منذ خروجنا من إقليم عفرين في السادس عشر من آذار عام 2018 والذي نعتبره يوماً أسوداً ووصمةَ عار على جبين الإنسانية جمعاء بعد سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها. تفاقمت الأوضاع سوءاً وسط الانتهاكات من قتلٍ واعتقالاتٍ تعسفية واغتصاب الفتيات وخطف وابتزاز وتهجير السكان الأصليين بالإضافة إلى تغيير معالم عفرين الحضارية بسرقة آثارها وتدمير ما تبقى منها وقطع الأشجار وحرق الغابات، كما تم فرض اللغة التركية ووضع الأعلام التركية وصور زعماء الأتراك فوق جميع الدوائر بهدف تتريك المدينة بشكل كامل وربطها بدولة الاحتلال التركي، كما عمدت تركيا إلى استقدام المستوطنين وفق صيَغ وذرائع واتفاقيات وصفقات دولية وإقليمية لقاء أهداف ومصالح تمتاز بالعنصرية الشوفينية ضد أبناء الشعب الكردي بغية تغيير التركيبة السكانية للمناطق المحتلة وإحداث التغيير الديموغرافي، وذلك بجلب السكان من الغوطة وإدلب وحماة وحمص ودير الزور لإسكانهم بدلاً عن السكان الأصليين الذين كانوا يعيشون منذ آلاف السنين على هذه الأرض، وزرعوا أشجار الزيتون والصنوبر والرمان وسقوها بدماء فلذات أكبادهم لتأتي تركيا ومرتزقتها لينعموا بها. فهل يُعقل؟
والانتهاكات التي حصلت في عفرين لم يسلم منها لا الشجر ولا الحجر أمام مرأى ومسمع العالم فأين الضمير؟
ومن بعض هذه الانتهاكات: بتاريخ 28أيار 2020 عندما حصلت اشتباكات بين التنظيم الإرهابي فرقة الحمزات وفصائل أحرار الشام ومن ثم العثور على 27 مختطف من رجال ونساء وأطفال وُلدوا في المعتقل ومن بينهم مسنين، واستطعنا الحصول على بعض الأسماء حسب شهود عيان من داخل عفرين:
1ــ محمد منلا بن عبد الكريم 44 عاماً
2- عبد المنان منلا محمد بن طاهر 65 عاماً
3- طاهر منلا محمد بن عبد المنان 23 عاماً
4- روكان منلا محمد بنت عبد المنان 27 عاماً
5- كاوا جمال عمر زوج روكان 25 عاماً
6- حسين أمين بن أنيس 41 عاماَ
7- جهاد داوود 44عاماً
8- عارف شيخ حمو بن فريد 21 عاماً
9- محمد شيخ حمو بن مزيد 22عاماً
10- بسام أحمد ين حنان 34عاماً
11- لقمان محمد 25 عاماً من قرية تل سلور اختطف منذ عام 2018
12- سمير أمين نعسان من قرية راجية (راجو)
13- محمد أمين نعسان شقيق سمير من قرية راجيه(راجو)
14- محمد عبدو من قرية كوركان تحتاني
15- يزوز أنور بكر راجو
16- روشين من قرية داركير معبطلى
17- أم لطفلين لم يتسنَ لنا بعد معرفة اسمها وأحد أطفالها وُلِدَ داخل المقر 18- فريدة لم يتسنَ لنا معرفة الكنية
19- نادية من قرية بيباكا
20– نازلية من مركز ناحية جنديرس
21- ملك بنية جمعة من قرية إيسكا ناحية جنديرس
22- آرين دالي حسين 20عاماً من قرية كيمار – ناحية شيراوا
23- صلاح الدين صافي من حلب
24- هيفاء جاسم ولم يتسنَ لنا أن نتعرف على أسماء ثلاثة منهم.
والأكثر بشاعة وهمجية من ذلك هو مشهد النساء وهنَّ عاريات؛ هذا المشهد الذي ينافي القيم الأخلاقية والمبادئ الانسانية؛ كما يُعتبر إهانة بحق المرأة العالمية ويُعتبر صرخة موجهة للمرأة الكردية الطليعية التي قادت ثورة الانسانية في روج افا ومحاولة النيل من أرادتها الحرة، فالانتهاكات التي تمارسها الدولة التركية ومرتزقتها تدل على أخلاقهم الفاشية، ويسمون أنفسهم بثوار أو المعارضة التي لا تختلف ذهنيتهم عن ذهنية النظام البعثي الذي لا يعرف القيم ولا المحرمات والذي بات واضحاً للعالم قذارتهم وأفعالهم وخاصة التي تُرتكب بحق النساء فهذا يدل على مدى حقدهم على الشعب الكردي وتخوفهم من إرادة المرأة الحرَّة؛ فبعد كل ما فعلوه بحق أهالي عفرين من تهجير قسري وحرق الأشجار ونهب الآثار والاستيلاء على ممتلكات المدنيين ومازالت هذه الانتهاكات مستمرة يومياً في عفرين في ظل صمت دولي شنيع ومخيف ما يقتضي على المنظمات الدولية الحقوقية رفع صوتها عالياً لإرغام الدولة التركية على الخروج بأسرع وقت من عفرين وعودة أهاليها المهجرين إلى منازلهم.