الإثنين 25 نوفمبر 2024
القاهرة °C

يحاولون قتل الحقيقة

يحاولون قتل الحقيقة

ينكشف بشكل واضح من خلال تحليلات السياسيين وتصريحات بعض المسؤولين السوريين، تواطؤ جهات سورية مع الإرهاب من جهة، وفي ازدياد الشرخ بين الشعوب والمكونات السورية من جهة أخرى.

تظهر حقيقة هؤلاء، وينكشف عُراهم أكثر من ذي قبل لنتأكد بأنهم بعيدون عن الأخلاق المهنية أو الموضوعية ولا يملكون أية استقلالية. إنهم يمارسون قتلاً من نوع آخر، قتل للحقيقة وتشويه لها، عندما يطلقون تسمية (الجاني على نفسه) على الإطار الذي رسمته لنفسها مكونات وشعوب تآلفت وضحت بالغالي والنفيس للحفاظ على ما تبقى من القيم والأخلاق وبسط الأمن والأمان في مناطق تواجدها.

وللأسف الكبير هؤلاء ربما كان لهم في يوم ما رصيد من الاحترام والتقدير داخل هذه المكونات نفسها، وكانت تعتبر نموذجًا وقدوة، إلا أنهم ظهروا في مداخلاتهم السياسية (غير المطلوبة منهم) في حالٍ يُرثى لهم من خلال الظهور بدون قناع ولا رتوش لغاية الإساءة إلى قوات سوريا الديمقراطية، ووصفها بأنها ليست وسيطاً نزيهاً، ومستغلة للظروف.

نقول لهؤلاء أنكم لم تفهموا حقيقة الأزمة السورية بعد، وأنكم توجهتم بممارسة الضغط والتهجم على الجانب الخطأ فعودوا إلى صومعتكم ومارسوا شعائركم الدينية بالطريقة التي تجدونها ملائمة لطموحاتكم، أما الذين تخجلون منهم فقد تحولوا إلى أسطورة، جعلوا الملايين تتعاطف معهم إلّا من فقدوا البصيرة والرؤية السليمة والواضحة كأمثالكم.

الحقيقة يا سادة أنكم فقدتم شرعيتكم وأحرقتم أوراقكم لأنكم بالأساس كنتم تخططون لكسر إرادة الشعوب من خلال بعض الشعارات الدينية والسياسية الرنانة والفضفاضة على مقاساتكم، وبالتالي فمن يتهجم على قوات سوريا الديمقراطية وعلى الشعب الكردي المسالم لا يتهجم ضد جهة معينة فقط، بل ضد شعب وأمة.

في ظل موازين القوى الإقليمية والدولية الحالية لا يمكن لأحد أن يقدم ما من شأنه أن يساعد على حل عادل مُنصِفٍ للأزمة السورية وينقذ سوريا من المخططات الجهنمية؛ إلا من خلال وسيلة واحدة وهي التي تقوم بتنفيذها وتعزيزها شعوب ومكونات سوريا (الحقيقيين).

أما مسائل الحوار والتفاوض التي نسعى إليها ونحاول إنعاشها دوماً، فهي ماضية على قَدَمٍ وساق رغم بعض المشاريع والتحركات الساعية لمنعها من قبل الذين ينطلقون من عقيدة وتصور شوفيني إقصائي، وتصرفاتهم هذه لن يجني السوريين من ورائها سوى الخيبات، في وقت تستمر المخططات الاستيطانية للاحتلال التركي، في تتريك مدينة عفرين وطمس هويتها الكردية والسورية.

باختصار شديد، إن من يمارسون التهريج السياسي ليست لديهم الجرأة في وقف العبث وتلطيف الأجواء في ظل تنامي حالة من الرفض لأساليبهم.. رغم كل محاولاتهم في إثبات وجودهم بين اللاعبين.

لكن يبدو أن وحدة وقوة السوريين لا تخدمهم، وإلا فليس من المنطق أن يوجهوا اتهاماتهم إلى الضفة المقابلة المنتفضة والمضحية، وهم عاجزون عن اتخاذ أي قرار على ضفتهم!

الكاتب والصحفي السوري مصطفى عبدو

to top