الحدث – القاهرة – وليد الرمالي
(12 يناير 2021)
اختتمت الثلاثاء، الموافق الثاني عشر من يناير، جلسات الاستماع التي عقدتها الأمانة الفنية للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان مع ممثلي منظمات المجتمع المدني، في إطار الإعداد لإطلاق أول استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان.
عُقدت جلسات الاستماع التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، بصورة افتراضية، التزامًا بالتدابير الوقائية المتخذة في مواجهة “فيروس كورونا”، تحت رئاسة السفير د. أحمد إيهاب جمال الدين الأمين العام للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية الدولية.
شارك في الجلسات ممثلون عن منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك النقابات المهنية والعمالية والجمعيات والمنظمات الحقوقية والتنموية والمتخصصة ومراكز البحوث والاتحاد العام للجمعيات الأهلية والاتحادات الاقليمية والنوعية، بمختلف المحافظات، بما عكس حرص اللجنة العليا الدائمةلحقوق الإنسان على الاستماع إلى مقترحات مختلف تلك الجهات في إطار تشاوري موسع.
أشاد الأمين العام للجنة بمخرجات جلسات الاستماع، موضحًا أنها أتاحت التعرف على تطلعات ممثلي المجتمع المدني بشأن سبل دعم وتعزيز حقوق الإنسان في مصر، بجانب الإحاطة بعدد من الملاحظات والمقترحات التي سيتم اخذها بعين الاعتبار قبل الاعتماد النهائي للاستراتيجية الوطنية.
أشار السفير جمال الدين إلى أن المشاركة الواسعة من جانب ممثلي المجتمع المدني في جلسات الاستماع تؤكد تقدير الدولة للمجتمع المدني كشريك رئيس في مسيرة التنمية الوطنية، وتشجيعها لجميع الأطراف على أداء دورهمالوطني في إطار من الشفافية واحترام سيادة القانون.مؤكدا في ذات السياق، أن الدولة المصرية حريصة على الانفتاح على المجتمع المدني، بمختلف مكوناته، انطلاقًا من وعيها الراسخ بدوره كشريك لا غنى عنه للحكومة في خدمة المجتمع وتحقيق ما يصبو اليه من تطوير وتقدم.
بدأت جلسات الاستماع، باستعراض الأمين العام للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان لقرار إنشاء اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان برئاسة السيد وزير الخارجية وعضوية عدد من الوزرات والجهات الوطنية المختصة، وابراز اختصاصاتها وما قامت به من مهام وجهود خلال عامها الاول. وعرض السفير جمال الدين رؤية الاستراتيجية ومرتكزاتها الرئيسية، ومختلف مراحل إعدادها وأليةتنفيذها، بالاضافة الى المحاور التى تعالجها الاستراتيجية، والأهداف التي تتوخاها وفي مقدمتها تعزيز حقوق المواطن المصري وارساء مبدأ المساواة، من خلال تأطير الجهود الوطنية بين مختلف الوزارات والجهات، فضلا عن التعاون المستدام بين جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع المدني.
وشدد الأمين العام للجنة العليا الدائمة على أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تنطلق من رؤية وطنية وقناعة ذاتية للنهوض بحقوق الإنسان من خلال تعزيز واحترام وحماية كافة الحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الواردة بالدستور وبالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التى شاركت مصر في صياغتها.
وأكد على أن الاستراتيجية تشكل خريطة طريق وطنية وأداة للتطوير الذاتي، منوها بأهمية حقوق الانسان كجزء هام في مسيرة التنمية الشاملة التي تستهدف بناء الانسانالمصري، مؤكدًا أنها تهدف للعمل على تحقيق انجازاتملموسة على مختلف الأصعدة، وفق خطوات مدروسة وخطط عمل متكاملة وقابلة للتنفيذ.
