق التوت على ثغرك النهم
وسوسة النحل على صدرك المتناهي
شغب التين
و انحلال جدائل القمح على السيقان الثرية
شوق للعبور في الأثير
خلف أسراب السوسن و الناردين
عبث في رفة القلب
و اختلال في لون الأمسيات اللاهبة
شوق لرأس اللهفة يرتخي على كتف الهوى
و يعيد نصاب الرحيق إلى سدته
بي شوق خفي لشيء ما
يسد عورة الروح و الجسد