تم اعتقال المفكر والقائد عبد الله أوجلان في 15 شباط عام (1999) في العاصمة الكينية نيروبي، بعد حوالي أربعة أشهر من عملية المطاردة والبحث بين سوريا واليونان وإيطاليا وروسيا وكينيا، تلك العملية التي التي قادتها أمريكا وإسرائيل وقام بها حلف الناتو وبأمر مباشر من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. ولكن ما لذي جعل تركيز النظام الدولي المهيمن منصباً ولهذا الحد على القائد أوجلان باختلاف القادة والزعماء الآخرين في الشرق الأوسط وحول العالم، وما الذي جعل القائد أوجلان يشكل خطورة على استراتيجيات الناتو في الشرق الأوسط. لفهم هذه التفاصيل لا بد لما من فهم عدة نقاط رئيسية تتعلق بالقضية الكردية وأبعادها الإقليمية والدولية وكذلك علينا فهم ماهية الخط النضالي السياسي والفلسفة الفكرية الذي يجسده ويطرحه المفكر والقائد أوجلان أو بمعنى أصح علينا فهم الحداثة التي يطرحها أوجلان كبديل للحداثة الرأسمالية للنظام العالمي وأدواته الإقليمية في الشرق الأوسط.
إن القضية الكردية وبأبعادها وتأثيراتها الإقليمية والدولية تشكل أهم قضية في الشرق الأوسط إلى جانب القضية الفلسطينية، وضعها النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الأولى للتحكم بالشرق الأوسط والسيطرة على موارده، فكردستان أو أرض الكرد منذ 12 ألف سنة على الأقل والتي تم تقسيمها باتفاقيات معاهدات كسايكس بيكو 1917 والقاهرة 1021 ولوزان 1923، جعلت منها بؤرة توتر جاهزة للإشتعال للتحكم بالدول الأربعة(تركيا، إيران، العراق وسوريا) وعبرهم بالشرق الأوسط. وهنا وجد الشعب الكردي نفسه في مواجهة تحديات كبيرة، إضافة إلى حالة التخلف والإنقسام التي كانت تسود بين الشعوب التي تعرضت للاحتلال العثماني أثناء قيام القوى الكبرى بتقسيم المنطقة وفق مصالحهم الاستراتيجية بعد انهيار العثمانية البائدة.
خاض الكرد والترك معاً حرب الاستقلال(1919-1921) وفق الميثاق المللي الكردي والتركي والاتفاقيات والتعهدات التي عقدت في أرزروم وأماسيا لتشكيل دولة جديدة، تعطى للكرد حقوقهم الطبيعية في إدارة وحماية مناطقهم التي كانت تحت الدولة العثمانية وتمثيل أنفسهم في البرلمان الكبير، وحتى أن الحكم الذاتي للمناطق الكردية في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا وشمال العراق وقعه مصطفى كمال في 10 شباط عام 1921، ولكن تواصل البيرورقراطية العثمانية ومنهم البرجوازية اليهودية من اليهود الذين كانوا قد وطدوا أنفسهم في الدولة العثمانية بعد طردهم من أسبانبا، حرفت بوصلة الدولة والسلطات الجديدة، فكانت الضربة الكبيرة التي لحقت بالتحالف الكردي-التركي التاريخي والتقاليد الديمقراطية، فأصبحت الدولة الجديدة والتي تبلورت ونضجت بدماء الكرد والترك في ليلة وضحاها دولة قومية تركية فقط، وتخلى بذلك القادة الأتراك بما فيهم مصطفى كمال والحكومات المتعاقبة عن كل الإلتزامات التاريخية والتعهدات التي كان بين الشعبين. وبكلمات معبرة نستطيع القول أن الدولة القومية التركية هي ولادة الخيانة للسياق والعلاقات الكردية-التركية التاريخية والعمالة للنظام العالمي المهيمن.
وعليه ومنذ عام 1923 ومعاهدة لوزان، أصبحنا أمام موقف أوروبي وغربي إلى جانب روسي وصيني أي دولي، يعترف بالدولة التركية القومية كأحد مسننات المنظومة الدولتية القومية وفي إطار فلسفتها ومقاربتها وأدواتها المصلحية كالدولة القومية العلمانية والدينية وضمن تنافسات القوى المركزية العالمية، فأصبح الشعب الكردي أمام حالة إبادة جماعية فريدة يراد بها طمس الهوية والثقافة وإنهاء المجتمعية الكردية والقضاء على كل مايمت للكردياتية بصلة، لأن مفهوم الدولة القومية التي تم تطبيقها في الدول الأربعة التي تم تقسيم كردستان بينهم، لا يؤمن سوى بالقومية الواحدة والنمطية التجانسية القطيعية والأحادية القسرية وعبر كل الوسائل بما فيها التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والإبادة الجماعية، وبالفعل لو رصدنا ما تعرض ويتعرض له الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان سنجد تلك الحقيقة المرة ومحاولة القضاء عليه وتتريكه وتفريسه وتعريبه، ولكن من المعلوم أن الثقافة الكردية ذات المجموعة اللغوية الهندو-آرية هي أقدم وأعمق من ثقافات الدول والسلطات القومية التي أرادت صهر وذوبان الكردياتية في بوتقتهم رغم أن البعض من الكرد ذاب بين ممارسات عمليات التتريك والتفريس والتعريب، لكن الغالبية صمد وقاوم وحافظ على ثقافته وكرامته ولغته الكردية وظل محافظاً على أرضه وهويته.