وأبرز جمال الدين ان مصر تشارك دول العالم اهتمامهابتعزيز حقوق الانسان، وان الدولة المصرية مهتمة بتعزيز كافة حقوق الانسان باعتبارها مترابطة وتعزز بعضها الاخر، معتبرا ان مصر كغيرها من الدول تسعى للبناء على ما لديها من ايجابيات والتصدي لأية نواقص او تحديات،لافتا إلى أن تطوير حقوق الانسان عملية تراكمية ومتواصلة. وفي هذا الصدد، أشار أمين عام اللجنة العليا الدائمة الى أن مصر لا تبدأ من فراغ وانما تبنى على ما لديها من إرث دستورى وقانونى وتشريعى كبير وعلى ما لديها من مؤسسات وطنية راسخة لها تاريخ طويل فى تعزيز الحقوق والحريات.
وتناول السفير جمال الدين خطوات إعداد وصياغةالاستراتيجية، وخطة التشاور الموسعة الجارية بشأنها والتيشملت لقاء مع المجلس القومي لحقوق الإنسان واجتماعًا مع الهيئة الاستشارية التي شكلتها اللجنة العليا وتضم 25 منالشخصيات العامة والخبراء المصريين في مجالات القانونوالسياسة والاقتصاد للإسهام في عملية اعدادالاستراتيجية، موضحًا أنه تم حصر ودراسة الاستراتيجياتالوطنية وخطط العمل والبرامج والأنشطة المستقبلية منمختلف الوزارات والهيئات ذات الصلة بحقوق الإنسان،وكذلك دراسة خطط العمل والاستراتيجيات الوطنية المعتمدةبالفعل ذات الصلة بحقوق الإنسان.
وطرح الأمين العام للجنة العليا أهم ملامح ومحاورالاستراتيجية وأولويات مصر في مجال حقوق الانسان،مؤكدًا ان هذه الاستراتيجية من شأنها تحقيق دفعة إيجابيةسيتم البناء عليها مستقبلا من خلال خطط متتالية.
من جانبهم، أشاد ممثلو المجتمع المدني بمبادرة الدولةبإعداد أول استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، بما يعكسحرصها على وضع إطار للتخطيط الاستراتيجي في مجالحقوق الإنسان. وتوقعوا أن يؤدى إطلاق هذه الاستراتيجيةإلى قوة دفع تبنى على الجهود التي تبذلها الدولة على كافة المستويات، كما تقدموا بمقترحات محددة تتعلق بكيفية تعزيز الشراكة بين الدولة والمجتمع المدنى فى سياق متابعة مراحل تنفيذ الاستراتيجية، مؤكدين على اهمية وجود مؤشرات للقياس وجدول زمنى .
وطالب المشاركون بالمزيد من التطوير لانشطة التدريب على حقوق الانسان للعاملين فى الحكومة، بما فى ذلك على مستوى المحافظات، وكذا بتطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، بجانب المزيد من التفعيل للنصوص الدستورية والتشريعية ذات الصلة بالحقوق المدنية والسياسية وتعزيز المشاركة في الشأن العام من خلال إصدر قانون المجالس المحلية وإجراء الانتخابات الخاصة بها، وضمانات وتكريس الحريات الشخصية، ومراجعة تدابير الحبس الاحتياطي، وتحديث قوانين الإجراءات الجنائية والعقوبات، وتعزيز حقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوى الاعاقة وكبار السن، وتسهيل حصولهم على ما يحتاجونه من خدمات.
وطالب ممثلو المجتمع المدنى بسرعة نشر اللائحة التنفيذية لقانون العمل الأهلي حتى ينتظم عمل المؤسسات الأهلية فى اطار منضبط وبسهولة ويسر، وتعزيز مشاركة منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية مع الدولة. واكدالمشاركون على أهمية التثقيف وبناء القدرات، مقدمين اقتراحهم باطلاق حملات توعية على حقوق الانسان فى المراحل التعليمية المختلفة وبأسلوب مبسط ، بشقي الحقوق والواجبات باعتبارهما وجهان لعملة واحدة ، لا يجب النظر لأحدهما دون الاخر.
يذكر أن إعداد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان يأتي في صدارة المهام الموكلة إلى اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، المنشئة بموجب قرار من السيد رئيس مجلسالوزراء ويترأسها السيد وزير الخارجية وتضم في عضويتها١٢ وزارة وجهة وطنية.