بقلم وليد الرمالي
شغلت اخبار فيروس كورونا العالم كله شرقًا وغربا كاشفا
عن مفاجآت لم تكن في الحسبان فرأينا بأعيننا كيف انهارت الأنظمة الصحية الغربية في أوروبا وأمريكا ولم تستطع العناية بالمصابينوتحول الفيروس الي جائحة عالمية وقف أمامها العالم كله عاجزا حيث لم يكتشف لها علاجًا ناجحًا حتي الان .
ومصر في قلب العالم تعاني ولكن برعاية الله وحفظه صنفت منظمة الصحة العالمية مصر ضمن الدول منخفضة الإصابة ولعل من أسبابذلك ان اغلب المصريين قد تلقوا تطعيما ضد السل والملاريا وهي ذاتها التطعيمات التي يحاول اغلب العلماء في العالم ايجاد علاج كورونامستخدمينها .
ورغما عن ذلك لم تقصر مصر ولم تتهاون وفرضت حزمة من الإجراءات الاحترازية لمحاصرة الوباء والحد من انتشاره بدأت باغلاق المدارسوالجامعات ثم فرض حظر تجول جزئي ورغم تاثيرات كورونا علي الاقتصاد العالمي ومصر بالطبع الا ان قرارات الحكومة المصرية بمنحالعمالة الموسمية ( وهم غالبية في مصر ) منحة شهرية ، كانت من القرارات الأكثر إنسانية من وجهة نظري .
واعتقد ان ازمةً كورونا اعادت الثقة بين المواطن المصري وحكومته التي لم تقصر او تتوان عن البحث عن صالح المواطن المصري بدءًا منوزارة الصحة والأطباء الذين اطلق عليهم المواطن جيش مصر الأبيض ووزارة الاوقاف التي اغلقت المساجد كلها في قرار شجاع لحين انتهاءتبعات كورونا ووزارةً الهجرةً التي تولي اهتماما واضحا لملف المصريين العالقين في الخارج بهدف عودتهم لمصر ، وختامًا بأعلى رآس فيالدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتابع مستجدات الفيروس يوما بيوم ولعلنا جميعًا راينا الفيديو الشهير للرئيس وهو يوجه العمالبنفسه في احد المشروعات القومية بارتداء الكمامات ويشدد علي ذلك ، كما راينا الرئيس مجتمعا بكبار رجال الدولة والجيش مرتدين تلكالكمامات التي يرتديها عامة الشعب .
ولكن علي الجانب الآخر نجد فيروسا اخطر من كورونا الا وهو فيروس الشائعات والذي تموله قنوات إعلامية معادية لمصر تحاول دومًا بثروح الفتنة والفرقة بين المواطن المصري وحكومته والهدف واضح طبعًا وهو استغلال تبعات فيروس كورونا لاثارة المواطنين المصريين البسطاءوهو مايجب ان نقف له بالمرصاد مستخدمين في هذا سلاح الوعي حيث هو فعلا معركتنا الحالية بل والقادمة كإعلاميين حيث يجب ان نقفصفًا واحدًا لتوعية المواطنين البسطاء حول خطورة فيروس كورونا دون تهوين اوتهويل .
فالأمر جد خطير حيث تقول البيانات إننا استغرقنا ٥١ يوما من أول انتشار الفيروس حتى وصلنا إلى الألف إصابة الأولى يوم ٤ إبريلالماضى، ثم استغرقنا ٨ أيام فقط حتى وصلنا إلى الرقم ألفين فى ١٢ إبريل، وستة أيام للوصول إلى ثلاثة آلاف يوم ١٨ إبريل الماضى، وستةأيام للوصول إلى ٤ آلاف يوم ٢٤ إبريل، وأربعة أيام للوصول إلى خمسة آلاف إصابة يوم ٢٨ إبريل، ومثلها أيضا للوصول إلى ستة آلافإصابة يوم ٢ مايو الجارى، وثلاثة أيام فقط للوصول إلى سبعة آلاف إصابة، يوم ٥ مايو أيضا وثلاثة أيام لنصل الي قرابة ٨٥٠٠ اصابة يوم٨ مايو الجاري ، وتصاعد الأرقام بهذا الشكل يدفعنا للانتباه والحذر وضرورة تطبيق اعلي درجات الحيطة خوفا من انتشار الفيروس بشكلقد لانستطيع السيطرة عليه لا قدر الله .
ورغما عن كل ذلك اعتقد ان محنةً فيروس كورونا قد نخرج منها بمنحة علي المستوي الشخصي والوطني فقد راينا بأعيننا كيف ان كثيرا منابعد إغلاق المقاهي وفرض الحظر ارتبط اكثر بأسرته وراينا انه بعد إغلاق المدارس والجامعات وسناتر الدروس الخصوصية كيف اننا بدانانطبق نظام التعلم عن بعد بل والامتحان عن بعد وغير ذلك من الأمور التي تغيرت في حياتنا بسبب فيروس كورونا وهو مايؤكد اننا بعد كوروناستتغير حياتنا تماما فعالم مابعد كورونا بعيد كل البعد عما قبله .
حفظ الله مصر والمصريين
wlydalrmaly@gmail.com
المقال منشور بالتزامن مع صحيفة الجمهورية المصرية
أسبوعين مضت
4 أسابيع مضت