الحدث – القاهرة
بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية المصري ، سامح شكري عقد مركز الفارابي للدراسات والاستشارات والتدريب. نودة بعنوان” نحو مبادرة عربية لحل الأزمة السورية ” بحضور خبراء سياسيين واستراتيجيين وتم فيها صرح مبادرة للحل في سوريا يتضمن المساهمة فى تحقيق التوازن بين الادارة الذاتية وبين الحكومة السورية من أجل استكمال الحل السياسي والعمل المشترك لمنع التدخلات الخارجية . .
إستمرارا للجهود العربية لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وبعد كارثة الزلزال والمتغيرات الإقليمية التى واكبت هذة الكارثة الإنسانية ,عقد مركز الفارابي للدراسات والإستشارات والتدريب ندوة بالقاهرة , تحت عنوان ” نحو مبادرة عربية لحل الأزمة السورية” ,وذلك بالمنتدى الثقافي المصري ,وبمشاركة مجموعة من السفراء العرب ونخبة وطنية من الباحثين المتخصصين والاستراتيجيين .
وبعد السلام الجمهوري القى اللواء الدكتور علاء عز الدين منصور، رئيس الهيئة العلمية العليا ، الكلمة الافتتاحية للندوة , حول الاطماع التركية في شمال وشرق سوريا والتداعيات الهامة علي التقارب التركي السوري علي منظومة الامن القومى العربي.
واكد اللواء منصور على اهمية عودة سوريا للحضن العربي بإعتبارها جزء من منظومة الامن القومى العربي والاستفادة من تطور الاوضاع الراهنة خصوصا بعد التقارب العربى السوري فى اعقاب الكارثة الانسانية ومحاولة تقديم بعض الدول العربية للمساعدات الانسانية للشعب السوري . مشيدا بزيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لسوريا بإعتبارها خطوة هامة لعودة الدور الريادى المصرى والجهود الدبلوماسية تجاه سوريا .
ومن جانبة قدم الدكتور مدحت حماد ,أستاذ الدراسات الإيرانية والآسيوية، رئيس المركز, ورقة بحثية حول ” أهمية عودة سوريا للجامعة العربية والإعتبارات الإقليمية: الفرص والتهديدات” .مؤكدا أن الندوة تطرح مبادرة عربية هامة تتضمن ضرورة عودة المقعد السوري بالجامعة العربية وذلك لاستثمار فرصة التقارب العربي السوري لاحياء الدور العربى فى حل الازمة السورية والعمل على الحد من التدخلات الخارجية دون الدخول فى صراع مع الاطراف الاقليمية خاصة ” تركيا وايران “.
وفيما أوضح السفير الدكتور يوسف الشرقاوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رئيس برنامج السياسة الخارجية والعلاقات الدولية بمركز الفارابي، أن عقد هذة المبادرة الاستباقية تأتى فى اطار دعم الدور النشط لوزارة الخارجية المصرية من خلال القوى الناعمة على أيدى مركز”الفارابي” لطرح مبادرة العربية لدعم الأزمة السورية وعودتها للجامعة العربية.
لافتا ان الندوة تتزامن مع زيارة وزير الخارجية سامح شكري لسوريا لدعمها ومساعدتها فى الكارثة الانسانية التى راح ضحيتها العديد من المواطنين السوريين. مشددا على اهمية دعوة الاخوة في سوريا للبدء فى حوار سوري سوري فى اطار إستثمار تزايد وتيرة التحرك المصرى لدعم الدولة السورية وانهاء معاناة الشعب السورى الشقيق.
وطالب السفير الشرقاوى , النظام السوري بإتخاذ اجراءات جادة وملموسة لبناء الثقة بين كافة الاطراف السورية والمساهمة في تهدأ الأمور من اجل تحقيق مصالحة وطنية وصولا الى تشكيل حكومة انتقالية وانتخابات برلمانية ورئاسية وانهاء الازمة السورية .
