الإثنين 25 نوفمبر 2024
القاهرة °C

البلطجة العثمانية

البلطجة العثمانية

 

شكري شيخاني

عمدت إدارة أردوغان وكل اركان الإدارة بدون استثناء مدنيين وعسكريين إلى تفعيل أدوات الشر والمخططات العدوانية والخبيثة، وهم يقصدون من وراءها هدم مجتمعات آمنت بالسلام والمحبة وتطلب الأمان لشعوبها. وهذه المخططات ليست ببعيدة عن الحلم العثماني والذي انتهى في العام ١٩٢٣. حيث تم تحجيم دور الإمبراطورية العثمانية ذاك الحلم القديم والذي انكسر وذاب بفعل تحرك الشعوب في هذه المنطقة، والتي ارسلت رسالة واضحة لأصحاب الحلم العثماني بأن الظروف في هذا الزمان والمكان قد اختلفت كثيراً وأن سنوات الجهل والتخلف والافقار المعتمد للشعوب والتي امتدت إلى أكثر من ٤٠٠ سنة هي سنوات ظلامية قاحلة بالفكر والثقافة وعصر الاضطهاد بالاقليات داخل وخارج الدولة العثمانية. عبر تجنيد شباب الدول التي كانت تحت السيطرة العثمانية وارسالهم إلى الحروب. خاصة بمصالح الإمبراطورية العثمانية.. إضافة إلى سرقة معلمي المهن اليدوية وارسالهم إلى المدن العثمانية وبالتالي افقار المدن والدول  وتحويلها إلى مزارع خاصة يتحكم برقاب عبادها الولاة العثمانيون الذين اهلكوا سكان حلب  والقاهرة ودمشق وبيروت والاسكندرية، إلى أن وصلت الحالة من الافقار والتجويع إلى حالة سميت وقتها السفربرلك. وقتها بلغ الحال بالسكان إلى أن يفتشوا عن حبيبات الشعير ضمن روث الدواب. أما عن المذابح والمجازر فالحديث يطول واقرب مثال الابادة المروعة بحق الشعب الارمني والتي تجاوزت المليون ونصف مليون ارمنية وارمني بأبشع أنواع التعذيب  الجسدي والنفسي وخاصة الجرائم التي نفذت بحق النساء الحوامل اللواتي تم بقر بطونهن على مرأى من عيون أزواجهم واولادهم. والمجازر التي لم تنتهِ بحق الكرد وهم يشكلون  ٤٠ بالمئة من عدد السكان على الاراضي التركية.

التاريخ والمؤرخين يؤكدون ان العهد العثماني البغيض هو السبب المباشر لحالة التخلف والتراجع عن مواكبة الحضارة، ومع هذا نجد أردوغان سليل عصابة أرطغرل وسليمان الأول لا زال تراوده احلام العودة إلى ما كانت عليه والتمدد الأخطبوطي عبر البحار شمالا وجنوبا. وفي حساب الجغرافيا والمسافات نجد ان تركيا بعيدة عن السواحل الليبية ٢٢٠٠ كم بينما المسافة بين اليونان وليبيا ١١٠٠ كم، اي انه لا يجمع بين تركيا وليبيا أي حدود أو مياه اقليمية مشتركة، ومع هذا نجد الانف العثماني الطويل يتم حشره بالشؤون الداخلية لكثير من الدول.. بفضل السياسة الاردوغانية البلطجية في اليمن وسوريا والسودان والتدخل التركي بالشؤون الليبية ذو مصلحة نفطية مادية بحتة إضافة إلى أنه تحرش واضح وفاضح بالحدود المصرية الغربية وإثارة المتاعب لمصر الشقيقة، وذلك بتنشيط خلايا الإرهاب على الحدود الغربية لمصر وكان لها سابقة أيضا عندما استأجرت ميناء بورتسودان السوداني والكل يعرف ان خلايا الإرهاب التي كانت تقتل البشر وتهدم الحجر في سيناء وعبر أنفاق غزة وهي بتمويل قطري وتخطيط تركي وتنفيذ حمساوي بحق البلد الذي قدم الغالي والنفيس للقضية الفلسطينية. ومع هذا كانت أنفاق حماس بؤرة ارهاب حقيقية تريد الشر والاذية للدولة المصرية أرضا وشعبا وجيشا..

من هنا كان لابد من التأكيد بأن اتفاق أردوغان  والسراج ما هو إلا مثار فتنة وأداة شر لليونان  وقبرص ومصر.. وهذه هي الإدارة العثمانية وهذا هو أردوغان بلطجة لا تنتهي…

to top