الحدث – وكالات
تحدث جنود وضباط الشرطة والمخابرات التركية الأسرى لدى حزب العمال الكردستاني (PKK) في السابع من حزيران 2018، حيث قالوا: “الدولة التركية ليست فقط لا تهتم لأمرنا، بل تخاطر بحياتنا أيضاً!”.
تسبب جيش الاحتلال التركي خلال عملية عسكرية في منطقة كارى بجنوب كردستان، بمقتل 13 أسيراً لها من الجنود وضباط الشرطة والمخابرات كانوا محتجزين في وقت سابق لدى مقاتلي حزب العمال الكردستاني؛ إلا أن وزير الدفاع خلوصي آكار الذي يعتبر المسؤول الأول عن هذه المجزرة ومسؤولين آخرين في الحكومة التركية ووسائل إعلامية تركية ألقت باللائمة على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في مقتل الأسرى الثلاثة عشر! ولكن مركز قيادة قوات الدفاع الشعبي (HPG) صرح في بيانٍ له: “أن الجيش التركي قصف المعسكر الذي يأوي الأسرى الترك بشكل عنيف، ثلاثة أيام متتالية، بالرغم من المعرفة المسبقة بتواجد الأسرى في المعسكر، كما خاضت قوات الاحتلال التركي اشتباكات داخل المعسكر وخارجه بشكل لم تكن هناك فرصة لنجاة أحد، مما يؤكد أن العملية العسكرية لم تكن هدف إطلاقاً لإنقاذ الأسرى بل للتخلص منهم”.
وتبذل الدولة جهوداً كبيرة للتستر على هزيمتها في كارى وارتكابها جريمة حرب بحق أسراها، كما أنها تُسرِع الآن إلى التواصل مع عائلات الأسرى المقتولين! وكانت هذه الدولة التركية قد تجاهلت في السابق جميع المبادرات التي جرت من قبل عائلات الأسرى وجمعية حقوق الانسان للتوسط من أجل تحرير الأسرى من جنود وضباط شرطة ومخابرات تركية وقعوا في أيدي مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
لم تخطو الدولة التركية أية خطوات تذكر في سبيل الإفراج عن أفرادها، بل تسببت في فقدان حياتهم بالقصف الجوي الكثيف والاشتباكات العنيفة التي جرت في معسكر الأسرى الترك.
وكان تسعة من أفراد الجيش والشرطة التركية وضباط المخابرات الأسرى لدى حزب العمال الكردستاني، تحدثوا بتاريخ 7 حزيران 2018 في لقاء أجرته معهم وكالة فرات للأنباء (ANF)، وعبروا عن رغبتهم بإطلاق الدولة التركية مبادرات لإنهاء الأسر وإطلاق سراحهم، مؤكدين على أن الحرب ليس الحل وأن الدولة التركية تتجاهلهم تماماً وتعرض حياتهم للخطر.
إليكم مقاطع من حديث تسعة أسرى من أفراد الجيش والشرطة والمخابرات التركية:
ليس من مُغيث
سدات سورغن: أنا من أرضروم وكنت أخدم العسكرية في سجن وان الانفرادي، اعتقلت من قبل كريلا حزب العمال الكردستاني على نقطة تفتيش بينما أنا متجه لقضاء الإجازة بتاريخ 13 آب 2015، مضى على وجودي في الأسر ما يقارب الثلاث سنوات، وضعي الصحي جيد في الوقت الحالي ولا توجد أية مشاكل جدية، نحن نعلم أنه حتى الآن، لم يبحث عنا أو يسأل عنا أحد؛ لا أحد من أحزاب المعارضة أو الحكومة أو حتى من الجيش التركي حاول البحث عنا والاتصال بنا، نعلم جيداً أنهم لا يهتمون لأمرنا ولا مغيث لنا.
موعد الانتخابات التركية في الـ 24 من حزيران، حيث يتنافس العدد من المرشحين على رئاسة الجمهورية وعضوية البرلمان، نسمع عبر الراديو كل كلمة تخطر على بالهم ويقولون لبعضهم البعض كل شيء إلا الحديث عنا، حيث أننا لسنا مطلقاً على أجندة أعمالهم. إلى الآن لم تُحَلّ أي مشكلة بالسلاح والحرب حتى يفكروا بحل القضية الكردية بذلك، وأعتقد أن هذه المشكلة لن تستمر طويلاً إذا تحمل الطرفان المسؤولية.
