هاهم يرحلون
يقبلون نتوءات الزمن الطائشة
ويغدقون على حفر الوجع
ملاءاتٍ مزركشة
ثم يدندنون أغنية البقاء….
في قلوبهم عرى صغيرة
وثقت كل اللحظات المبتلة بالدموع
و امتلأت بأزرار اللهفة…
هاهم يخيطون خيام الشتات
ويلفقون للبرد تهمة الموت
حين أطلقوا رصاصة الرحمة
على رجل الخيال
باسطاً ذراعيه
وسط المروج…
عاش وحيداً رجل الخيال
مستوحشاً
ومخيفاً بغباوة مفرطة
للعصافير الصغيرة…
قتلوه ورحلوا
وتركوا الوحش
يغازل صغار النسور
تركوا الحقول حزينةً تغني
للعصافير
وللجنادب
ولخرير الوقت العذب
تسترسل فيه حمرة الغروب
كما عزف نايات لراعٍ حزين…
لقد رحلوا
وقد ابتلت أيديهم
بطمي الوجع الأكبر
وجع الولادة
وجع الموت
وجع الوجود…
وجع أنهم
محض إنسان…