الحدث – القاهرة
العيد في الاسلام شعيره من شعائر الدين وهو يشتمل علي حكم عظيمه ومعاني جليله واسرار بديعه وهو في معناه شكر الله علي نعمته وتمام العباده له وحده
قال تعالى:ولتكملوا العده ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون.
وشكر الله علي تمام العباده وكمال النعمه ليست كلمه تقال باللسان بل هي افعال تظهر بين نفوس المؤمنين بالابتسامه والسرور وطلاقة الوجه وصفاء القلوب بين الفقراء والاغنياء بعد جفوه وهذا معني عظيم للصبر والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد النفس والجوارح بالطاعات وانطلاقها الي اللعب المباح والشهوات المنضبطة بالقران الكريم والسنة النبوية المطهرة،والعيد قطعه من الزمن جعلها الشارع الحكيم لنسيان الهموم وتجميع القوي مرة اخري والاستعداد لطاعه جديده وفرحه بعد طاعه ومن معاني العيد في الاسلام انه يفيض علي الاطفال بالفرح والسرور وعلي الفقراء بالبشر والسعه وعلي الارحام بالبر والصله وعلي المتخاصمين بالتسامح والتزاور والتقارب وفي العيد تجديد للرابطه الاجتماعية من حيث الحب والوفاء والاخاء وصفاء النفس مما لحق بها من ازمات الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي ،ومما يدل على عظم شأن العيدين في الاسلام أن كل منهما جاء بعد عباده عظيمه لها أثرها الكبير في الروحانيات والاجتماعيات من حيث البر والإحسان والرحمه ولها أثرها الخالد في التربية الفرديه والاجتماعيه والأخلاقيه وهذان العيدين هما عيد الفطر بعد رمضان وعيد الاضحي بعد موسم الحج الاكبر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينه وجد اهلها يحتفلون بعيدين لهما
فقال: كان لكم يومان تلعبون فيها وقد ابدلكم الله خير منهما يوم الفطر ويوم الاضحى وهي من شعائر الله فانها من تقوي القلوب والربط الإلهي بين العيدين وهاتين الشعيرتين كاف للحكم عليها وكاشف عن وجه الحقيقة فيهما وانهما عيدين دينيين بكل ما شرع فيهما من سنن واجبه وامور ظاهره دنيويه مثل التجمل والتحلي والتوسعه علي الأهل والاقارب والجيران ومقابله الناس بالبشر والسرور وطلاقه الوجه وإطعام الطعام واللهو المباح في حدود الشرع وهذه الأمور المباحه تدخل في الطاعات ومن محاسن الاسلام أن المباحات اذا حسنت النيه فيها من حيث تحقيق الحكمه منها وشكر الله عليها انتقلت المباحات الي قربات وطاعات الي رب البريات اعمالا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى
والعيد نظام رباني يصل الماضي بالحاضر والقريب بالبعيد ويربط افراح الامه بشرائع دينها وصلا الي الكمال والقوه والانتصار علي النفس اولا ثم الاعداء ثانيا
والعيد شحذ للهمم وتصحيح للأحوال واستحضار للأمل
ان يوم العيد يوم فرح وسرور وذلك لمن طابت سريرته وخلصت نيته وعلت همته والعيد ليس لمن لبس الجديد بل من خاف الوعيد وعمل ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون والامه الاسلاميه تستعد لاستقبال ضيف كريم هو عيد الفطر المبارك وقديما قالو من اراد معرفه اخلاق الامه فليراقبها في اعيادها والمجتمع السعيد هو الذي تسمو أخلاقه في العيد الي ارفع مكانه وتمتد مشاعر الاخاء الي ابعد مايكون من الموده والرحمه حيث يبدو مجتمعا متعاونا علي اليد والتقوي يحمل أفراده قلوبا مليئه بالحب والود و التعاطف و التألف خاصه ونحن نواجه تحديات عظيمه وارهابا احمق لايريد لبلادنا خيرا وقد جعل ربنا لنا عيدين فقط نفرح فيهما عيد الفطر وعيد الاضحي يفرح المومن فيهما بالهداية لله تعالى الذي رضي لنا الاسلام دينا قال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا فهي نعمه عظيمه ويفرح ثانيا لان الله تعالي هيا له مواسم الطاعات وعيادات مستمرة متعاقبه ان يوم العيد يوم فرح وشكر وعرفان لله رب العالمين بعد أن فرغ العبد من أداء فريضة هي من أجل الفرائض فتكون المكافأة من الله لعباده بالفرح والسرور فهو يوم للطاعه فلا ينبغي أن أن تجعله يوم للمعصيه وليكن هذا الفرح منضبطا بشرع الله وهدي رسوله صلي الله عليه وسلم.