الجمعة 22 نوفمبر 2024
القاهرة °C

كيفَ هي عفرينُ يا أبتي

زكريا شيخ أحمد
أسألُ أبي
كيفَ هي عفرينُ يا أبتي .
أدرِ الكاميرا أدرْها أرجوكَ ؛
أريدُ أنْ أرى القمرَ هناك .
 
ترتجفُ شفتاهُ و لا يديرُ الكاميرا .
يبكي أبي يبكي و لا يديرُ الكاميرا .
 
يقولُ لي لا وجودَ لشيءٍ
يستحقُ النظرَ يا بني ؛
القمرُ محروقٌ
و العصافيرُ لمْ تعدْ لها ألوانٌ .
الأزهارُ ذابلةٌ
و الفراشاتُ ما عادَتْ موجودةً .
مقبرةٌ باتَتْ عفرينُ يا بني ؛
ما منْ شيءٍ ينمو في ترابِها سوى الرعبُ .
مخنوقةٌ عفرينُ يا بني
ما منْ شيءٍ يمدُها بالحياةِ سوى سلكٌ شائكٌ ملتفّ حولَ عنقِها .
حزينةٌ عفرينُ يا بني
الموتُ يحاصرُها منْ جميعِ الجهاتِ .
متكورةٌ بلا يدينِ و بلا قدمينِ
تقاومُ عدواً يحملُ السيوفَ و البنادقَ و المعاولَ .
متكورةٌ عفرينُ يا بني
و في حضنِها شمسُها التي لنْ تغيبَ .
 
يبكي أبي يبكي و لا يديرُ الكاميرا .
to top