هيفيدار خالد –
مع الانتشار السريع لتفشي فايروس كورونا المستجد أجبر أكثر من نصف سكان العالم على التزام منازلهم والبقاء في الحجر الصحي بهدف الحماية والوقاية من منه، والحد من انتشاره.
جميعنا نعلم بأن كورونا من أقذر الأوبئة المخيفة التي تهدد الإنسانية في يومنا، خصوصاً بعد أن تمكن هذا الفايروس من اختراق حدود العديد من القارات، وبث الرعب بين الشعوب في جميع أصقاع العالم وتتبادل الاتهامات، بل تخشى حتى من الطعام الذي تأكله والهواء الذي تتنفسه.
العالم بأجمع في حيرة من أمره في ظل تفشي هذا الفايروس الذي لا يعرف الرئيس ولا الوزير ولا الفقير ولا الغني. وكأنه يمتلك عدالة خارقة لا حدود لها وتبعث برسالة مفادها أن هذا الفيروس جعل من مبدأ الشعور بالآخر الحدث الأبرز لهذه المرحلة.
فمن خلال متابعتي لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومواكبة آخر الأخبار وتطورات ملف فايروس كورونا. شاهدت كيف تناولت العديد من شبكات ووكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي، أخبار ومدونات عن تضاعف معاناة المرأة وحالات العنف المنزلي بحق النساء في الكثير من الدول بالمنطقة والمرتبط بحالة التوتر والضغط التي فرضتها إجراءات الحجر الصحي التي اتخذتها العديد من الدول. الأمر الذي لم يكن بالحسبان في هذه المرحلة.
وخلال الأسبوع الأول من الحجر الصحي المنزلي الذي فرضته الدول على مواطنيها للحدّ من تفشّي فايروس كورونا كثفت حالات العنف من قبل الرجال بحق أزواجهن في المنازل. الأمر الذي حلله مراقبون إلى أن ظروف الحجر الصحي وبعض الرسائل التي تحرّض على العنف ضدّ النساء في وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون سبباً في تنامي هذه الظاهرة.
حيث تتعرض النساء في الحجر الصحي للإساءة الجسديّة والمعنويّة والجنسيّة من قبل أزواجهن، مشيرةً إلى أن الحظر ساهم في عزلهن عن الأهل والأصدقاء، وأعاقهن عن مزاولة أنشطة كن يرفهن بها عن أنفسهن. الأمر الذي زاد من معاناتهن بشكل أكثر وبذلك ارتفع معدل العنف بحقهن.
ظاهرة العنف الممارس بحق النساء التي تناولتها وسائل التواصل الاجتماعي لاقت استياء من قبل العديد من الأوساط النسائية، ما أدى إلى إطلاق مبادرات نسائية للحد من هذه الظاهرة وإيجاد حلول للنساء طوال فترة الحجر الصحي. وإيجاد الحلول المناسبة لمعاناة النساء بشكل جذري.