الحدث – وكالات
صدر مركز الدفاع الشعبي (NPG) بياناً حول هجمات الاحتلال التركي على كاري، جاء فيه:” مثلما كانت هزيمة شباط 2008 في زاب إيذانا ببداية نهاية وصاية الجيش، فإن هزيمة شباط 2021 في كاري ستكون بداية نهاية النظام الفاشي”.
صدرت القيادة المركزية في مركز الدفاع الشعبي (NPG) بياناً موسعاً حول هجمات الاحتلال التركي على كاري ومقاومة قوات الكريلا.
وجاء في بيان مركز الدفاع الشعبي (NPG) حول هجمات الاحتلال التركي على كاري:” مثلما كانت هزيمة شباط 2008 في زاب إيذانا ببداية نهاية وصاية الجيش، فإن هزيمة شباط 2021 في كاري ستكون بداية نهاية النظام الفاشي”.
وجاء في نص البيان:
بدأ العدوان التركي على منطقة كاري في العاشر من شباط الجاري واستمر لمدة أربعة أيام متتالية وانتهى مساء الثالث عشر من شباط. وكان من الواضح جداً بأن الهجوم الذي شنته حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية جاء برعاية من منظمة الأركجنكون التركية الفاشية لتحقيق مجموعة من الأهداف السياسية والعسكرية الكبيرة. لا نجد حاجة الآن للتطرق للأهداف السياسية التي كانت مرجوة من العملية وتقييمها ولكن العملية العسكرية بحجمها الكبير أشارت إلى وجود أهداف عسكرية جديدة وكبيرة جداً.
هجوم الاحتلال كان يهدف إلى الإبادة
أراد النظام الفاشي التركي الذي كان في حالة اضطراب أن يحقق نتائج سياسية من خلال هذه العملية لذلك قام بشن الهجوم مستخدماً أحدث التقنيات العسكرية واضعاً نُصب عينيه جميع المخاطر المحتملة من شن هكذا هجوم. وتعرضت منطقة كاري خلال الهجوم لمدة أربعة أيام متتالية، لقصف جوي ومدفعي عنيف. وأراد الجيش التركي من خلال نشره للقوات البرية في المنطقة السيطرة على المنطقة تحضيراً لوجود عسكري طويل الأمد إضافة إلى رغبته الجامحة في تخليص جنوده وضباط الاستخبارات الأسرى. على رغم من أنه كان واضحاً بالنسبة للجيش التركي بأن تخليص الجنود والضباط الأسرى أحياءً من المنطقة أمر غير قابل للتطبيق عملياً إلا أنهم مضوا قدماً في الحملة العسكرية. وهو ما يثبت بأن هذه العملية العسكرية الضخمة لم تكن لتحرير الأسرى بل كانت لقتلهم وبالتالي التخلص منهم بشكل نهائي. ولم يكن الاحتلال التركي قادراً منذ البداية على الاستقرار في المنطقة العسكرية التي كانوا يرغبون في التواجد فيها ولو كانوا قادرين لفعلوا ذلك.
رجب طيب أردوغان ودولت بهجلي يريدان إطالة عمر نظامهما ولتحقيق ذلك يودان الظهور بمظهر المنتصر لكي يقوما بسرد قصصهم وبيعها للمجتمع كحقائق والعملية العسكرية الأخيرة أيضاً جاءت في هذا الإطار وهي كانت عملية إستراتيجية بالنسبة لهما وتم التخطيط لها على أعلى المستويات لتحقيق النتائج المرجوة.
قوات الكريلا وجهت ضربات موجعة لقوات الاحتلال التركي في كاري
تصدت قوات الكريلا لهذا المخطط الشنيع للعدو التركي والذي جرى التحضير له منذ أشهر عدة، بروح فدائية منقطة النظير تحت قيادة القائد البطل شورش بايتوشباب. ومنذ بداية الحملة التركية، تعرض الجنود الأتراك لانكسارات وهزائم وتكبدوا خسائر فادحة في العتاد والأرواح رغم أن دولة الاحتلال أرسلت أعداد هائلة من القوات مدعومة بوحدات من القوات الخاصة و 40 طائرة حربية كانت تقوم بقصف المنطقة كاملة بشكل هستيري لتحقيق الأهداف المرجوة من العملية. كل هذه الهجمات التي شنتها دولة الاحتلال التركي تم إحباطها بشكل كامل في ساحة كاري من قبل قوات الكريلا التي كانت تقاوم وتقاتل بروح الفلسفة الأوجلانية الثورية والفدائية من خلال ابتكار التكتيكات العسكرية الحديثة والتطبيق العملي الصحيح لهذه التكتيكات. وعلى هذا الأساس تلقى جنود الاحتلال التركي ضربات موجعة من قوات الكريلا في جميع المناطق التي جرت فيها مواجهة عسكرية مباشرة. وحتى في المناطق التي كانت غير ملائمة للقتال عسكريا، قامت قوات الكريلا بالاعتماد على وسائل القتال العسكرية الاحترافية للكريلا من خلال الانقسام لمجموعات صغيرة تماماً كما تم سابقاً خلال مقاومة حفتانين التاريخية ضد جيش الاحتلال. لقد أثبتت تكتيكات الكريلا نجاعتها على أرض الواقع حيث أنها أفرغت جميع هجمات العدو من محتواها رغم اعتماده على المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا الحديثة.
