حماية التعليم من الهجمات
حنان عثمان
للعلم أهمية كبيرة في تقدم الشعوب والمجتمعات، لأن العلم هو النور الذي يضيء حياة الإنسان، العلم أساس النجاح والسعادة للفرد على الصعيد الشخصي، وهو اللبنة الأساسية لتقدم الحياة والمجتمعات، ولولا العلم والمعرفة لما نشأت الحضارات وبرزت، ولما تطورت حياتنا البشرية في كافة المجالات.
العلم من الأساسات الضرورية للحياة لأنه من دون هذا الدواء لا نستطيع أن نعالج مرض الجهل في المجتمعات. من خلال هذا العلاج الفعال نستطيع أن نضع حداً للتخلف والانحطاط، فما يميز تقدم شعب هو نسبة التعليم والمستوى الفكري بين أفراده، ومن ثم تأتي أهمية التطور المادي والاقتصادي.
إننا نتطرق إلى هذا الموضوع بمناسبة اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد التاسع من أيلول من كل عام يوماً دولياً لحماية التعليم من الهجمات.
ولكن مع الأسف الشديد تبقى قوانين الأمم المتحدة حبراً على ورق، خاصةً عندما ننظر إلى واقع الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة، وعندما ننظر بذهول إلى جسامة الانتهاكات اليومية التي ترتكب بحق الشعب الكردي عامةً والطفل الكردي خاصةً، حيث الهجمات مستمرة ومتعمدة على المدارس والمراكز التعليمية التي تعنى بتعليم اللغة الكردية، وبالمقابل تقوم الدولة التركية المحتلة بها بعد أن احتلت مناطق على الشريط الحدودي الممتد من رأس العين/ سري كانيه حتى تل أبيض/ كري سبي، واحتلالها لمنطقة عفرين وضواحيها.
لم تقتصر الأطماع التركية على قضم الأراضي الكردية وتهجير الأهالي والتغيير الديمغرافي، بل وامتدت الهيمنة التركية لتشمل الكتب المدرسية وافتتاح مدارس وجامعات لتتريك المناطق الكردية، ونشر الأفكار العثمانية والدينية المتطرفة تحت مسمى (حملة التنوير والإرشاد الديني) والمستهدفين هم فئة الأطفال والشباب، وهذا الهجوم يحمل طابعاً إيديولوجياً لا يقل خطورةً عن الهجوم العسكري.
أفليس هناك حاجة ملحة لوضع حد لهذه الاعتداءات التي تحمل في طياتها أبشع أنواع الانتهاكات والخروقات القانونية والإنسانية الدولية؟ أليس من الضروري محاسبة الجناة ومرتكبي هذه الجرائم؟
عدم مساءلة ومحاسبة حكومة العدالة والتنمية على تدخلاتها الخطيرة في المنطقة، والتي ترقى إلى مستوى الاحتلال في بعضها، إنما يجعلها تتغلغل أكثر في أحشاء المجتمعات، حيث باتت كمرض السرطان يهدد ثقافة وهوية الشعوب.
في الختام وبمناسبة اليوم العالمي لحماية التعليم، والذي أي التعليم، بات ضحية النزاعات والصراعات والحروب والأوبئة، نُصرّ على أهمية حماية التعليم ونقول: أوقفوا كافة أنواع الهجمات على التعليم وخاصة التعليم بلغة الأم.
يجب أن تتوقف الهجمات على المدارس ومحاسبة مرتكبي هكذا هجمات على مستقبل ملايين الأطفال، الذين هم بحاجة لبيئة أمنة لمواصلة تعليمهم واكتساب المهارات التي يحتاجونها للمستقبل. ويجب أن يضيء التعليم شمعةَ الأمل للجميع من أجل بناء مستقبل واعد.