الحدث – القاهرة – وليد الرمالي
أجرت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حوارًا مفتوحًا عبر تقنية الفيديوكونفرانس مع عدد من المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال مشاركتها بالحدث الذي نظمته المؤسسة المصرية الأمريكية التي تم تأسيسها عام 1984 بهدف خدمة المصريين المتواجدين بالولايات المتحدة الأمريكية، والحفاظ على التقاليد الثقافية المصرية من خلال الحفاظ على التواصل الدائم فيما بينهم.
وشارك في الحوار السفير أحمد شاهين القنصل العام المصري بلوس آنجلوس، والعالم المصري الدكتور فاروق الباز، والدكتور هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعد، والفنان هاني سلامة، وسيدة الأعمال المصرية الأمريكية ليلى بنس، والدكتور يحيى مرتجي، والدكتور ألفريد شنودة عضو المؤسسة المصرية الأمريكية، والدكتورة إسراء نوار.
استهلت السفيرة نبيلة مكرم الحوار بالتأكيد على أن قرار عودة الوزارة جاء تلبية لنداءات المصريين بالخارج بهدف تكوين رأي عام وطني يساند القضايا الوطنية والقومية والاستفادة من خبرات المصريين بالخارج في شتى مجالات التنمية، ولتدعيم الروابط السياسية والاجتماعية والاقتصادية بينهم وبين الوطن وبين بعضهم البعض، ولوضع سياسة شاملة لهجرة المصريين إلى الخارج في ضوء أهداف التنمية المستدامة.
كما استعرضت وزيرة الهجرة جهود الوزارة تجاه أبنائها في الخارج خلال أزمة تفشي وباء كورونا، حيث أوضحت أنها وجهت بتشكيل غرفة عمليات على مدار الساعة لاستقبال رسائل المواطنين وطلباتهم؛ لتسهيل عملية التواصل مع المصريين العالقين بالخارج، مؤكدة أن الدولة المصرية لم تغلق أبوابها أمام أبنائها، فقد وجه رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وطنية بعضوية وزارات الصحة والطيران والتضامن والتعليم العالي والهجرة والخارجية تحت مظلة رئاسة مجلس الوزراء، للتباحث حول أفضل السبل لإعادة المصريين في الخارج، مشيرة إلى أن كافة الطلبات التي رصدتها غرفة عمليات الوزارة تم استعراضها أمام اللجنة التي قررت في بداية الأزمة تسيير طائرات لإعادة العالقين في الخارج، والتي أوضحت أيضًا أن العالق هو المواطن الذي سافر للخارج بغرض الزيارة أو تلاقي العلاج أو لحضور مؤتمر ثقافي أوعلمي، إلا أنه بعد ذلك تمت إضافة من انتهت إقامتهم ومخالفي الإقامة والحالات الإنسانية، مراعاة للظروف النفسية الصعبة للمصريين الموجودين داخل مناطق العزل.
وأشارت الوزيرة، خلال حوارها مع المصريين المقيمين في الولايات المتحدة، إلى أن مصر نجحت في إعادة نحو 77 ألف مصري من الخارج من مختلف دول العالم، ولم تتوقف جهود الوزارة عند ذلك فقط بل قامت بطرح استمارة “نورت بلدك” عبر الموقع الرسمي للوزارة على الانترنت، بهدف دمج العمالة المصرية العائدين من الخليج خاصة الفئة المتضررة من إنهاء عقودهم بسبب جائحة كورونا.
كما أكدت السفيرة نبيلة مكرم أن الدولة المصرية لا تترك أبنائها في الخارج، بل تحرص على التدخل في أي مشكلة قد تواجه أي مصري في الخارج، مشيرة إلى أن السلطات المصرية نجحت في إرجاع 23 مصرياً احتجزتهم ميليشيا في مدينة ترهونة الليبية، حيث وصلوا إلى معبر السلوم الحدودي على الحدود المصرية الليبية، كما نجحت في إعادة 32 صيادًا مصريًا على متن طائرة مصرية خاصة كان تم احتجازهم في اليمن من قبل الميليشيا الحوثية منذ نحو شهرين، حيث حرصت على استقبالهم في المطار لتؤكد لهم أن الدولة تقف ورائها أبنائها في الخارج.
وأوضحت وزيرة الهجرة أن ملتقيات الجيلين الثاني والثالث (وهي المعسكرات التي تنظمها الوزارة لأبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين بالخارج) تعد من أقوى الخطط التي وضعت لربط أبناء مصر بالخارج بالوطن حيث شملت دورات للتوعية بمفهوم الأمن القومي وبرامج لتعليم اللغة العربية وزيارة الأماكن السياحية والأثرية، بالتعاون مع وزارة الشباب ووزارة الدفاع والثقافة والسياحة والبيئة، معلنة أن الوزارة على استعداد باستضافة وفد من أبناء الجالية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية لعقد ملتقى لهم وربطهم بوطنهم الأم من خلال الفعاليات التي سيضمنها الملتقى، لافتة أيضا إلى مبادرة “اتكلم مصري” التي أطلقتها الوزارة لتعليم أبنائنا لغتهم وثقافتهم.
واستعرضت الوزيرة أيضًا الدور الذي تقوم به الوزارة من إعداد مواد إعلامية ونشرها للمصريين بالخارج لتأييد حق مصر التاريخي في مياه النيل وآخرها الفيلم التسجيلي “النيل حياتنا”، تحت شعار وصل صوت مصر الذي تم إخراجه بسبع لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والروسية والصينية، إضافة إلى اللغة العربية، لنقل صورة للعالم بضرورة مساعدة مصر تأكيد حقوقها التاريخية والشرعية في مياه النيل، كما أشادت بالوقفات التي نظمتها الجاليات المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية أمام مقر الأمم المتحدة للاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو، لتأكيد دعمهم لقرارات السيد الرئيس الخاصة بسد النهضة وليبيا والأمن القومي المصري.
واختتمت وزيرة الهجرة الحوار بالإشارة إلى أهمية دور الدبلوماسية الشعبية والقوى الناعمة في مساندة مصر، مؤكدة أن الجاليات المصرية بالخارج مصدر فخر للدولة المصرية خاصة وأن تلك الجاليات ليست فقط تدعم الدولة سياسيا واقتصاديا وإنما في كافة القضايا الإقليمية والدولية.