فى ذكري المؤامرة الدولية .. أوجلان وجدلية المشكلة والحل بالشرق الأوسط
الحدث – القاهرة – بقلم محمد أرسلان
عقد من الزمن مرّ وما زالت الفوضى تضرب بكل قوتها في المنطقة مخلفةً دماراً هائلاً في الانسان والمجتمع
من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية والأكثر في مسألة الولاء والانتماء. حتى الان صدرت الكثير من الكتابات والمقالات والدراسات حول نظرية الفوضى التي نعيشها مقرنة إياها بالتدخلات الدولية والإقليمية في المنطقة وذلك لتقسيمها وتشتيتها وفق مشروع أو مشاريع غربية تسعى للنيل من شعوب المنطقة وبلدانها. هذه المقاربات من الفوضى جعلت ممن يدعون الثقافة او النخبة المثقفة عندنا ترى أن الخطر المحدق بالمنطقة يأتي من الخارج الغربي والذي ينبغي أن نعترضه ونعارضه مهما كلف ذلك من ثمن. ونفس الوقت يتم تأجيل كافة القضايا والمشاكل حتى إشعاراً آخر ريثما يتم الانتهاء من صدّ هذه التدخلات والانتهاء منها. ربما فقط يمكننا وبعد استراحة محارب أن نهتم للمعضلات الداخلية التي نعاني منها وذلك إن وجدت طبعاً.
وعدم تحصين الداخل من كافة النواحي والاهتمام فقط للتصدي لأي مؤامرة أو تدخلات خارجية، بكل تأكيد لن تجلب معها الحلول النهائية لأي معضلة نعاني منها. حيث أن القوة الداخلية لأي جسد هو الحصن المنيع وخندق الدفاع الأول لأي هجمات خارجية تتم على أي كائن كان، إن كان انسان أو دولة أو مجتمع أو مؤسسة. لكن إيلاء الاهتمام فقط بالهجمات الخارجية ربما تجعل الانسان يستنزف كل ما لديه موهماً نفسه بالممانعة والتصدي والجهوزية لأي طارئ كان، لكن على أرض الواقع نرى ما يحدث ونعيشه هو العكس وهي أننا نحلم بأن تطأ أقدامنا أرض من يدبّر لنا المؤامرة، وذلك وفق الدلالات التالية:
1 – منذ قرن من الزمن تقريبا ونحن نلعن من قسم المنطقة من الاستعمار الإنكليزي والفرنسي والامريكي والإيطالي وغيرهم من المستعمرين، لكننا في نفس الوقت نعمل كل ما في وسعنا للوصول لدول الاستعمار تلك إما للدراسة أو نيل شهادة أو حتى الإقامة وأخذ الجنسية منها.
2 – نلعن الغرب الذي رسم حدود وخطوط دولنا السياسية وصدرها لنا على أنها الفردوس التي لا غنى عنها والدواء لكل متعطش للحرية والكرامة والسيادة الوطنية، لكننا في نفس الوقت نسعى بكل ما لدينا للهروب من هذا الوطن والفردوس لدول الاستعمار الذي قسم منطقتنا إلى مزارع وحدائق خلفية لمصالحهم.
3 – نلعن الغرب الذي شكل جماعة الاخوان المسلمين في عشرينيات القرن الماضي لزرع الفتنة بين شعوب المنطقة وتأليبها على بعضها البعض، لكننا من أكثر المدافعين عنها والمنضمين لها بأي اسم كان ونحمل السلاح لهدم الدولة والوطن المقدس من أجل الاستحواذ على السلطة.
4 – نلعن الغرب الذي يصدر لنا مؤامرة تقسيم المنطقة في راهننا وأنه سبب الشقاء والحرمان والفقر والاقتتال فيما بيننا، لكننا بنفس الوقت نهرع لعنده متوسلين كي يجد لنا حلاً للمعضلات والمشاكل التي نعيشها. وهذا ما يحدث من خلال المبعوثين الامميين إن كان في سوريا أو اليمن أو ليبيا أو لبنان وغيرهم من الدول.