بيروت يا كعبة الله الخضراء
بيروت يا كعبة الله الخضراء
لودي شمس الدين
بيروت في الرابع من آب الواقع فيه دمارك…
بلون القمر والدمع…
أنشقَّ عُنق السماء وتهاوَت الأنجُم…
فوق أغصان الياسمين والزعتر الخصبة…
تشرَّد الغيم الأسود حول أطراف بحرِك…
جُنَّ الحمام بشهقاتِ أنينك الياقوتية….
جبلٌ من نار…
فوق خصركِ الموجوع كالناي الحزين…
ذُبِحت طيور النورس فوق صدرِ تُرابك…
وزبدٌ نديّ برائحةِ المحار الرطِب ابتلعهُ الدخان…
بيروت…
يا كعبة الله الخضراء…
صُراخكِ أبكى السماء…
أنبتَ زنبقة بيضاء كبيرة من بين تجاعيد الصخر…
وكسَّر الزُجاج اللازوردي لِمرايا الكون…
بيروت…
إلتهبَت مياه الخلجان والمُحيطات من بكائِك…
غصَّت الكواكب من رؤيةِ يديكِ الناعمتين…
مُثقلة بالوحلِ،الدَّم، ولحم الضحايا…
بيروت يا أيُّتها الفراشة الجريحة …
مرَّ الزمن على شقاءِ قدميكِ الذهبية …
فاغسليهُما بماء عيني وأنفاسي…
واستريحي كسُنبلةٍ عذبة تحتَ جلدي…