استشهاد ستة مقاتلين من الكريلا أثناء حمايتهم للأسرى
حشد جيش الاحتلال التركي قواته في محيط قرية سيان بمنطقة كاري حيث يتواجد المخيم الذي يحوي جنود وضباط الاحتلال التركي الأسرى لدى قوات الكريلا. تمكنت قواتنا التي كانت مخصصة لحماية الأسرى من منع الاحتلال من التقدم والانتشار في المنطقة، إلا أنهم تعرضوا للحصار من قوات العدو في نفس الوقت وبالتالي قُيدت حركتهم في تلك المنطقة. ولم يستطيع الاحتلال التركي أن يقوم بحماية جنوده في المنطقة والذين تعرضوا لضربات موجعة من قبل قواتنا إلا من خلال الضربات الجوية العنيفة التي استهدفت المنطقة. وبعد القصف العنيف الذي استهدف المخيم الذي يحوي الأسرى، حاول الاحتلال التركي دخول المخيم وهو ما أسفر عن نشوب اشتباكات عنيفة ومباشرة داخل المخيم. استمر القصف الجوي العنيف على المخيم لأيام كما أن المعارك البرية كانت مستمرة بقوة. لذلك لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه كان يمكن حماية الأسرى أو إخراجهم سالمين من المخيم في ظل هذه العمليات العسكرية والقصف التركي المتواصل. لقد ارتقى ستة مقاتلين من قوات الكريلا الذين كانوا يحمون الأسرى إلى مرتبة الشهداء خلال المعارك التي نشبت ضد جيش الاحتلال التركي. كما ومات جنود وضباط جيش الاحتلال التركي الأثني عشر الذين أسرتهم قواتنا سابقاً إضافة إلى وفاة سجين كان معتقلاً بشكل مؤقت وينحدر من جنوب كردستان.
قوات الاحتلال التركي أطلقت الرصاص على رؤوس الموتى
وخلال اليوم الرابع للهجوم على وجه الخصوص وبعد وقوع شخصين في أيدي العدو التركي، وهو الأمر الذي لم يتم معرفة كيفية حدوثه حتى الآن، كثف الاحتلال التركي من هجومه على المخيم مستخدماً الغازات الكيماوية السامة المحرمة دولياً لتحقيق نتائج حملته العسكرية وهو ما يعطي أشارات واضحة على خسة هذا العدو الذي يأبى القتال مباشرة باستخدام قواته. بعد استخدام كميات كبيرة من الغازات السامة على المخيم، قام جنود الاحتلال التركي بإطلاق الرصاص على رؤوس الأشخاص الميتين في المخيم. تكبد الاحتلال التركي خسائر فادحة ولم يستطيع دخول المخيم إلا بعد حصوله على معلومات ممن ألقي القبض عليهم وباللجوء للأساليب القذرة كاستخدام الغازات الكيماوية السامة المحرمة دولياً.
الهزيمة في كارى هي بداية النهاية
لا شك أن هذه العقلية التي لم تنل نصيبها من الانسانية ولا تتوانى عن ذبح وقتل شعبها وأفرادها، ستدفع الثمن في مواجهة التاريخ؛ ومن المؤكد أن هذه العقلية الفاشية التي تنفق أبناء الشعب بهذا الشكل كي تخفي حقيقتها وتحافظ على سلطتها، لن تتمكن من الخروج من المستنقع الذي وقعت فيه، لأن الهجمات العسكرية الوحشية التي يشنها النظام الفاشي لحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، معتمدة بالمطلق على التكنولوجيا العسكرية، وتعرضت لهزيمة فادحة في كارى؛ وهذه الهزيمة التي مني بها جيش العدو التركي في كارى، يدل على أن نهاية النظام الفاشي باتت وشيكة، كما أنه من الواضح للجميع أن النظام الفاشي لم يحقق أي من أهدافه طوال الأيام الأربعة من المعارك التي جرت، وجرت وراءها أذيال الخيبة والهزيمة على ايدي ابطال الكريلا، وكما كانت الهزيمة التي مني بها جيش الاحتلال التركي في منطقة زاب خلال شهر شباط من العام 2008 بداية نهاية وصاية الجيش، فإن هزيمتهم في كارى في شباط العام 2021 ستكون بداية نهاية النظام الفاشي.
