وقالت الصحيفة “مع ازدياد عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي في سوريا، أدت العلاقات المتوترة مع الحكومة والقيود المفروضة على المساعدات إلى شمال وشرق سورية إلى جعل الإدارة التي يقودها الكرد معزولة وتواجه وحدها جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 68000 شخص”.
منظمة الصحة العالمية تكيل بمكيالين بخصوص المساعدات في مواجهة كورونا
وأضافت الصحيفة “بدأت منظمة الصحة العالمية في اختبار الفيروس التاجي في منطقة إدلب التي مزقتها الحرب في شمال غرب سوريا، وسلمت 1200 مجموعة اختبار للحكومة في دمشق، ولكنها تركت مناطق شمال وشرق سورية دون الحصول على معدات الاختبار أو الحماية أو المساعدة الدولية”.
ونقلت الصحيفة عن الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة رابرين حسن “إن الحكومة السورية لا تتعاون معنا على الإطلاق”.
وقالت أيضاً: “الحكومة لا تسمح لنا بمعرفة مقدار ما حصلوا عليه من مجموعات الاختبار ولن يرسلوا إلينا أي شيء يتلقونه”.
وأبلغت الحكومة السورية عن عدد محدود جداً من الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، وهي أقل بكثير من دول أخرى في المنطقة.
ويقول مراقبون إن الرقم المنخفض يشير إلى نقص في الشفافية لدى دمشق، في حين وصفته الأمم المتحدة بأنه “قمة جبل الجليد”.
وقالت رابرين حسن إنها تأمل في مساعدة دمشق إذا انتشر الفيروس التاجي في مناطق شمال شرق سورية، لكن الإدارة ترى أنه من غير المحتمل حصول ذلك لأن الحكومة السورية لم تساعدهم حتى في القتال ضد داعش.
في حين قالت نعمة سعيد، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالإنابة في سوريا، إن وكالة الأمم المتحدة لا ترى أي مشكلة في مشاركة دمشق مجموعات الاختبار مع شمال وشرق سورية.
وقالت الدكتورة نعمة سعيد لصحيفة ذا ناشيونال: “يعرف الطرفان جيدًا أن الفيروس لا يحترم خطوط السيطرة”.
وأشارت الصحيفة أن مركز الاختبار الأكثر تقدماً في المنطقة والموجود في مدينة سريه كانيه، لم يعد قيد التشغيل بعد تعرضه لقصف الاحتلال التركي أثناء هجماته في تشرين الأول/اكتوبر من العام الماضي على المنطقة، وقالت إنه حتى لو حصلت الإدارة في شمال وشرق سوريا على مجموعات الاختبار، فإنه يجب إرسال العينات إلى المختبر المركزي للصحة في دمشق، الأمر الذي قد يستغرق أكثر من أسبوع لإعادة النتائج.
وقالت الدكتورة نعمة سعيد إن منظمة الصحة العالمية “تنادي بشدة” بتوسيع الاختبارات في جميع أنحاء البلاد لكنها لم تستطع تحديد جدول زمني، قائلة إنها تعتمد على “المعدات الموجودة في السوق”.
وتفتقر مناطق شمال وشرق سوريا إلى المرافق الطبية المجهزة بشكل جيد، وقالت هيئة الصحة في إقليم الجزيرة، إنه لا يوجد سوى 27 جهاز تهوية متاح لسكان يبلغ عددهم حوالي خمسة ملايين.
وقالت رابرين حسن: “أكثر ما نحتاجه هي معدات الحماية، وأجهزة التنفس، والتدريب، نحن نبحث عن مساعدة من منظمة الصحة العالمية لتدريب الناس على التعامل مع الفيروسات التاجية والمساعدة في إيجاد أماكن للعزل”.
وقد تأثرت المساعدة الطبية للمنطقة بشدة بإغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية الحدودي من العراق في كانون الثاني/يناير الماضي.
حيث وافق مجلس الأمن الدولي على هذه الخطوة تحت ضغط من حليفة الحكومة السورية “روسيا”، التي هددت باستخدام حق النقض ضد تمديد أي مساعدات عبر الحدود.
وكان معبر تل كوجر/اليعربية المعبر الوحيد لتقديم المساعدة الإنسانية مباشرة إلى شمال وشرق سوريا.
وقال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، مارك لوكوك، إن شمال وشرق سورية يواجه “نقصاً كبيراً” في الإمدادات الطبية منذ إغلاق المعبر.
وأبلغ لوكوك مجلس الأمن في 30 مارس/آذار أن “العديد من المرافق الطبية والأفراد في شمال وشرق سوريا الذين اعتمدوا على الإمدادات الطبية عبر اليعربية لم يتلقوا هذه الإمدادات عبر قنوات بديلة”.
إضافة إلى مخاوف الإدارة، هناك مخيم الهول للاجئين المترامي الأطراف، حيث يضم أكثر من 70.000 امرأة وطفل بينهم 5000 أجنبي على الأقل، خرجوا من آخر معاقل داعش في الباغوز في آذار/مارس من العام الماضي.
ومنعت الإدارة الزائرين من المخيم المزدحم، وركّبت أجهزة مراقبة درجة حرارة الجسم عند المدخل لمنع الأشخاص الذين يعانون من عدوى فيروسات تاجية محتملة من الاتصال بالسكان.
وقد طُلب من المنظمات غير الحكومية تخفيض عدد العاملين في المخيم إلى الحد الأدنى.
وقال هفال محمود، الرئيس المشترك لهيئة الشؤون الداخلية، إنه بصدد إقامة مناطق للحجر الصحي داخل المخيم، لكنه قلق بشأن إدارة تفشي المرض دون دعم مباشر من منظمة الصحة العالمية.
وقال محمود لـ “ذا ناشيونال”: “هناك ثلاثة مستشفيات ميدانية في مخيم الهول، لكن لا يمكنهم فعل أي شيء إذا انتشر المرض بسبب قدراتهم المتواضعة، ليس لدينا حتى أجهزة تنفس في المدن الرئيسية، فكيف ستتوفر في المخيمات؟”.
المصدر: هاوار