وفق آخر استبيان للرأي أجرته شركة ” أوراسيا للأبحاث والاستطلاعات” حول الأوضاع الراهنة في تركيا أن أردوغان لن يكون قادراً على الفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2023.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري ( CHP)، كمال كلجدار أوغلو ” حكومة أردوغان متجهة نحو السقوط، وأردوغان سيرحل عن السلطة دون أدنى شك، لأنه من الواضح أنه فقد شعبيته وبات عبئاً على تركيا.”
واتهم كلجدار أوغلو، السلطة الحاكمة في تركيا بالتقصير والتسبب في زيادة الأزمة الاقتصادية والصحية في البلاد، وذلك إثر تفشي فيروس كورونا، كما أشار إلى أن المجتمع التركي بات يرى حقيقة السلطة الحاكمة جيداً، ويشعر بالفقر والبطالة والمرض.
وأكد كلجدار أوغلو أنه لا يمكن ن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها، قائلاً ” أزمة فيروس كورونا، هي نقطة فرقة في التوازنات السياسية والاقتصادية في البلاد، حيث تلاشت مفهوم الدولة الاجتماعية، وتركيا الآن بحاجة إلى التكاتف الشعبي والإصغاء إلى آلام وأوجاع الجماهير.”
وأضاف ” نظام أردوغان سلطوي لا يصغي لأحد، وهو رئيس الجمهورية يعمل لصالح حزبه فقط، ومن غير القبول التضحية بكل تركيا من أجل حزب واحد.”
نظام أردوغان ألحق أضراراً اقتصادية كبيرة بتركيا
حَمّل كلجدار أوغلو وزير الخزانة والمالية براءت آلبيراك، صهر أردوغان، المسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد منذ توليه منصبه وعدم قدرته على تنفيذ أي خطط لإنعاش الاقتصاد، مطالباً باستقالته، لافتاً إلى أن “الدولة التركية باتت كشركة عائلية؛ الرئيس يحكم وصهره يحكم قبضته على الخزائن.”
وتابع حديثه بالقول ” تعرضت تركيا لأزمة اقتصادية خانقة في ظل نظام أردوغان، وألحق هذا النظام أضراراً اقتصادية كبيرة خلال ثمانية عشر سنة من حكمه، فقد زادت معدلات البطالة وأعداد الفقراء والمشردين.”
وطالب أيضاً بإحداث تغييرات دستورية بنيوية، تضمن إزالة جميع العقبات التي تعترض حرية الفكر والمعتقدات والإعلام وحرية تكوين النقابات ومبدأ الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء، التي تعد من أهم ركائز سيادة القانون، ووضع نظام انتخابي جديد يضمن تمثيل الإرادة الوطنية على أوسع نطاق ممكن في البرلمان التركي.
العودة إلى النظام البرلماني
وطالبت رئيسة حزب الخير، ميرال آكشينار خلال لقاء تلفزيوني، بضرورة إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى نظام برلماني قوي، وقالت ” أن أسوأ يوم عاشته تركيا هو يوم السادس عشر من نيسان 2017، ذلك اليوم الذي تم فيه الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي مهدت لتطبيق النظام الرئاسي في البلاد بدلاً عن النظام البرلماني.”
وأردفت آكشينار ” كل ما نريده هو العودة إلى نظام برلماني قوي، فنظام الرجل الواحد له أضرار حتى على أردوغان نفسه. فهذا الاستبداد ضار للجميع”.
وذكرت آكشينار أسباب ابتعادها عن نظام أردوغان، قائلة “الظلم هو سبب تغيير موقفي من أردوغان، نعم دعمت أردوغان حينما اعتقل بسبب قراءته أبياتاً للشعر، عندما كان رئيساً لبلدية أسطنبول، ووقفت إلى جانب عائلته عندما سجن ظلماً.”
وانتقدت آكشينار الحملات التي يشنها حزب أردوغان على الصحفيين ووسائل الإعلام المعارضة له ونعتتها بالهجوم القبيح.
شعبية اردوغان في تراجع مستمر
وأظهرت نتائج الاستطلاع، التي أعلنت أمس، أن أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم هبطت إلى نحو 34% المائة للمرة الأولى منذ اعتلائه السلطة، بينما ارتفعت أصوات حزب الشعب الجمهوري (CHP) إلى 28% وحزب الخير إلى 11% وتراجع حزب الحركة القومية (MHP) الحليف لنظام أردوغان إلى 8,9%، بينما حصل حزب الديمقراطية والتقدم الذي أسسه نائب رئيس الوزراء الأسبق علي بابا جان في آذار الماضي على 2,7%، وحزب المستقبل الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو على 2,4%.
كما أظهر الاستبيان عن أنه في حال توجهت البلاد إلى انتخابات الآن سيحصل أردوغان على 38,9% من أصوات الناخبين في حين أنه كان قد حصل على 52 % في آخر انتخابات في حزيران 2018.
ويرى أكثر من 52,2% من المشاركين في الاستبيان أن أردوغان ونظامه قد فشلا في قيادة تركيا.