تأكيد مقتل 37 من جنود العدو التركي
وفق الحصيلة النهائية التي أكدتها قواتنا للاشتباكات التي دارت على مدار أربعة ايام في منطقة كاري، بلغ عدد قتلى جيش العدو التركي 37 قتيلاً، كما شوهد عشرات الجرحى في صفوف قوات العدو، إلا أن هذه الحصيلة لا تمثل بالمطلق المجموع النهائي الحقيقي، بسبب استشهاد بعض فرق الكريلا قبل أن يقدموا تقريرهم عن خسائر العدو، فيما نتوقع أن تكون خسائر العدو أكبر من ذلك، نؤكد في الوقت نفسه على أن الأرقام المقدمة من قبلنا تم تأكيدها، كما أصيبت طائرة نقل جنود من نوع (سكورسكي)، مما اضطرت إلى مغادرة مكان الاشتباك.
استشهاد خمشة عشر مقاتلاً في صفوف الكريلا بعد مقاومة بطولية
بعد مقاومة بطولية دفاعاً عن المعسكر الذي كان يأوي الأسرى، التحق ستة من رفاقنا بما فيهم قائد المجموعة، الشهيد شورش بقافلة الشهداء، كما استشهد خمسة مقاتلين آخرين في أماكن متفرقة خلال الاشتباكات التي جرت طوال الأيام الأربعة، كما استشهد ثلاثة مقاتلين اثناء أدائهم مهمة موكلة إليهم بالـ “الباراموتور” لمطاردة القوات التركية، فيما كانت قوات العدو التركي تنسحب منهزمة من ساحة المعركة، والتحق رفيق آخر بقافلة الشهداء على إثر غارة جوية في مكان مختلف، وهكذا تكون الحصيلة النهائية لشهداء قوات الكريلا خلال الأيام الأربعة من الاشتباكات التي دارت في منطقة كاري، هي خمسة عشر شهيداً، كما وقع اثنان من قوات الكريلا أسرى في يد جيش الاحتلال التركي، سنشارك سجلات شهدائنا مع شعبنا والراي العام خلال الأيام القادمة.
أسماء جنود وضباط الشرطة والمخابرات الأسرى
وكان أسماء الجنود وضباط الشرطة والمخابرات الأسرى الذين فقدوا حياتهم وسط تلك الاشتباكات، هي:
نتقدم بتعازينا لعائلات جميع الأسرى المعتقلين الذين فقدوا أرواحهم في هذا الهجوم الذي شنه النظام الفاشي لحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية؛ على كل شعوب تركيا وشعبنا أن يعلموا جيداً أننا حرصنا إلى النهاية على حياة الأسرى طوال السنوات الستة الماضية، وإن ما وقع عليهم جرى خارج إراداتنا ولا نتحمل إطلاقاً مسؤولية ذلك، بل هو النظام الفاشي لحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، الذي خطط ونفذ مثل هذا الهجوم، ولن ينجوا قطعاً من عقاب التاريخ.
مقاومة تاريخية عظيمة
والنتيجة هي أن المقاومة التي جرت في منطقة كارى، كانت مقاومة تاريخية عظيمة، كشفت عن إرادة وإبداع المناضل الثوري المجهز بالفكر الآبوجي في مواجهة تكنولوجيا العصر، نحيي ذكرى كل شهدائنا الأبطال في شخص الرفيق شوريش القائد المبدع لهذه المقاومة العظيمة التي جرت في هذه المرحلة التاريخية الهامة؛ كما نتقدم بتعازينا بداية إلى عائلات واسر رفاقنا الشهداء وإلى كل الوطنيين من أبناء شعبنا الكردستاني وأصدقاء الشعب الكردستاني، ونؤكد على أن هذه المقاومة التاريخية العظيمة هي ميراث شهدائنا الأبطال، ونحن مدينون لهم بتحقيق هذه النتيجة.
هؤلاء الأبطال الذين كشفوا بمقاومتهم العظيمة بدقة متناهية عن الأسلوب الذي سيجلب النصر، سيحيون دوماً مشاعل النصر في مقاومتنا وكفاحنا.