الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
القاهرة °C

مناطق سياحية جديرة بالزيارة في سيناء

 الحدث – محمود حسن الشوربجي (باحث في تاريخ سيناء وجغرافيتها)

تتميز سيناء بطبيعة ساحرة، وتعد مركزاً عالمياً للسياحة، إذ تتوفر بها كل أنواع السياحة منها ترفيهية وتاريخية وعلاجية وثقافية ورياضية ودينية وغيرها، وتعد الأكثر إثارة فى طبيعتها الجغرافية فكل شئ فيها جميل وخلاب، الوديان والجداول وألوان الجبال المختلفة وأشكالها الرائعة ومستوى الهضاب المرتفع بشموخ، كما تمتلك مقومات كثيرة من آثار ومساجد وكنائس وحدائق وشواطئ ومنتجعات ومحميات طبيعية فضلا عن الجبال المقدسة والصحاري وغيرها، كما تمتاز بموقع جغرافي واستراتيجي هام، وهي معبر بين حضارات العالم القديم في وادي النيل وفي دلتا نهري دجلة والفرات وبلاد الشام، وفي هذه السطور سنذكر أهم مناطق جديرة بالزيارة في سيناء:

نموذج فريد لحوار الديانات السماوية .. جبل سيناء التاريخ إذا حكى
رحلة البحث عن صفاء الروح
جبل موسى يحتوي على أطلال قلايات ترجع تاريخها إلى القرون الأولى من المسيحية

“جبل موسى” ويعرف كذلك باسم جبل سيناء، ويعلو عن سطح البحر بحوالي 2439 متراً ، وسمي بجبل موسي نسبة لنبي الله موسي الذي كلمه ربه في هذا الجبل وتلقى الوصايا العشر وفقا للديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية. حيث مكث موسى علية السلام أربعين يوماًيناجي ربه، حتى تسلم الوصايا العشر وعاد بها إلى قومه.
ويحرص السائحون على صعود هذا الجبل حتى قمته، كما بُني على قمته كنيسة صغيرة للرهبان وهي مخصصة لرهبان دير سيناء، وبني أيضاً مسجد أصغر منها من الحجارة الغشيمة على شكل كوخ صغير.
ويعتبر من أشهر جبال سيناء إذ يزوره الآلاف من السياح، فالناظر من أعلى الجبل يتمكن من رؤية مشاهد جميلة لسلسلة الجبال المحيطة خصوصاً في فترتي شروق وغروب الشمس، وصعدت أعلى قمم هذا الجبل في يوم من الأيام التي قضيتها في محافظة جنوب سيناء، ورأيت طلوع الشمس من خلف الجبال هناك، حقاً إنها طبيعة خلابة لا يمكن وصفها. والصاعد لهذا الجبل يرى جميع قمم جبال الطور ناحية الشرق على مد البصر.
وادي غرندل أبهى الأودية ذات الطبيعة الخلابة وأكثر الأماكن متعة واسترخاء بجنوب سيناء . تحتوي على آثار قديمة العهد يرجع تاريخها إلى العصر الروماني .
وينشأ من مرتفعات جبال التيه في وسط سيناء و من نقب وطاه ليخترق سلاسل جبلية عظيمة عن شمالهِ وجنوبهِ ويسير متعرجاً تجاه الغرب بين الجبال ماراً بجبل المرير المعروف إلى أن يصب في خليج السويس على نحو 20 كم من مصب وادي عمارة، ويبعد هذا الوادي عن نفق الشهيد أحمد حمدي بنحو 115 كم تقريباً، و تقع منطقة “وادي غرندل” على طريق (السويس – الطور الرئيسي) وتتبع إدارياً مدينة أبو زنيمة بجنوب سيناء.

