الحدث – وكالات
صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، أن العمليات العسكرية الشتوية التي ضجت بها أركان ووسائل إعلام دولة الاحتلال التركي باسم “أرن”، جرت وراءها أذيال الهزيمة.
شار مراد قره يلان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) إلى أن دولة الاحتلال التركي تهاجم الشعب الكردي وحركة التحرر الوطني الكردستاني بدعمٍ من حلف الناتو، وقال: “يمارسون أكبر قدر من الإرهاب والفاشية التركية على كردستان، وينهبون بلادنا في ظل الاحتلال، ويحرمونا من التحدث بلغتنا الأم ويدنسون شرفنا وكرامتنا، وفي المقابل نحن نبدي مقاومة إنسانية في مواجهة إرهاب الدولة وندافع عن كرامتنا كإنسان وشعب، نحن نقوم بالدفاع المشروع عن وجودنا، وهذا حق مقدس لا أحد يستطيع أن يسلبنا إياه”.
في بداية حديثه لإذاعة دنكي ولات، تطرق عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان إلى المؤامرة الدولية التي استهدفت في شخص القائد عبدالله أوجلان، وجود الشعب الكردي وإرادة شعوب الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن العديد من قوى التآمر متورطة في ارتكاب جريمة بحق الشعب الكردي وشعوب المنطقة من خلال مشاركتها في المؤامرة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف قائلاً: “بعد مرور 22 سنة على مؤامرة 15 شباط الدولية، اتضحت أمور عدة، وعلى القوى التي شاركت في المؤامرة آنذاك أن تصحح موقفها وتقدم اعتذارها وتطلب الصفح من الشعب الكردستاني عن مشاركتهم الدنيئة في المؤامرة الدولية”.
وقال قره يلان: “يجعلون من المؤامرة كما لو أنها نُفذت لاستهداف القائد عبدالله أوجلان وحركتنا فقط، ومن المعلوم تواطؤ بعض الأطراف الكردية أيضاً فيها، إلا أن الهدف الحقيقي للمؤامرة هو استهداف وجود الشعب الكردي وإرادته. فالقائد يسعى دوماً إلى حل القضية الكردية وأعلن حينها وقف إطلاق النار وتوجه إلى أوروبا لأجل تدويل القضية الكردية، ولكن للأسف تعرض لمثل هذه المؤامرة الدنيئة التي تعتبر استمراراً لسياسات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي، وهي استهداف مباشر لوجود ومستقبل ومصير الشعب الكردي؛ من الممكن أنه في السابق لم تدرك بعض الأطراف حجم وأهداف هذه المؤامرة ولذلك أبدت مواقف متواطئة من خلال المشاركة في هذه المؤامرة، ولكن اليوم بعد أن اتضحت جميع الملابسات، لا بد لها من تصحيح مواقفها”.
وأكد قره يلان على أن الباراديغما التي طرحها وطورها القائد عبدالله أوجلان والكفاح الذي خاضه كوادر حركة التحرر الوطني الكردستاني وتضحيات الشعب الكردستاني وأصدقاؤه، ساهمت جميعها في منع تحقيق المؤامرة لهدفها النهائي، وقال: “قوى التآمر كانت قد خططت القضاء على نهج القائد عبدالله أوجلان وحركة التحرر الوطني خلال مدة أقصاها ستة اشهر، ولكن المقاومة و الكفاح والتضحيات التي بُذِلت حالت دون تحقيق أهداف المؤامرة”.
وتابع قره يلان حديثه في إشارة إلى أن خطر المؤامرة لا زال قائماً، وقال: “يسعون دوماً إلى إحياء المؤامرة، ولا تزال قوى التآمر تشن هجماتها على حركتنا، يمكن القول أنها ليست قوية كما السابق ولكنها مستمرة؛ لا بد لكوادر حركة التحرر الوطني وشعبنا الكردستاني أن تستوعب وتدرك جيداً الموقف الذي أبداه القائد عبدالله أوجلان في مواجهة المؤامرة! ليست فقط الدولة التركية بل جميع القوى التي شاركت في المؤامرة الدولية، أرادت تحقيق أهداف المؤامرة باستهداف القائد عبدالله أوجلان، وقاموا بأسره ووضعه في سجن انفرادي خاص، مارسوا شتى أساليب التعذيب النفسي والجسدي وحاولوا منع القائد من التفكير القويم والتأثير على عقله وتفكيره، لأن النظام المطبق في سجن جزيرة إمرالي، نظام تدميري؛ إلا أن الإبداع والصبر والحكمة التي تحلى بها القائد خلق تطوراً فكرياً وذهنياً وطرح باراديغما الأمة الديمقراطية، وجعل حركتنا التحررية تتنفس الصعداء وتحقق التحول والتغيير بعد أن وصلت إلينا هذه الباراديغما عبر المرافعات التي قدمها إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وبذلك نمت حركة التحرر الوطني الكردستاني وانفتحت أكثر على الخارج؛ إضافة إلى ذلك لا بد من رؤية المقاومة الخارقة التي يبديها القائد في سجنه على مدار 22 عاماً مضى، كان لهذه المقاومة والكفاح الذي خاضه القائد من سجنه طوال كل هذه السنين الدور الرئيس في منع المؤامرة من تحقيقها أهدافها في إبادة الشعب الكردي ، ولذلك علينا أن ندرك أن المقاومة والنضال ضد المؤامرة الدولية، هو نضال في سبيل الحرية والوجود الوطني الكردستاني.
