الحدث – وكالات
لا يزال الدور التركي مع السودان مريب رغم سقوط نظام البشير، حيث لا تزال رموز نظامه الملاحقين قضائيًا ببلادهم متمتعين بحماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأموالهم المنهوبة من جيوب السودانيين تتدفق على هيئة مشروعات في الداخل التركي.
كشفت نشوى عثمان القيادية في قوى الحرية والتغيير، أنه يعود تاريخ العلاقات السودانية التركية لعام 1555م عندما دخلت المنطقة تحت سيادة الدولة العثمانية حيث أنشأ العثمانيون ما يعرف محافظة الحبش على جزئين شرق السودان وجزء من دولة اريتريا وكانت عاصمة تلك المحافظة سواكن.
وأكدت عثمان في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أن وسط وجنوب السودان بدأت علاقتهما بالاشتراك منذ 1821م عند غزو محمد علي باشا السودان واستمر في الحكم حتى سقوطه 1885م وقد كان للأتراك تأثير واضح في العديد من المجالات بالسودان.
وأوضحت، أنه في التاريخ الحديث أقام السودان اول تمثيل دبلوماسي مقيم مع تركيا عام 1981م حيث شهد نفس العام أول زيارة للرئيس السوداني جعفر نميري.
العلاقة بين البشير وأردوغان
وتطرقت القيادية في الحرية والتغيير، إلى العلاقة التي جمعت نظام البشير وأردوغان، أنه قد تطورت العلاقات خاصة في عهد الإنقاذ وبعد مجئ أردوغان إلى السلطة 2002م وقدم البشير وأردوغان لبعضهما سند سياسي في المحافل الدولية وقد لعب السودان دورًا مهما في فوز تركيا بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن 2009_2010م، كما دعم السودان مرشح تركيا لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي 2007م.
كما ظلت تركيا أو بالأصح الرئيس أردوغان في التعامل مع السودان، عندما أعلن موقفًا صريحا برفضه للمحكمة الجنائية ضد البشير والتي قدم لها الرئيس المخلوع بعد أن ارتكبت في عهده المجازر والابادات الجماعية وقتل واغتصاب المدنيين ومن هنا اتضح ان الرئيس التركي يسعى لمصالحه بدعم رئيس فاسد. وبعد سقوط البشير استقبل اغلب قيادة نظامه الساقط وهم موجودين في تركيا باستثماراتها التي تم جلبها من خير الشعب السوداني، بحسب عثمان.
قيادات المؤتمر الوطني بتركيا
وبينت القيادية في الحرية والتغيير، أن قيادات كثيرة ضد الثورة متواجدين في تركيا ابرزهم وزيرة الإعلام في عهد النظام البائد سناء حمد، وحسن إسماعيل وزير أيضا في عهد البشير وكتير من الكوادر، وكل القيادات السابقة عليها قضايا وهم موجودين بتركيا. وربما يمكن الاعتقاد أن اخر تفاهمات الملف التركي في وزارة الزراعة على أن الأتراك يمتلكون اراضي في السودان 33 عاما في منطقة الدبة بالولاية الشمالية بالسودان، وايضا شراكة مزرعة تجريبية في ولاية نهر النيل بين شركة (تيقم) التركية ووزارة الزراعة الاتحادية، بحسب عثمان.
بينما كشف بكري عبد العزيز، رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، والسياسي السوداني المعارض، أنه تحتضن تركيا قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الذراع السوداني لجماعة الإخوان المسلمين الذي كان يحكم السودان في وقت عمر البشير مضيفًا للقائمة السابقة من الكوادر التي تتبع الجماعة والموجودة في تركيا شخصيات مثل غازي صلاح الدين مساعد رئيس الجمهورية بفترة البشير ورئيس حركة الإصلاح الآن، والأمين حسن عمر المستشار الصحفي السابق للبشير المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون بفترة النظام البائد وأحد القيادات البارزة بحزب المؤتمر الوطني.
الاستثمارات السودانية المنهوبة في تركيا
وأكد عبد العزيز في تصريحات خاصة لوكالة فرات، والاستثمارات السودانية في تركيا هي استثمارات من الأموال التي نهبتها الحركة الإسلامية في السودان خلال حكم البشير، والتي تتنوع ما بين شركات سياحة وشركات مواد غذائية ترتبط بعلاقات وثيقة مع النظام التركي الحاكم حاليًا.
وأضاف رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أنه لم تكتفِ تلك الشركات بالاستثمار في أموال حزب المؤتمر الوطني الواجهة البارزة للنظام البائد، ولكن بدأت في الآونة الأخيرة في السيطرة على بعض القطاعات داخل السودان وذلك عبر اختيار بعض الشباب لإدارة تلك الإستثمارات، ولكن خلف تلك الواجهة الشبابية استثمارات للنظام البائد والشركات التي تتبع له في الأراضي التركية، وتلعب تلك الشركات وهؤلاء الشباب دوراً أساسياً في العلاقات السودانية التركية بعد الثورة السودانية.
كما تستضيف أنقرة المنابر الإعلامية الخاصة بحزب المؤتمر الوطني المحلول، ومنها قناة طيبة التي يمتلكها عبد الحي يوسف، وموقع “سحر البيان” الذي تديره مها الشيخ، زوجة مدير المخابرات سابقا محمد عطا.
يومين مضت