تطرقت الصحف العربية، اليوم، إلى الوضع في إدلب وتضارب العلاقات بين تركيا وروسيا وإيران, وإمكانية تمدد هذا الخلاف إلى ليبيا, بالإضافة إلى فيروس كورونا.
العرب: معركة إدلب تُسقط قناع “الود” الشكلي بين تركيا وإيران
تناولت الصحف العربية الصادرة، صباح اليوم، في الشأن السوري عدة مواضيع كان أبرزها الوضع في إدلب والعلاقات بين روسيا وتركيا وإيران, وفي هذا السياق قالت صحيفة العرب: ” أوصل التصعيد العسكري الجاري في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا حالة “الودّ” الظاهري بين تركيا وإيران إلى نهايتها، وأجلى التناقض العميق بين الطرفين، وذلك عندما وجدت ميليشيا حزب الله المقاتلة إلى جانب قوات النظام السوري نفسها في مرمى نيران القوّات التركية، الأمر الذي أثار حفيظة طهران، ودفعها إلى توجيه إنذار لأنقرة”.
وأدى قصف جوّي نفذه سلاح الجو التركي على المنطقة الممتدة من معرة النعمان إلى سراقب في جنوب شرق إدلب، إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة عشر عنصراً من عناصر حزب الله اللبناني بينهم قادة ميدانيون إضافة إلى تدمير كمّ كبير من عتاد الحزب وأسلحته.
وبذلك تأخذ العلاقة التركية الإيرانية المنحى ذاته الذي أخذته العلاقة بين أنقرة وموسكو عندما فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إدارة التناقض الحاد في المصالح بين بلاده وروسيا باعتماد خطاب مزدوج يقوم على تسويق نفسه للداخل التركي ولجمهور حزب العدالة والتنمية كأحد صقور الدفاع عن المصالح التركية العليا، وللخارج، وتحديداً لموسكو وطهران، كرجل مرِن وبراغماتي ومستعد للتوصل إلى تفاهمات، وعقد صفقات تكفل مصالح الجميع، وهو الأمر الذي فشل أردوغان في تطبيقه، عندما احتدم الصراع في إدلب وباتت تركيا بين خياري التخلّي عن مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتسليم المحافظة للنظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي، أو التورّط المباشر في المواجهة العسكرية مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر.
ورغم استشراء الخلاف بين موسكو وأنقرة، إلا أن الأخيرة كانت أكثر جرأة ضد طهران باستهداف القوات التابعة لها في إدلب.
ولا يبدو أن تركيا وروسيا راغبتان، أصلا، في الدخول في صدام مسلح بشكل مباشر على الأراضي السورية، بينما يظل الامتعاض من التدخّل الإيراني هناك، إحدى نقاط التوافق القليلة بينهما.
ولم يستبعد مراقبون أن تكون تركيا باستهدافها مواقع حزب الله في سوريا بصدد محاولة استمالة الولايات المتحدة شديدة الاهتمام بتحجيم نفوذ إيران وقطع أذرعها في المنطقة.
وقال مصدر سياسي تركي، إن “أردوغان أخطأ مجدّداً في حساباته، فواشنطن لا تنسى أن أنقرة رفضت في السابق تطبيق العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران، وأن الجيش التركي يخوض صراعا ضد الحلفاء الأكراد في سوريا”.
البيان: روسيا وتركيا.. هل ستصبح ليبيا المحطة التالية للصدام؟
وفي الشأن الليبي قالت صحيفة البيان: “بعد أن ثبتت الخلافات الحادة أسسها في العلاقات الروسية التركية، بخصوص الأزمة السورية، تحديداً في ما يخص الأوضاع في إدلب، بدأت ملامح هذه «العدوى» تطفو على السطح بين الجانبين، في مقاربة الأزمة الليبية.
وخلافاً للعرف الذي ساد لسنوات، وإن بشكل متقطع، فقد أصبحت اللهجة الحادة، صفة تلازم تصريحات المسؤولين الروس في الآونة الأخيرة، تجاه المواقف والسياسات التركية، كما بدا واضحاً في التصريحات الأخيرة لنائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، التي أكد فيها، وباستياء واضح، صحة تقارير خبراء مجلس الأمن بشأن نقل أنقرة مسلحين من سوريا إلى ليبيا.
وبين القلق الروسي من إرسال قوات تركية إلى ليبيا، وادعاءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «مرتزقة» روس في ليبيا، على حدّ تعبيره، تطرح تساؤلات حول إمكانية أن تتحول ليبيا إلى ساحة جديدة لاشتباك روسي- تركي مباشر، رغم الفارق في الجغرافيا، وطبيعة التحالفات مع القوى الموجودة.
وفيما لم يستبعد رئيس مركز «روسيا- العالم الإسلامي» للأبحاث الاستراتيجية، شاميل سلطانوف، حصول «أستانا ليبية» بين موسكو وأنقرة، تسحب فتيل الصدام بينهما، إلا أنه يميل إلى الاعتقاد بأن هذه الصيغة لن تصمد طويلاً، مستشهداً بالتجربة السورية، التي كشفت خيبة ظن موسكو، من تراجع الرئيس التركي الدائم عن التزاماته كـ «طرف ضامن»، ومناوراته المتكررة، التي تضمنت اللعب على التناقضات بين المعسكرين الروسي والأمريكي.
ولا يستبعد سلطانوف حصول صدام بين الجانبين في ليبيا، بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة تأييد كل منهما لطرف ضد الآخر في الأزمة الليبية، ويعيد إلى الأذهان الذاكرة التاريخية الروسية، التي طالما أسقطت بصماتها على العلاقات مع تركيا، نتيجة 15 حرباً خاضها البلدان على مدار ثلاثة قرون، ما زالت تشكل حاجزاً أمام تطبيع العلاقات «سيكولوجياً» بينهما.
الشرق الأوسط: أمريكا تعد بتجربة علاج لـ«كورونا» في 6 أسابيع
وبخصوص انتشار فيروس كورونا قالت صحيفة الشرق الأوسط: “توقّع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الذي يشرف على جهود بلاده لمواجهة انتشار «كوفيد 19»، أن تبدأ تجارب سريرية على علاج لفيروس «كورونا» الجديد خلال 6 أسابيع، في الوقت الذي تقارب حصيلة المرض 3 آلاف وفاة، من أصل أكثر من 86 ألف إصابة في 60 بلداً.
وضرب انتشار الفيروس عبر العالم أنشطة دينية وثقافية، مع اتخاذ مساجد في أوروبا إجراءات احترازية لتفادي انتشار العدوى، وتفضيل كنائس في إيطاليا وكوريا الجنوبية عقد القداديس عن بعد عبر الإنترنت، وفي باريس، أبقى متحف اللوفر أبوابه مغلقة أمام الزوار أمس، استجابة لمخاوف موظفيه.
من جهة أخرى، تكبدت البورصات العربية خسائر فادحة أمس، وسط تنامي أعداد المصابين ووقوع حالات وفيات مستمرة، ما يزيد احتمالات تزايد الضرر على الاقتصاد العالمي.