وأضاف قره يلان في حديثه، أن القائد عبدالله أوجلان خاض نضالاً تحررياً امتد لخمسة عقود، وقدم مساهمات مصيرية للشعب الكردي وشعوب الأوسط، وانقذ الشعب الكردي من الإبادة، وقال: “بفضل الأفكار التي قدمها القائد، تمكن شعبنا من التغلب على التخلف الذي فرضه الأعداء على مدار قرنين من الزمان ، واليوم تسلح شعبنا بأفكار عصرية تقدمية، وبذلك لم تسهم أفكار وفلسفة القائد في إنقاذ الشعب الكردي من الإبادة فحسب، بل وضعته في موقع الريادة في النضال التحرري في منطقة الشرق الأوسط، بات شعبنا يمتلك استراتيجية قوية وهامة وأصبح لاعباً هاماً في المنطقة؛ وعلى الجميع أن يعلم أنه لولا فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان وايديولوجية الحرية، لما كان ممكناً أن يظهر أبناء وبنات الشعب الكردي كل هذه الروح الفدائية وهزيمة داعش التي لم تتمكن اية قوة أخرى من الوقوف في وجهها، وبذلك قدم القائد مساهمات قيمة وهامة لكل شعوب الشرق الأوسط.
ونوه قره يلان إلى أن القائد عبدالله أوجلان من سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي، استطاع تحليل وتقييم الأزمة التي تمر بها البشرية، وتمكن من إيجاد الحلول من خلال طرحه باراديغما العصرانية الديمقراطية، كما يعلم الجميع أن اليسار كان في بحث واسع عن التوجيهات في مواجهة الحداثة الرأسمالية بعد انهيار الاشتراكية، وجاء طرح الكونفدرالية الديمقراطية والاشتراكية الديمقراطية عبر باراديغما العصرانية الديمقراطية، ليضع توجيهات جديدة في مواجهة خطر الحداثة الرأسمالية وإخراج اليسار من محنته، وبذلك لمع نجم نضال العمال والكادحين والمجتمع مرة أخرى في مواجهة الحداثة الرِأسمالية”.
وتابع قره يلان حديثه عن النموذج العملي لمشروع الأمة الديمقراطية في روج آفا، بالقول: “إن طرح الأمة الديمقراطية يعتبر شكل الحل الملائم في مواجهة مخاطر الحداثة الرأسمالية، كما تبدو اليوم معالمها واضحة بشكل جزئي في ثورة روج آفا، تلك التجربة التي تذهل العالم، إضافة إلى أن نهج حرية المرأة وعلم المرأة (جنولوجي) أظهرت قوة المرأة الكردية ورسمت لنساء العالم نهجاً تحررياً جديداً، ولعبت بذلك دوراً عالمياً براقاً؛ وفي الجانب الآخر فيما تعاني البشرية من أزمة صحية نتيجة وباء كورونا الناتج عن تدهور التوازن البيئي، طرح القائد عبدالله أوجلان في باراديغماه الذي قدمها قبل 20 عاماً، وقال: “هناك حاجة ماسة لثورة بيئية” وبهذه الأطروحات، أثبت القائد ريادته العالمية”.
وأعرب قره يلان في حديثه، بأن الباراديغما التي طرحها القائد عبدالله أوجلان تشكل الحل للمشاكل العالمية وليس فقط لقضية الشعب الكردي، وقال: “لا شك أن العديد من الطبقات العاملة والنقابات والمنظمات في كل أنحاء العالم، تلتف اليوم حول القائد عبدالله أوجلان، وبذلك فإن النموذج الذي طرحه القائد لا يحل فقط القضية الكردية، بل هي الحل للكثير من مشاكل شعوب العالم؛ ربما تأخرنا عن نشر فكر وفلسفة القائد، رغم ذلك نرى الإقبال الواسع على معرفة هذا الفكر الجديد كلياً، لقد أطلقت العديد من المجموعات والمؤسسات في بريطانيا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا والنرويج جنوب أفريقيا، حملات جماهيرية للمطالبة بحرية القائد أوجلان، وبهذا المعنى يمكن أن نقول أن القائد عبدالله أوجلان هو مانديلا هذا العصر”.
كما تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان عن سير العمليات العسكرية الشتوية التي تنفذها دولة الاحتلال التركي، وأكد على فشلها والهزيمة التي تلحق جيش الاحتلال من منطقة إلى أخرى، حيث قال: “إنها العملية العسكرية الثامنة التي يطلقها جيش الاحتلال التركي هذا الشتاء، ولا يحققون أهدافهم إلى الآن، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، أن جيش العدو التركي تكبد خسائر بشرية في صفوف قواته في منطقة جبل آكري؛ والحقيقة هي أن جيش الاحتلال التركي يخفي عن المجتمع خسائره البشرية، كي لا تنعكس هزيمته في الاعلام والصحافة والرأي العام، ومن النادر جداً أن تفعل ذلك، وإن فعلت تنشر أعداداً قليلة كي تبدو الخسائر صغيرة.
وتابع قره يلان: “باختصار، جيش العدو التركي فشل في العمليات العسكرية الشتوية، هم يذكرون في تصريحاتهم استشهاد ثلاثة مقاتلين من قوات الكريلا، إنهم يقصدون مجموعة الشهيد ريبر الذين استشهدوا في ماردين، وفي الحقيقة أن هذه المجموعة لم تستشهد في نطاق العمليات الشتوية التي أطلقها جيش الاحتلال التركي، بل جاء استشهادهم نتيجة خطأ في أسلوب التحرك والتخفي، حيث كشفوا عن أماكنهم وبالتالي اشتبكوا مع قوات الاحتلال التركي وقاوموا إلى الرمق الأخير؛ ويمكن القول بكل وضوح أن العمليات العسكرية الشتوية التي بدأها جيش الاحتلال التركي لم تحقق أية نتائج تذكر ولم تحدث أية خسائر في صفوف قوات الكريلا، حيث أن أسلوب الكريلا المعاصر أصاب المنظومة العسكرية للعدو بالشلل.