نحن الآن في فترة الانتخابات، ونعتقد أن نقل الصورة إلى المسؤولين في الدولة التركية سواء أكانوا من جناح الحكومة أو المعارضة أو حتى المرشحين الجدد للبرلمان، يمكن أن يفيد ويدفعهم للسؤال عنا وعما يحدث! فليهتموا لأمرنا”.
على الأحزاب أن تتدخل
أوميد كيجر: أنا من بالكسير، اعتقلت بتاريخ 21 أيلول 2016 من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني أثناء وضعهم نقطة تفتيش على طريق هكاري-جقورجه، كنت أخدم في الدرك (الجندرمة) في ناحية جقورجه، كان قد مر شهران فقط على تعييني في درك جقورجه.
ننتظر من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني والمسؤولين الحكوميين أن يفعلوا شيئاً لأجلنا بعد مرور أكثر من عامين على احتجازنا، ليس لدينا ما نفعله ونبذل قصارى جهدنا هنا.
كما ننتظر أن يتدخل أي أحد لأجل إنقاذنا، سواء من الأطراف السياسية من المعارضة أو أي طرف كان من منظمات المجتمع المدني، أو من الجناح الحكومي وحتى من الأطراف التي لم أذكر اسمها ومن حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري. كما أننا ننتظر أن تفعل عائلاتنا شيئاً لأجلنا ونريدهم أن يعلموا أننا بخير”.
طلب المساعدة من أيً كان
سميح أوزبي: أنا من ملاطيا، اعتقلت في 17 أيلول 2015 بينما كنت ذاهباً من ديرسم إلى ملاطيا لقضاء الإجازة، أتطلع إلى المساعدة والغوث من أي شخص يمكنه مساعدتنا؛ أنا هنا منذ ثلاث سنوات، لا أعرف تماماً ما إذا كانت هناك جهود لأجلنا أم لا، ولكنني أنتظر أن يقدم المساعدة أي شخص يستطيع ذلك، كما آمل من جمعية حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني الأخرى أن تفعل ما بوسعها وتعمل من أجل خلاصنا”.
لماذا لا يُحَرَكُ ساكناً؟
عادل كاباكلي: أنا من مواليد مدينة عثمانية، قضيت دورة الأغرار في خدمتي الإلزامية في منطقة أتيمسغوت التابعة للعاصمة أنقرة، اعتقلني مقاتلو حزب العمال الكردستاني على طريق ديرسم وأنا متوجه إلى وحدتي الرئيسية في الجيش التركي، أنا هنا منذ حوالي ثلاث سنوات، ولم يتم القيام بأي شيء من أجلنا، وعلى طول السنوات الثلاث التي نقضيها هنا، لم نسمع عبر الراديو أي أحد يتحدث عنا أو حتى يذكر اسمنا، أملنا كله في دولتنا.
نتوقع من الجميع أي يفعلوا شيئاً، ولكن مع الأسف لا نرى شيئاً في الواقع، بغض النظر عن الانتماءات السياسية، سواء كان حزب العدالة والتنمية أو حزب الشعب الجمهوري، نناشدهم جميعاً ونقول لهم “لماذا لا يُحَرَكُ ساكناً؟”.
أسماؤنا حتى لا تذكر!
مسلم آلتن تاش: أنا من ناحية خلفتي في ولاية أورفا، أديت خدمتي العسكرية كـ جندي مشاة في 5 آب 2015، جرى اعتقالي بتاريخ 2 تشرين الأول 2015، وها أنا ذا إلى اليوم بتاريخ 3 حزيران 2018 لازال أسيراً لدى حزب العمال الكردستاني، من هنا أناشد الحكومة والمسؤولين في الدولة وأطلب منهم أن يفعلوا شيئاً لأجلنا وأجل عائلاتنا، هناك الكثير من نواب البرلمان والسياسيين، ولكن يبدو إما أنهم لا يستطيعون فعل شيء لأجلنا أو أنهم لا يريدون فعل ذلك، قام كمال كلجدار أوغلو بـ “مسيرة العدالة” ولكن أليس بإمكانه أن يفعل شيئاً لأجلنا أم أنه لا يقدم على فعل شيء! آن للحكومة أن تفعل شيئاً لنا، ماذا تفعل، هل يمكن أن تكون قد سحبت منا الجنسية؟ لا يتطرق أحد لأسمائنا حتى!”.
لا نسمع صوت أحد!