في ما تسمى تركيا ومن عام 1925 وحتى عام 1940 قاوم الكرد عمليات الإبادة وممارسات التطهير العرقي وما يسميه البعض من مثقفي الإبادة للدول القومية والنظام الرأسمالي العالمي عمليات الاندماج أو تطوير المناطق الشرقية، وفي هذه المرحلة قام الشعب الكردي بحوالي 20 انتفاضة وثورة ومقاومة لعمليات الإبادة والتتريك التي تمت تحت القوانين والتشريعات العنصرية الفاشية التركية للدولة القومية التركية كإصلاح الشرق وإسكان الشرق وغيرها من القوانين التي سنتها الدولة التركية لتهيئة ظروف وشروط الإبادة ونقل الكرد من مناطقهم وتوزيعهم في الداخل التركي. فكانت النتيجة مقتل الملايين وتهجير الملايين من الكرد بتواطؤ من الرأسمالية والشيوعية معاً العالميتان حينها، رغم حجم التناقضات والحروب الباردة والساخنة بينهم. فموقف الدعم من الطرفين للدولة التركية ومحاولة التحييد والاستفادة من جغرافيتها المهمة والصمت على ممارسات تركيا بحق شعوب الأناضول وميزوبوتاميا معروفة وعلى مختلف المراحل. إضافة إلى أن الطبيعية الإنسانية والذهنية التشاركية لدى الشعب الكردي كباقي الشعوب الأصيلة، مضافة لها الوعي القومي الكردي الضعيف لأسباب عديدة منها الزخم القوي للعشائرية والقبلية والأغواتية وتغلل الديانة الإسلامية وأخلاقياتها العالية ومذاهبها المختلفة بين الكرد وعشائرهم، كانت من بين عوامل ضعف الإرادة الكردية.
ومع عام 1973 وصولاً لعام 1987 شهد المجتمع الكردي إرهاصات وتبلور خط وسياق نضالي جديد يتجاوز كل المراحل والنكبات السابقة بقيادة الطلبة الكرد والأتراك ومجموعة الآبوجيين، آخذين الدروس والعبر من كل التاريخ النضالي للشعب الكردي وشعوب التي تسعى للحرية وكذلك مدركون لتواطؤ القوى الدولية مع دولة الإبادة والاحتلال(تركيا الفاشية) عدوة الكرد الأولى، وكانت البداية من كلمتين “كردستان مستعمرة” قالها القائد عبد الله أوجلان، وتطور معها التنظيم الشبابي إلى حركة جماهيرية وانطلاقة مجتمعية، تعاظمت مع إعلان الكفاح المسلح كطريقة من الطرق الشرعية وفق القوانين والمواثيق الدولية لأي شعب ووطن يتعرض للاحتلال والإبادة.
وفي إيران والعراق وسوريا، لا تختلف السياسات التي اتبعتها السلطات القومية والدينية عن تركيا كثيراً حيث الإنكار تجاه وجود الشعب الكردي، ومحاولة طمس الهوية والثقافة الكردية والعديد من الممارسات التي تهدف للتغيير الديموغرافي والتطهير العراقي، ولكن كل الممارسات اللانسانية والوحشية تجاه الكرد نابعة بالدرجة الأولى من سياسات الدولة التركية وعملها الأساسي في تحجيم الكرد وإضعاف إرادتهم وتشتيت قوتهم ومحاولة جر الجميع لصالحها وطرفها في حربها ضد الشعب الكردي. ولعل رصد تحركات تركيا وممارساتها واحتلالها لبعض المناطق في جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق) وإقليم شمال وشرق سوريا ومحاولات التتريك وفرض التقسيم والتركياتية تبين قليلاً من بحر ظلمات وطغيان الاستبداد التركي الذي يجمع بين القومية الطورانية الفاشية والإسلاموية السياسية الإخوانية الإرهابية، ممثلة في حزبي السلطة الرئيسين( حزب الحركة القومية التركية وحزب العدالة والتنمية).
