الحدث – وكالات
وُصِفَتْ مقاومة كوباني “مدينة الشهداء” بحصار ستالينغراد؛ انتصر المقاومون الكرد في صد الهجمات الوحشية في 26 كانون الثاني 2015 بعد مقاومة بطولية دامت 134 يوماً وحققوا نصراً عظيماً اصبح بداية لهزيمة تنظيم داعش الارهابي.
بعد سقوط مدينة الموصل العراقية بيد تنظيم داعش الارهابي دون مقاومة شعبها، اعلن هذا التنظيم الوحشي خلافته فيها وفرض حكمه الرجعي بعد ارتكابه جرائم وحشية تتجاوز جميع القيم الانسانية.
كان هذا التنظيم يرتكب مجازر في كل منطقة يرفع أعلامه السوداء فيها، حيث قتل الآلاف بطرق وحشية، اعتقل النساء والأطفال وجعل منهم عبيد وسبايا.
وكان يحول القرى، البلدات، المدن، الاماكن التاريخية، دور العبادة وجميع الاماكن التي يمر بها الى سواد حالك او الى مستنقع من الدم، حيث كانت تتلون المياه باللون الاحمر جراء المجازر التي يرتكبها هذا التنظيم الوحشي.
لم تتمكن دول المنطقة والقوات التي تتسلح بجيش قوي منذ عشرات السنين التصدي لهذا التنظيم الرجعي ولاذت بالفرار، وسقوط مدينة الموصل خير مثال على ذلك.
وبعد أشهر من احتلال عصابات تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل، أصبحت تشكل تهديداً على الاراضي السورية، حيث اتخذ هذا التنظيم من مدينة الرقة عاصمة له بعد سقوطها، وانحرفت الحرب الاهلية السورية الى مجرى اخر.
وبعد المجازر الجماعية التي ارتكبت بحق الايزيديين في شنكال في 3 آب 2014، أصبح الكرد، الذين أرادت دولة الاحتلال التركي إبادتهم، هدفاً لتنظيم داعش الارهابي.
كانت القوى الكردية تحارب الجماعات الارهابية من جبهة النصرة وغيرها التي تدعمها دولة الاحتلال التركي، قبل شن تنظيم داعش الإرهابي هجماته ضد مدينة كوباني. حيث اعترف بعض العناصر التابعة للجماعات الارهابية التي تم اسرهم بأن هذه الهجمات كانت تنفذ بدعم من الدولة التركية.
وفي 15 أيلول 2014 هاجمت عصابات داعش الارهابية كوباني بعشرات من الدبابات والأسلحة الثقيلة، وبدعم من دولة الاحتلال التركي.
لقد تحولت مدينة كوباني والقرى المحيطة بها الى ساحة للحرب، حيث لم تسمح الدولة التركية للأهالي بالعودة الى مدينتهم للدفاع عنها ضد العصابات الارهابية.
كان لداعش جيش كبير يمتلك الأسلحة الثقيلة والمدرعات، أما المقاتلين الذين دافعوا عن كوباني لم يكن بأيديهم سوى اسلحة خفيفة. هذا التنظيم الارهابي لم يتصرف وفق أي قواعد بشرية، حيث كان قد أعد نفسه للوحشية والإبادة.
قاوم المقاتلون الكرد بأسلحتهم الخفيفة لمدة 21 يوما، وبعد شهر أي في كانون الأول من عام 2014 سقطت قرابة الـ 300 قرية وبعض الاحياء من المدينة، واضطر 300 ألف شخص من النزوح عن ديارهم.
وفي الخامس من كانون الاول نفذت المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) آرين ميركان عملية فدائية فوق تلة مشتنور، حيث فجرت نفسها بين مجموعة من عناصر تنظيم داعش الارهابي. هذه العملية الفدائية أخذت صداها في جميع أنحاء العالم.
أصبحت كوباني مصدر الهام للعالم كله. الجميع كان قلق والبعض كان يراهن عليها وينتظر سقوطها، ونظام اردوغان الذي كان يشن هجمات عدائية ضد مناطق روج افا من بينهم. ففي 7 تشرين الأول قال أردوغان في تصريح له بأن مدينة كوباني “على وشك السقوط”، حيث أحدثت هذه الكلمات شرارة كبيرة بين الشعب الكردي.
قدمت دولة الاحتلال التركي الدعم لعصابات تنظيم داعش الإرهابي واعاقت جميع المساعي لمساعد كوباني، حيث كان الجيش التركي المتمركز في المناطق الحدودية يقف متفرجاً على الوحشية التي كان يمارسها التنظيم.
انتفض الشعب الكردي ضد ذلك التصريح المستفز الذي أدلى به أردوغان المعادي للشعب الكردي، وفي غضون ثلاثة أيام، اندلعت انتفاضات ضخمة في عشرات المدن، كما تم الاستيلاء على مخافر الشرطة.
مدينة كوباني التي راهن عليها اردوغان بأنه على وشك الانهيار، وقفت صامدة واعادت الحياة للشعب الكردي، كما حركت المقاومة التي ابداها شعب كوباني القوى الدولية، فالشعب الكردي قد اقسم بأنه سيدافع عن مدينته رغم كل الظروف.
حلقت طائرات التحالف الدولي فوق سماء كوباني وقصفت العصابات الارهابية في تنظيم داعش الارهابي، كما تم إرسال الأسلحة إلى المقاتلين الكرد عبر الطائرات.
واشتدت المقاومة بعد المعارك في الحيين الأخيرين، حيث تم إعلان 1 تشرين الثاني اليوم العالمي لمقاومة كوباني وفي ذلك اليوم يخرج الجميع الى الساحات احتفالا بالنصر الكبير.
اتصفت مقاومة كوباني الذي تعد “مدينة الشهداء” بمقاومة ستالينغراد، حيث حرر المقاتلين الكرد هذه المدينة الصامدة في 26 كانون الثاني 2015 بعد مقاومة بطولية دامت 134 يوماً وأعلنوا النصر وأصبح هذا النصر بداية لهزيمة أكبر قوى ظلامية ورجعية وهو تنظيم داعش الارهابي.