فيما تحدث السفير الدكتور رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق عضو المجلس المصري للشئون الخارجية, عن المطلوب عربيًا لحل الأزمة السورية و امكانية التقارب العربي السوري خاصة بعد احداث الزلزال .مشددا على ضرورة التمسك بالمبادرة العربية و وقيام الدول العربية بفتح سفارتها بسوريا وإعادة بناء الثقة بينها وبين النظام السوري ,فضلا عن إعادة سوريا إلى الجامعة.لافتا ان قطع العلاقات العربية مع سوريا و تجميد عضويتها بالجامعة العربية ,ساهم بشكل كبير فى تزايد التدخلات الاقليمية والدولية فى الازمة السورية . مطالبا عودة سوريا لمقعدها فى الجامعة العربية بالاغلبية وليس بالاجماع خاصة انة تم تجميد عضويتها بالاغلبية ,هذا الى جانب الاتصال مع المبعوث الأممى للازمة السورية من اجل بحث سبل التوصل للحلول الممكنة لانهاء الازمة .
ومن جهته قال المستشار الدكتور مختار غباشي، الأمين العام للهيئة العلمية العليا لمركز الفارابي, ان الدول العربية لديها فرصة ذهبية لاعادة سوريا الى الاحضان العربية من خلال اتخاذ قرارات نحو عودة سوريا للجامعة العربية وفتح السفارات العربية بسوريا والعمل من اجل عقد حوار سوري سوري وذلك عرضها خلال القمة العربية المقبلة التى ستعقد فى السعودية وصولا الى حل الازمة السورية ,ولكن قانون” قيصر” يحول دون عودة سوريا لمقعدها للجامعة العربية .
لافتا الى ان الازمة السورية مرت بمحطات ومحادثات منها ” جنيف و سوتشي وآستانا “ولكنها كانت حائل امام المعضلة السورية . موضحا ان المشكلة تتبلور حول صراع عربي مستتر ما بين دول تاريخية ترى ان سوريا جزء اساسي من منظومة الامن القومى العربي وعودتها للجامعة العربية امر ضرورى , ودول ذات حداثة ارتبطت بعلاقات اقليمية ودولية فرضت نفسها فى نزاعات وصراعات دول المنطقة وأشار إلى النموذج الفدرالي الإماراتي الناجح.
فيما تحدث الدكتور عاطف عبد الغني، مدير تحرير مجلة أكتوبر , عن الدور المصري لدعم جهود جامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية ,واحتمالية تعارض هذا الدور مع تعدد المصالح الاطراف الاقليمية والدولية الفاعلة فى سوريا .
واضاف ان زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لسوريا لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة بسوريا ستكشف حقيقة مستقبل العلاقات المصرية السورية من جانب والعلاقات السورية العربية من جانب اخر خاصة فيما يتعلق بالنظام السوري ومستقبل بشار الاسد وهل سيبتعد عن المشهد ام سيكون له مكان فى المرحلة الانتقالية .
ومن جانبة تحدث الإعلامي حامد محمود، المدير التنفيذي لمركز الفارابي للدراسات عن دبلوماسية الاغاثة والانفتاح العربي على سوريا, معتبرا ان سوريا تمثل ارض خصبة للأطماع الإقليمية والدولية ولكن الزلزال لم يكن كارثة انسانية فحسب بل احدث زلزال سياسي ايضا خصوصا فى ظل تدفق المساعدات الانسانية من قبل الدول العربية لسوريا مشيرا الى الطرح الانسانى لمركز ” الفارابى ” حول عودة العلاقات العربية السورية واعادة مقعدها بالجامعة العربية .
واكد أن الدور المصرى يشكل الترمومتر للحالة العربية والتى ستفتح الباب امام عودة الاطراف السورية لمائدة الحوار السوري السوري وان تشكل المبادرة سالفة الذكر نواة لبداية حوار حقيقى بين الاطراف السورية وبين النظام السورى .
ومن جهته شدد اللواء الدكتور شوقي صلاح، الأستاذ بأكاديمية الشرطة، رئيس برنامج الدراسات الأمنية بمركز الفارابي للدراسات , على أهمية “الضرورات الأمنية بشأن مبادرة رفع الإيقاف عن سوريا وعودتها للجامعة العربية” . موضحا ان الازمة السورية شديدة التعقيد وان تعدد المصالح والاطماع الاقليمية خاصة من قبل “ايران وتركيا ” وانهما لن يسمحوا بالابتعاد عن سوريا او الاستغناء عن مصالحهم فى سوريا وانهاء الصراع القائم منذ 12 عاما الامر الذى يحول دون تحقيق تقارب عربي سوري .