مولود قهوجي: أنا من أسكيشهير، اعتقلت بتاريخ 21 أيلول 2016، عندما كنت متوجهاً من هكاري إلى جقورجه لإجراء الفحص، أصبح لي هنا حوالي عامين ونصف، لم نسمع صوت أحد يتحدث عنا أو يفعل شيئاً لأجلنا؛ إنه موعد الانتخابات وبالرغم من ذلك، لم نسمع أحداً يتحدث عنا سواء من حزب الوطن المعارض أو من حزب العدالة والتنمية (AKP) أو حزب الحركة القومية (MHP)”.
ماذا علينا ان نفعل؟
سدات يابالك: أنا من مرسين، كنت أعمل ضابط شرط في أورفا، اعتقلت في 28 تموز 2015على طريق ليجه- دياربكر، حينما كنت قادماً من أرضروم للتوجه إلى أورفا، وها أنا اليوم في الثالث من حزيران 2018 أسير لدي حزب العمال الكردستاني.
من هنا أناشد المسؤولين الحكوميين وأطلب منهم أن يفعلوا شيئاً لنا، إلى الآن لم نسمع أانهم قاموا بشيء لأجلنا، أتساءل عما إذا كان يتعين علينا أن نكون ضباطاً كبار أو حكام ولايات ومناطق أو أثرياء، كي يفعلوا شيئاً لأجلنا طيلة السنوات الثلاث الماضية؟ ماذا علينا أن نفعل و من نحن هنا؟ ألسنا جنود وشرطة وموظفين دولة؟
لا يمكن أن يعتبرونا كما لو أننا لم نكن
سليمان سونغور: أنا من مدينة سيرت، كنت أؤدي الخدمة العسكرية في بينغول، اعتقلت من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني على نقطة تفتيش على طريق ليجه- دياربكر، أصبح لي ثلاث سنوات وأنا معتقل، ليست لدي أية معلومات عن أبي وأمي أو أي شخص آخر، انتظر أن تفعل الأحزاب السياسية شيئاً لأجلنا، سواء أكان حزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية أو حزب العدالة والتنمية أو حزب الشعوب الديمقراطي، لقد مرت أعيادٌ كثيرة ولا نعرف شيئاً عن والدينا، لا يمكنهم أن يعتبرونا كما لو أننا لم نكن! ننتظر منهم شيئاً، هذه الحرب مستمرة على طول أربعين عاماً مضت من دون تحقيق شيء؛ ما يحدث هو فقط موت الناس؛ نحن لا نريد أن يموت الناس، بل نريد السلام والعودة لأحضان عائلاتن
لماذا الدولة التركية لا تريدنا؟
حسين ساري: أنا من مرعش، كنت على رأس عملي في ساري قاميش- قارس، حيث كنت برتبة رقيب أول في الجيش التركي، اعتقلني مقاتلي حزب العمال الكردستاني بتاريخ الثالث عشر من آب 2015، عندما كنت أسافر من مكان خدمتي في ساري قاميش إلى موطني مرعش، للتحضير لحفل زفافي المؤرخ يوم 16 آب 2015، أنا متزوج في السجلات المدنية منذ ثلاث سنوات، ولكننا منفصلان طول هذه المدة لأن الزواج لم يحصل، في الوقت الحالي ليست لدي أية معلومات عن عائلتي وزوجتي، ولم يسأل أحد عنا طيلة السنوات الثلاث الماضية ولا يأبه أحد لأمرنا، نحن الآن في شهر حزيران من العام 2018، وقد مضى وقت طويل علينا هنا، ولا نعلم إذا ما كان هناك من يسعى لفعل شيء من أجل أم لا، لأننا لم نسمع شيئاً بهذا الخصوص.
لا نعرف ماذا سيحدث خلال هذه العملية الانتخابية؛ هل سيطلق سراحنا أم لا، لا نعلم؟ هل أسقطنا أم لا؟ لم نسمع بأي طلب من أي حزب سياسي يتدخل لأجلنا، ونحن مقبلون على عيد رمضان، وسيكون هذا العيد السادس الذي نقضيه بعيدين عن عائلاتنا، وبهذه المناسبة أعايد عائلتي على أمل أن نلتقي مجدداً.
قوات الدفاع الشعبي نوهت في السابق
وفي تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF) بتاريخ 17 أيلول 2019، قال ماهر دنيز أحد قادة قوات الدفاع الشعبي “أن حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لا تفعل شيئاً لأجل عودة أفراد الدولة الأسرى إلى عائلاتهم، ولا تأبه لأمرهم ولا تتطرق إلى موضوعهم بالمطلق، زيادة على ذلك فهي تسعى إلى تحديد موقعهم، بهدف قتلهم عبر الغارات الجوية”.