إن فلسفة القائد أوجلان ونضاله لأجل الحرية والديمقراطية مختلف عن فلسفات حركات التحرر الوطنية التقليدية وحركات اليسار اللذين تكونوا تحت تأثير الفكر الاستشراقي الغربي، فالفلسفة الأوجلانية والنضال لأجل الحرية والديمقراطية التي أنشأه القائد أوجلان وقاده لا يهدف لبناء دولة قومية كردية، ولا يهدف لتهديم الدول القومية الموجودة، بل يهدف لبناء المجتمع الديمقراطي وحرية المرأة والمجتمعي البيئي كركائز أساسية لنضاله وفلسفته، فهو يرى أن المرأة الحرة ضمانة حرية المجتمع ودون تحقيق حرية المرأة لاتتحق حرية المجتمع، وبذلك جعل القائد أوجلان النضال لأجل حل القضية الكردية وحرية الشعب الكردي هو نفسه النضال لأجل تحقيق الديمقراطية في البلدان الأربعة وفي الشرق الأوسط عامة وبشكل توافقي وتحالفات ديمقراطية بين الشعوب التي تعاني من الإقصاء والتهميش والاستبداد والتدخلات الخارجية والإبادات، ولقد تجاوز القائد أوجلان بطرحه الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية بين الشعوب وكذلك كونفدرالية اتحاد الشعوب الديمقراطية الكثير من المفاهيم الأحادية القومية والدينية والمذهبية، فمن حق الجميع أن يعيش وفق خصوصيته وثقافته وكيانيته الحرة ولكن في حالة من التضامن والتكامل الديمقراطي الطوعي الذي يبني جبهة داخلية قوية ومتينة من وحدة الشعوب الديمقراطية.
ولعل تخندق القائد أوجلان مع شعوب المنطقة واخراج الكرد من كونهم ورقة لفاعل إقليمي ودولي وطرحه لسياق نضالي وفلسفة مختلفة عن السياق والخط العام الذي رسخه قوى الهيمنة العالمية وعبر أدواتهم من التيارات والدول والسلطات القوموية والدينوية، جعل النظام العالمي يفكر بالتخلص من القائد أوجلان ومحاولة تصفية حزبه(حزب العمال الكردستاني) ووصمه الإرهاب زوراً ونفاقاً وكذباً والقضاء على المجتمعية الكردية والشرق الأوسطية الديمقراطية الذي بناه القائد أوجلان بفكره وعمله.
تم اعتقال القائد أوجلان منذ 25 سنة وتم وضعه في سجن انفرادي في جزيرة إمرالي المنعزلة في حالة من العزلة والتجريد المطلقة عبر محاكمة صورية سريعة وغير قانونية، وتم الحكم عليه بالإعدام في 29 حزيران نفس يوم إصدار حكم لإعدام الشيخ سعيد أحد قادة المقاومة الكردية التاريخية ضد دولة الاحتلال التركية، وثم تم تحويله للمؤبد، وللعلم هذه الجزيرة تعرف بإنها مكان للموت البطيء نتيجة ظروف الطقس والمناخ فيها وكانت سابقة جزيرة بهذه الوظيفة ومع وضع القائد أوجلان تم تجهيز المكان بشكل خاص وإعلانه منطقة عسكرية.
وفي السنوات العشرة الأولى كان القائد أوجلان وحيداً في سجنه في الجزيرة وبعدها تم نقل خمسة سجناء وثم إبعاد اثنين وتم الإبقاء على ثلاثة ولكن من دون أي يكون هناك لقاء بينهم إلا نادراً جداً، وحتى أن المسجونين الثلاث تم فرض شروط إمرالي والعزلة عليهم أيضاً، بحجج واهية وكاذبة. ورغم أن من وظيفة منظمة مناهضة التعذيب الأوروبية(CPT) زيارة سجن إمرالي وتبيان الحقيقة في السجن والقيام بوظيفتها، ولكن بسبب تبعيتها للمجلس الوزاري الأوروبي ذات البعد السياسي التابع لمنظومة الهيمنة العالمية فهي أيضاً وبالإضافة إلى المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية التابعة للأمم المتحدة وكذلك محكمة حقوق الإنسان يبقون دون أية فعالية وتأثير، رغم أن السلطات التركية ومن ورائها القوى الدولية تفرض عزلة لامثيل لها في تاريخ الاعتقالات والسجن فهي ومنذ ثلاث سنوات ونصف تمنع لقاء القائد بمحامييه وأهله، وبذلك تتجاوز السلطات التركية حتى قوانينها التي وضعتها بنفسها مع صمت دولي تجسد ازدواجية المعايير الدولية ونفاقهم للتعامل مع قضايا الحرية لشعوب المنطقة كالقضية الكردية والفلسطينية.