وفى ختام فاعليات الندوة طرح د. مدحت نص المبادرة العربية التى تبلورت من فاعليات الحلقات النقاشية التى خرجت من مركز الفارابى للدراسات والتدريب ,وتتضمن المبادرة عدة توصيات هامة :
1- الإستمرار فى عقد الندوات والأنشطة لمتابعة وبحث الحلول الممكنة للأزمة السورية وذلك بمشاركة جامعة الدول العربية ,ومجموعةمن الخبراء الإستراتيجيين والاكاديميين والعسكريين المعنيين بالقضية وذلك إنطلاقا من حرص الجامعة على رصد ومتابعة جميع القضايا العربية.
2- تأييد ودعم جهود كافة المشاركين فى الحلقات النقاشية التى عقدت بالمركز حول الازمة السورية
,وضرورة العمل على دعوة سوريا الى محيطها العربى لتشغل من جديد مقعدها بالجامعة العربية لفتح المجال للعمل العربى المشترك , وللمساهمة فى حل الأزمة السورية والحد من التدخلات الإقليمية ورفع معاناة عن الشعب السوري خاصة بعد الكارثة الانسانية التى وقعت جراء الزلزال الاخير ,وتقديم المبادرة لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى والامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
3- تبنى الدعوة بالمطالبة بخروج المليشيات المسلحة بكافة أشكالها وكذلك القوات الاجنبية المتواجدة على الأراضى السورية.
4- دعوة الدول العربية التى لا تمانع من عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية من اجل إعادة فتح سفارتها فى دمشق سواء على مستوى السفراء او القائم بالأعمال بما يسهم فى إعادة بناء جسور الثقة بينهما .
5- أن تقوم الدول العربية بتشكيل لجنة سياسية للتوفيق بين أطياف المعارضة السورية بكافة صورهامن جانب وبين المعارضة والنظام السورى من جانب اخر ,و التواصل مع الاطراف الخارجية المعنية بالازمة السورية .
6- تشكيل لجنة وزارية اقتصادية لبحث ودراسة سبل المساهمة العربية واعادة الإعمار سواء بالنسبة للمناطق التى تضررت من الزلزال او عن طريق الاقتتال الداخلى الجاري فى سوريا منذ 2011.
7- ضرورة العمل على استئناف الحوار الوطنى بين كافة الاطراف السورية دون استثناء تحت رعاية اللجنة السياسية العربية المشار اليها سابقا .
8- قيام الدول المؤيدة لإعادة سوريا الى مقعدها بالجامعة العربية بتشكيل لجنة سياسية بهدف تحقيق التوافق على صياغة التعديلات الدستورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية سورية إنتقالية وقانون الانتخابات البرلمانية والرئاسية .
9- المساهمة فى تحقيق التوازن بين الادارة الذاتية للاكراد السوريين وبين الحكومة السورية من أجل استكمال الحل السياسي والعمل المشترك لمنع التدخلات الخارجية .
10- المساهمة العربية فى تبادل الاسرى والسجناء بين المعارضة بكافة صورها وبين الحكومة السورية .
11- تعيين ممثل خاص لجامعة الدول العربية بشأن الازمة السورية للتواصل مع الحكومة السورية والمبعوث الخاص للامم المتحدة من اجل التنسيق اللجان سالفة الذكر الاقتصادية والسياسية لتسوية الازمة بصفة عامة والعمل على إعادة اللاجئين والنازحين وإعادة الإعمار بصفة خاصة .
12- التواصل مع الاتحاد الاوروبى وروسيا والولايات المتحدة الامريكية للتعاون والمساهمة فى اتخاذ الخطوات العملية للتوصل لتسوية السياسية للازمة السورية .
13- التواصل مع الدول الاقليمية الضالعة فى الازمة السورية تركيا وايران من اجل التعاون الايجابي لحل الازمة السورية .
14- عقد مؤتمر اقتصادى عربي دولى بشأن إعادة الاعمار فى كافة المناطق السورية التى تدمرت منذ عام 2011 وحتى الان.
15- تشكيل وفد من منظمات المجتمع المدنى فيما يطلق علية الدبلوماسية الشعبية لزيارة سوريا للعمل على تهيئة الاجواء للمصالحة السورية السورية.