وأشار القائد في قوات الدافع الشعبي (HPG)، ماهر دنيز إلى أنهم من أجل أن يعود الأسر من الجنود وضباط الشرطة والمخابرات التركية إلى عائلاتهم وإعلام الراي العام بذلك، قاموا بنشر فيديوهات يتحدث فيها الأسرى، إضافة إلى السماح لهم بمراسلة عائلاتهم بمناسبة العيد، واستدرك دنيز قائلاً: “رغم كل ذلك، تتصرف الدولة التركية ووسائلها الإعلامية، كما لو أن هؤلاء الجنود والشرطة والمخابرات ليسوا موجودين، يتجاهلونهم بالمطلق وليس من أحد يسأل عنهم”.
الدولة التركية تسعى إلى قتلهم بالقصف الجوي
وأضاف دنيز في حديثه، بالقول: “تدرك الدولة التركية أنه ليس بإمكانها الوصول إليهم عبر عملية برية، لذلك تبذل الدولة قصارى جهدها عبر الاستخبارات من أجل تحديد أماكنهم وقتلهم من خلال الضربات الجوية”.
سوف يقتلونهم ويتهمونا بذلك
هناك سببان تجعل الدولة التركية تقدم على قتلهم واتهامنا بذلك، وهما:
السبب الأول، هو قيامهم بقتل أسراهم الموجودين في حوزتنا عبر القصف الجوي، واتهام حزب العمال الكردستاني بقتل وإعدام الجنود والشرطة الأسرى.
والسبب الثاني، أن النظام الفاشي لحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لا يهتم لحياة الانسان، حتى ولو كانوا جنوده ودركه.
و ذَكّرَ دنيز بالحديث الذي قاله أحد مسؤولي حزب العدالة والتنمية، حينما أسرت قوات الكريلا ثمانية من جنود جيش الاحتلال التركي في أورامار عام 2008، حيث قال المسؤول التركي: “كان من الأفضل لو ماتوا، بدل أن يتم أسرهم”، وها هو النظام الفاشي لحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تتبع العقلية نفسها وتسعى إلى قتل جنودها ودركها ومخابراتها”.
ليذهبوا لمساءلة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية
وخاطب ماهر دنيز عائلات الأسرى، قائلاً: “إذا كانت عائلات المحتجزين لدينا، تريد حقاً أن ترى أولادها بأمان يوماً ما، عليها أن تتوجه إلى حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وإلى أردوغان نفسه، وتسأله عما يفعل من أجل عودة أولادهم! حتى لو فعلوا ذلكن لن يحصلوا على جواب، لأن الدولة التركية لم تفعل شيئاً من أجل أسراها، وكما أوضحت قبل قليل، أن الدولة التركية تحاول تحديد أماكنهم وقتلهم.
وتابع حديثه: “نقولها بشكل واضح، لو جرى لهؤلاء الأسرى أي شيء، فالمسؤولية تقع على عاتق أردوغان وحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لذلك الأجدر بالعائلات أن تتوجه إلى التحالف الحكومي التركي وإلى أردوغان نفسه، وتقول لهم “لا تقتلوا أولادنا، لماذا تريدون قتل أولادنا؟”، لأننا في مواجهة نظام يتقصد إزهاق أرواحهم”.
رسائل الأسرى لدى جمعية حقوق الانسان
وقال القائد في قوات الدفاع الشعبي، أنهم سمحوا للأسرى بإرسال الرسائل إلى عائلاتهم بمناسبة العيد، وأن تلك الرسائل وصلت إلى جمعية حقوق الانسان في تركيا، وذهبت العائلات حينها إلى أنقرة لأجل استلام رسائل أولادها، كما انعقد بهذه المناسبة مؤتمر صحفي أمام جمعية حقوق الانسان بتاريخ 29 ايار 2019، بمشاركة الرئيس المشترك للجمعية أوزتورك تورك دوغان وعضو الجمعية راجي بيليجي.
تورك دوان: نحن مستعدون أن نكون وسطاء
وذكر أوزتورك تورك دوغان بحادثة استلام 20 عنصراً من الجمارك كانوا محتجزين لدى قوات الدفاع الشعبي (HPG) خلال الفترة ما بين شهر تموز وآب 2015، حيث تم إحضارهم إلى تركيا بوساطة جمعية حقوق الانسان وحكومة إقليم كردستان، وأكد على قدرتهم لعب دور الوساطة من جديد.