الجمعة 22 نوفمبر 2024
القاهرة °C

للرّماد…بوصلة معطّلة

للرّماد…بوصلة معطّلة
 
نعيمة غربي / تونس
 
تشغلني فكرة الأصابع المغروسة
في كومة القشّ ،
لم يعد أمر البحث عن الإبرة
يعنيني ،
من رماها يعلم
أنّ السّفر مطيّة التّائهين ،
رحلة في دهاليز سراب منقّب .. والطريق ،
شقاء روح في جسد من غبار.
أن نحبّ يعني ألاّ نصمت
علينا أن نجيد الحديث لنحيا .
ماذا لو قذفت بي ومعك في بحيرة من
جنون مالح
وحدّقنا في رقصة الماء ؟
نكابد شقاء الفكرة ،
نلعق ما ترسّب على جلودنا ،
نبصق ارتجاف السّكرات
صلوات للحبّ ،
ساخرين ممّن أدمنوا اغتيال ابتساماتنا
النّاعمة ،
نفْرِط في الحلم ،
نتأمل بترفٍ ،
نجنّ بتطرّفٍ ،
بمنتهى اللّذة نبكي ،
نماجن رغباتنا الطّاعنة في الصّخب .
لا يبدو مؤهّلا ليقول الهدوء للمسافة
أن نقطعها
بحثا عن جرعة إضافية من غياب ثمل !
عن حياة سافرة أبحث .
تلبس فستانها الشفّاف المزركش بطيور تنبعث
من غابة
تلتحف بالأغنيات،
أبتكرها في قعرحجرة ضيّقة
مليئة بالرّكام ،
تقرفص بين كتفيّ
ألعاب طفولة
تتلبّسها ريح متكسّرة على صخور
ذاكرتي،
تلويحة العائدين
موسومة على وجه الشّرفات .
تعرفني الأشجار
شاهدة على ولادتي الأولى.
من شعور الشّمس،
ألتقط مصابيح ضحكات منسيّة على
أرصفة
عبرتها حالمة ،
لم أكن وحيدة
لأحتاج إغماضة السّهو
في طيشي ،
كانت عصاي ، يومئ بها الضّرير
على جدار يدعم ليلنا الآيل
للوقوف
قبل أن تسقط ” الأسطورة “
ويصبح المستحيل لعبة بأيادي اللاّمكان .
ثمّة من عثر
على ضالّته الضّائعة ، وما عاد أمرها يشغل العالم .
بصدد استنهاض
كومة قشّ
تشتعل في جسدي ،
معمّدة
في ذكرى رمادي .
to top