الحدث – القاهرة
تربية الأبناء رحلة طويلة مليئة بالتحديات، خاصة عندما يكبرون ويبدأون في البحث عن استقلاليتهم، كثير من الأمهات يشعرن بالقلق على أبنائهن ويرغبن في حمايتهم، ما يدفعهن أحيانًا إلى السيطرة على قراراتهم بدافع الحب والخوف عليهم، لكن الحقيقة أن الطفل، كلما كبر، يحتاج إلى مساحة ليجرب، يخطئ، ويتعلم من أخطائه، حتى يصبح قادرًا على مواجهة الحياة بثقة، السيطرة الزائدة قد تؤثر سلبًا على شخصيته، وتجعله غير قادر على اتخاذ قراراته بنفسه، لذلك، من المهم أن تتعلم الأم كيف تكون داعمة لابنها دون أن تفرض عليه سيطرتها، ونستعرض بعض الخطوات التي تساعدك على تحقيق هذا التوازن مع تربية أطفالك وفقًا لموقع “Parents”.
مع تقدم ابنك في العمر، سيحتاج إلى الاعتماد على نفسه في اتخاذ القرارات، بدلًا من أن تعطيه الأوامر مباشرة، حاولي أن تطرحي عليه الأسئلة التي تجعله يفكر بنفسه، على سبيل المثال، إذا سألكِ عن وجبة خفيفة يأكلها، اسأليه: “ما رأيك؟ ماذا تفضل أن تأكل؟” وعندما يتعلق الأمر بقرارات أكبر، مثل اختيار التخصص الدراسي أو النشاطات التي يريد ممارستها، كوني مستمعة جيدة، ناقشيه في الخيارات، ولكن دعي القرار النهائي له، وادعميه أيًا كان اختياره.
من الطبيعي أن تقلقي على ابنك، لكن لا تجعلي هذا القلق يؤثر عليه بشكل مباشر، لا تقولي له: “ارتدِ قبعة حتى لا تصاب بالبرد”، بل اجعليه يدرك أهمية ذلك بنفسه، عندما تفرضين رأيكِ في كل شيء، قد يعتمد عليك في التفكير واتخاذ القرارات بدلًا من أن يبني شخصيته المستقلة، اسمحي له بخوض تجاربه الخاصة، حتى لو كان ذلك يعني أنه سيتعلم من بعض الأخطاء.
من الطبيعي أن تختلف قيمكِ ومبادئكِ عن تفكير ابنكِ في بعض الأمور، خاصة عندما يكبر ويبدأ في تكوين قناعاته الخاصة، كأم، يمكنكِ تقديم نصائحكِ وحكمتكِ من خلال الحوار الهادئ، لكن لا تجعليه يشعر بالذنب أو أنه غير محبوب إذا لم يتبعها تمامًا، عندما يشعر أنه مسموع ومقدر، سيعود إليكِ دائمًا للمشورة، حتى لو لم يأخذ برأيك في بعض الأحيان.
من الطبيعي أن ترغبي في مساعدة ابنكِ في كل شيء، لكن مع تقدمه في العمر، يحتاج إلى الاعتماد على نفسه. ابدئي بتدريبه على تحمل مسؤوليات صغيرة، مثل تجهيز حقيبته المدرسية، تحضير وجبته، أو ترتيب غرفته، بعد ذلك، اجعليه يتعلم مهام أكبر، مثل غسل ملابسه أو إدارة مصروفه الشخصي، فكلما زادت ثقته في قدرته على الاعتماد على نفسه، زادت قوة شخصيته واستقلاليته.
من الصعب على أي أم أن ترى ابنها يرتكب أخطاء أو يختار طريقًا مختلفًا عن توقعاتها، لكن من الضروري أن تتقبليه كما هو، قد يقرر ترك رياضة معينة، أو اختيار مجال دراسي غير الذي كنتِ تتمنينه له، لكنه بحاجة إلى دعمكِ في قراراته، لا يعني ذلك أن تتجاهلي السلوكيات الخاطئة التي قد تؤذيه، مثل التدخين أو إهمال دراسته، بل يجب التدخل بحكمة عندما تكون قراراته مدمرة لمستقبله، ولكن في الأمور العادية، اسمحي له بالتجربة، حتى لو لم تكن اختياراته مثالية من وجهة نظركِ.