ولكن رغم كل ممارسات سياسات الإبادة والعزلة التي تتم بحق القائد أوجلان والشعب الكردي، فقد تحول أفكار ومقترحات أوجلان والفلسفة الأوجلانية إلى منهل وملهم لكثير من الشعوب التي تناضل لأجل الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم، وأصبح الشعب الكردي يشكل أهم فواعل الشرق الاوسط من غير الدول، وفي محاربة ومكافحة الشعب الكردي والخط الأوجلاني للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة في سوريا والعراق دليل مهم على ذلك، ولعل المشروع السياسي الأوجلاني الذي يتبناه الشعب الكردي بقيادة حزب العمال الكردستاني ومنظومة المجتمع الكردستاني وقوات الكريلا جعلت الأخوة والتعايش السلمي والتضامن والتكامل بين الشعوب من أهم محددات وثوابت العمل الوطني والديمقراطي والحر لدى شعوب الشرق الأوسط وفي دولها، رغم حالة الحصار والتحجيم والمحاربة التي تقوم بها قوى الاستبداد والهيمنة وأدواتهم ضد المشروع الديمراطي والتكامل الثقافي والوحدة الديمقراطية التي تنشدها القوى المجتمعية والديمقراطية الكردية التي تتبنى الفلسفة الأوجلانية في الدول الأربعة.
لقد تضامن الكثير من الأحرار حول العالم والعالم العربي مع قضية المفكر والقائد عبدالله أوجلان وحريته وكذلك مع حل القضية الكردية سياساً، وفي السنوات الأخيرة زادت زخم الفعاليات التي تطالب بحرية القائد ومنها الحملة الدولية التي انطلقت قبل أشهر في أكثر من 74 مكاناً حول العالم، مع قيام الكثير من الحقوقيين والمحاميين بالعمل القانوني والحقوقي وكذلك قيام الأكاديميين والباحثين والإعلاميين في كثير من الأماكن حول العالم بالوقوف مع أوجلان وتبيان أهمية أفكاره ومقترحاته لحل قضايا الشعوب والإنسانية، كأهم مفكر وفيلسوف يتجاوز المدارس الاستشراقية وتبنى الكونية في الطرح والحل متجاوزاً الهويات الضيقة والثائيات القاتلة والوضعية المادية والرجعية والدينوية والقوموية والجنسوية إلى فضاء وهويات أعلى يحقق للجميع خصوصيته وهويته ضمن إطار تكاملي تعاوني وتوافقي في ظل نظم وجمهوريات ودساتير ديمقراطية وليس وفق المنطق الأحادي أو الإلغائي أو التدميري بل الإنشاء والترتيب والإبداع لتكون الحياة الحرة والمستقرة لكل الشعوب والمجتمعات، ولذلك ما زالت قوى الهيمنة والاستبداد خائفة من أفكار أوجلان وانتشارها فتفرض العزلة الموجودة.
نعم لقد مر ربع قرن على المؤامرة الدولية لاستهدتف القائد أوجلان والشعب الكردي، ولكن المؤامرة لم تحقق هدفها، ولقد تحول الشعب الكردي مع القائد أوجلان لرقم صعب في المعادلة الإقليمية والعالمية وتحولوا لقيادة ريادة حقيقة لنضال شعوب الشرق الأوسط التي تم فرض الهيمنة والنهب عليهم ليكون أدوات ومشاريع وأشياء، فبناء المجتمع الديمقراطي ذات الأبعاد الأخلاقية والسياسية وحرية المرأة التي تعكس الحرية الحقيقة لأي مجتمع وكذلك العمل والنضال والحياة وفق العقلية والسلوكية البيئية، خلقت حداثة بديلة للحداثة الرأسمالية وهي الحداثة الديمقراطية التي تعبر عن السياق الطبيعي والإنساني والأخلاقي للبشرية أمام التوحش والمركزية والذكورية التي سلبت الحياة وحرفتها منذ مايقارب 5 آلاف سنة وزاد في التضليل والتحريف نظام الراسمالية العالمية التي أوجدت الدولة القومية كأهم أدواتها للنيل من شعوب الشرق الأوسط وثقافتها التكاملية ومن البشرية جمعاء، وعليه نعتقد أن حرية القائد أوجلان وحل القضية الكردية سيكون بمثابة هزيمة للنظام الرأسمالي العالمي وانتصار للشعوب والإنسانية والطبيعة وتحقيق الحق والعدالة، وهذا لن يكون إلا بتضامن وأخوة الشعوب وتحالفاتهم الديمقراطية المشتركة وعلى رأسهم الشعبين العربي والكردي الذين عانوا من فرض الهيمنة والنهب والدول القومية والتقسيم على شعوب ومجتمعات الشرق الأوسط.
أسبوعين مضت
شهر واحد مضت