ووادي غرندل هو أحد أجمل وأبهى الأودية ذات الطبيعة الخلابة بمنطقة جنوب سيناء، وبه كثير من الواحات والطيور البرية والحيوانات الصحراوية، ويمتد الوادي بطول 75-85 كم ويمتاز بكثافة الغطاء النباتي فيه وينتشر بطول الوادي المياه العذبة الآتية من العيون الطبيعية والمتدفقة طوال العام، ويصلح الوادي لإقامة المنتجعات السياحية البدوية ورحلات السفاري التي تمتد إلى ثلاثة أيام. وهو من أكثر الأماكن متعة واسترخاء لذا يقوم بزيارته السائحين الأجانب والمصريين لمشاهدة النباتات التي تغطي الوادي والواحات المتفرقة، هذا وبالمناظير الدقيقة يراقبون الطيور البرية والحيوانات التي تجري منطلقة حذو المياه العذبة من العيون الطبيعية أثناء تلقي غذائها.
هذا وتجري فيه عين غزيرة المياه تعرف بـ “عين غرندل” ويلتف حولها مجموعة متفرقة من النخيل، ويرجح الباحثون والعلماء أن وادي غرندل هو وادي “إيليم” المذكور بالتوراة، وفي رأسه عين مياه أخرى تعرف بـ “عين حُجَيجة”، وبه كهفان كانا سكناً للرهبان قديماً والعديد من مساكن السكان الأصليين لسيناء ، ولا زالت آثارها إلى اليوم، وعلى يمين ويسار الوادي مساكن متفرقة حديثة البناء من الطوب الأسمنتي يسكنها قبيلة العليقات.
وعثر في بطن وادي غرندل على آثار قديمة لبقايا مباني من الطوب اللبن والصخور وعدد كبير من القطع الفخارية والعملات البرونزية والقطع الزجاجية يرجع تاريخها للعصر الروماني.
“الكانيون” أحد العجائب الطبيعية في سيناء .. متاهة من الصخور الرملية الملونة بالأصفر والأرجواني والأحمر والذهبي
تقع منطقة الصخور الملونة والتي تُعرف عالمياً بـ ” كالارد كانيون” Colored Canyon بين مدينتي طابا ودهب بجنوب سيناء حيث تحتوي على أجمل الصخور الملونة التي وهبها الله لطبيعة شبه جزيرة سيناء، وهي أحد المزارات العالمية المعروفة، ويعرفها أهل المنطقة ويعشقها السائحون الأجانب ويقومون بزيارتها، فهي منطقة شهيرة للمهتمين بالسياحة الطبيعية والبيئية وكذلك العلمية.
وهي عبارة عن صخور ملونة كثيرة في بطن أودية فرعية تصب في أصل الأودية الكبيرة، وأكثرها جمالاً في المنطقة الواقعة بين مدينتي طابا شمالاً ودهب جنوباً، والكانيون هي عبارة عن متاهة من الصخور الرملية بالألوان الأصفر والأرجواني والأحمر والذهبي ويصل ارتفاعها في بعض الأماكن إلى 40 مترًا، وهي أحد العجائب الطبيعية التي وهبها الخالق لشبه جزيرة سيناء.
هذا وفي محيط المكان العديد من الاستراحات البدوية التي تقدم مختلف المشروبات الباردة والساخنة والأطعمة البدوية الشهيرة التي يشتهيها السياح الأجانب أثناء زيارتهم للمكان.
محمية رأس أبو جالوم محمية طبيعية مائية وبرية تسحر الألباب والعيون
تقع محمية أبو جالوم الطبيعية على الطريق بين مدينة شرم الشيخ وطابا على شاطيء خليج العقبة بمنطقة تسمى وادى الرساسة بمحافظة جنوب سيناء، والواقعة تحديداً بين مدينتي دهب جنوباً و مدينة نويبع شمالاً، وتبعد عن مدينة نويبع بنحو 27 كم، قيل سميت بذلك نسبة إلى نبات “القالوم” الذى ينتشر فى المنطقة، وكلمة “رأس” تطلق على كل بروز من اليابسة فى البحر. وتمتد محمية أبو جالوم من نقب “شاهين” عند منطقة البلوهول جنوباً و حتى وادى “السخن” شمالآ. وتتميز هذه المحمية بطبوغرافية خاصة، حيث تقترب الجبال من الشاطئ و تحتوى على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر والصحارى والجبال، وتزخر الجبال والوديان بالحيوانات والطيور والنباتات البرية مما يجعلها منطقة جذب سياحى لهواة الغوص ورحلات السفارى ومراقبة الطيور والحيوانات، كما تتميز بتعدد وجود اللاجونات، وتضم منطقة المحمية حوالي 165 نوعاً من النباتات، منها 44 نوعاً لا توجد إلا في هذه المنطقة، مما يجعلها ذات جذب سياحي كبير ، وتبلغ مساحة المحمية 400 كيلو متر مربع .

“محمية راس محمد”: تقع في ملتقى خليجي العقبة والسويس على بعد 12كم من مدينة شرم الشيخ، تتميز بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وفيها شق الزلازل وشجر المانجروف والبحيرة المسحورة، وينجذب إليها آلاف السائحين للغوص والسباحة في كل عام.

أما الجدير بالزيارة في شمال سيناء فهو شواطئها على البحر مباشرة، وهناك مناطق عديدة في الشمال يزورنها الناس كثيرا وهي شاطئ المساعيد، وشاطئ آل ياسر، وأبو صقل والريسة، وشاطئ الريسة هو أفضل شواطئها لاحتوائه على مشاهد طبيعية.
“شاطئ الريسة” : يقع شاطئ الريسة في منطقة شرق العريش ويتخلله غابة جميلة من النخيل والكثبان الرملية النظيفة على ساحل البحر المتوسط مباشرة ، ويتوافد إليه كثير من المصطافين في كل عام في فصل الصيف للاستمتاع بالطبيعة الربانية فيه، تتميز الريسة بشاطئ هادئ جداً، حيث يتوافد إليها الكثير من هواة الصيد وخاصة حول اللسان الصخري الممتد في عمق البحر.

to top