المشهد السياسي في الشرق الأوسط يوحي بأن هناك حرب قادمة بين قوتين كبيرتين، حيث التمدد التركي نحو سوريا والعراق وكذلك التدخل في شؤون ليبيا العربية الجارة الغربية لمصر العربية، والحرب الإعلامية التركية ضد مصر، وإرسال مساعدات عسكرية لقطر جارة المملكة العربية السعودية وتهديد حدود المملكة العربية السعودية.
هذا التدخل والتمدد التركي وأحلام أردوغان المريضة لأجل أحياء الدولة العثمانية المقيتة مرة أخرى، بداية كان عبر الغزو الثقافي من خلال المسلسلات التركية الطويلة السرمدية المملة , وكان هدفها الترويج للتراث والفلكلور التركي , وبعد أن أنهوا المرحلة الاولى بنجاح , فبدأت المرحلة الثانية وهي التدخل الاستعماري المباشر من خلال إرسال الجيوش التركية مباشرة أو عبر أذرعها في المنطقة من الإرهابيين وفصائلها المتعددة مثل جيش النصرة والدواعش وغيرهم من الفصائل الارهابية المتواجدة على الأراضي السورية والتركية ايضا والتي تلقى الدعم المباشر من حكومة أردوغان عبر الحدود ورأينا ذلك عبر الفضائيات , إرسال الإرهابيين إلى ليبيا لدعم الاخوانجية للسيطرة على كل ليبيا ويكون بذلك أتم ما يبغية أردوغان .
وما الاجتياح التركي الفاشي للأراضي العراقية في أقليم كوردستان الذي يصب في نفس المخطط التركي والذي تحالف مؤخرا مع ايران لهدف الاجتياح من الحدود الشرقية للمحافظات الكوردستانية على الحدود مع ايران , يغذي هذا المخطط الاجرامي أحلام أردوغان المجرم في التوسع والتمدد على حساب شعوب المنطقة العربية لارجاع الدولة العثمانية التي حكمت الدول العربية أكثر من 400 سنة أذاقنهم الويل والتخلف والجهل.
أما التحجج بوجود عناصر الحزب العمال الكوردستاني البي كا كا إلا للبدء بعمليات الاجتياح والمخطط لها مسبقا كما أشرنا ببدأ المرحلة الثانية من المخطط الإجرامي , لان البي كا كا متواجدون في جبال قنديل منذ السبعينيات من القرن الماضي .
بوساطة قيادات الحركة الكوردستانية في كوردستان الجنوبية كان هناك مفاوضات بين حكومة أردوغان وحزب العمال الكوردستاني للوصول لحل سلمي ديمقراطي للقضية الكوردستانية في شمال كوردستان وقطعوا شوطا كبيرا في هذا المجال للوصول الى حل يرضي الطرفين وخاصة بعد أعلان عبدالله اوجلان من سجنه نبذه للعنف وأنه ينبغي الوصول الى حل سلمي ديمقراطي بالمفاوضات السياسية والدبلوماسية المسؤولة , وفتح قنوات بهذا الخصوص , وبعد فترة رفض أردوغان الاستمرار في المفاوضات ليكون حجة للبدء بمخططه وفرض أحلامه بالقوة ومن خلال أذرعه في المنطقة .
واتجه بـ أنظاره عبر البحار وأرسل الارهابيين من النصرة وداعش الى ليبيا لتهديد الحدود الغربية لمصر العربية , ولكن السيسي وعى وأدرك لهذا المخطط ودعى إلى اجتماع الجامعة العربية للوصول بداية من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية إلى انسحاب هذه القوات الإرهابية , وإلا فأن التصدي لهذا المخطط بحزم لإفشال وطرد المعتدي الغاشم من الأراضي العربية سيكون مهمة الجيوش العربية , ويحتاج السيسي إلى غطاء عربي ودولي وإقليمي للبدء بالمشاورات الدبلوماسية للوصول لحل سياسي للأزمة الليبية , وطرد الغزاة .
من الجانب الآخر اجتمع السيسي بالقيادات العسكرية المصرية , وأعلن أن الجيش المصري في جهوزية تامة للقيام بعملياتها في الداخل أو الخارج إذا اقتضى الامر للحفاظ على الأمن القومي المصري .