الصلوات وحدها لن تردع كورونا سيدي الرئيس، جملة أطلقتها الأوساط الشعبية والسياسية في تركيا ، بعد الخطاب الذي خرج به أردوغان بمناسبة ليلة النصف من شعبان.
ووصف النشطاء والاوساط الشعبية السياسة التي يتبعها أردوغان في خطاباته، باقتباس بعض الآيات القرأنية أو أحاديث الرسول، منذ انتشار فيروس كورونا في البلاد، بأفعال سياسية ذات قشرة دينية، ومستهزءا بالعقول التركية التي تدرك أن الصلوات لا تشكل أساس للبحث عن علاج لهذا الوباء القاتل.
شهدت تركيا انتشارا سريعا لوباء كورونا، منذ ظهوره للمرة الأولى وتسجيل أول إصابة رسمية في “11” من مارس الماضي، ليرتفع في “28” من الشهر نفسه إلى “7400” إصابة.
وتجاوز عدد الإصابات في الأول من أبريل “30” ألف، وسط تعالي الأصوات في الداخل التركي، بفرض حظر تجوال كامل في البلاد، لمواجهة هذا الوباء القاتل.
وطالبت جهات عدة، في مقدمتها الأحزاب المعارضة والنقابات الحكومية وعلى رأسها نقابة الأطباء، أردوغان باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، منعا لانتشار وباء كورونا أكثر فأكثر في البلاد، داعية إلى الالتجاء للجيش في هذا السبيل.
واجه أردوغان هذه المطالب والنداءات بالإنكار، ماضيا بسياسته التي واجهت انتقادات كثيرة، وبالرغم من إعلان وزير الدفاع بتقييد تحركات الجيش خاصة في سوريا، إلا أن المشهد يعكس غير ذلك، من حيث ارسال أرتال عسكرية ضخمة إلى الأراضي السورية.
وأكد أردوغان أكثر من مرة، على استمرار عمليات الانتاج والتبادل التجاري، لحماية اقتصاده المتهاوي، وطالب الشعب التركي بالحجر المنزلي الطوعي بدل من استصدار قرار حكومي بذلك.
كما تجاهل نداءات رئيس بلدية اسطنبول “أكرم إمام أوغلو” بإغلاق المدينة بالكامل، بعد أن تحولت عاصمة البلاد الإقتصادية إلى بؤرة لهذا الفيروس، نتيجة للسياسات الخاطئة المتبعة حتى اﻵن.
وعلى عكس البلدان التي تشهد حالات مماثلة لتركيا في تسارع معدلات الإصابة بكورونا، والتي وظفت جميع الإمكانات الإقتصادية والسياسية والصحية وحتى العسكرية، يمضي أردوغان بالاستمرار في نهجه بتوظيف الدين في السياسة، مطالبا الشعب بالإكثار من الصلوات والأدعية، لمواجهة هذا الوباء.
هذا وسجلت تركيا حتى مساء أمس الأربعاء، “34209” إصابة بكورونا، في حين ارتفع عدد الوفيات في البلاد إلى “725” حالة بحسب الصحة التركية.
– المصدر: خبر 24