الإثنين 25 نوفمبر 2024
القاهرة °C

كالكان: الشرق الأوسط الجديد سيبنى على التحالف الكردي العربي

في لقاء له على فضائية (Medya Haber)، مساء يوم الاثنين، قَيَّمَ عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، التطورات الأخيرة والمستجدة في كردستان والشرق الأوسط، وأكد على النضال المشترك للشعوب في الشرق الأوسط، مشيراً بذلك إلى ضرورة تمتين العلاقات بين الشعبين الكردي والعربي والوصول إلى اتفاق تاريخي.
أشار كالكان إلى أهمية بحث مجلس سوريا الديمقراطية والأطراف المشاركة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن الحلول في الأماكن الصحيحة وتطوير العلاقات السليمة، وقال: “يجب بحث حلول القضايا مع الشعب العربي والديمقراطيين والوطنيين منهم؛ وانتشار صدى مذكرة التفاهم بين مجلس سوريا الديمقراطية مع حزب الإرادة الشعبية، يدل على “فعل الصواب”، وأنه المكان المناسب لتحقيق الحلول؛ كما أن هناك الكثير من الوطنيين والأصدقاء السوريين داخل سوريا وخارجها”.

التحالف الكردي العربي ذو أهمية كبرى
وأوضح عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان، أن بإمكان حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ومجلس سوريا الديمقراطية (MSD) تطوير علاقات متعددة الأطراف، وقال: “يمكن للمنظمات النسائية والشبيبة في سوريا تطوير اتفاقاتها مع الشعوب الأخرى، وتشكيل “الحركة الديمقراطية السورية”، كما يمكنهم إقامة العلاقات مع القوى التي تؤمن بالحل الديمقراطي داخل النظام السوري وعقد اتفاقات معها؛ هذه ستكون الخطوة الصحيحة التي يجب العمل عليها.
وأضاف كالكان في حديثه: “لا بد من ترسيخ العلاقات الكردية العربية، لأن الوصول إلى اتفاق كردي عربي من شأنه لعب دور تاريخي في منطقة الشرق الأوسط، ويمكن أن يحدث هذا التحالف عن طريق سوريا أو العراق أو أي مكان آخر تتوفر فيه أسس عقد هذا التحالف الهام؛ كما أن على جميع الأطراف الكردية إدراك مدى أهمية وضرورة العلاقات مع العرب، ونحن في حزب العمال الكردستاني (PKK) نثمن كثيراً العلاقات بين الشعبين الكردي والعربي، وننظر إلى العلاقات الكردية العربية على أنها العلاقات الرئيسية في إعادة بناء الشرق الأوسط الجديد، كما ندرك أن تقسيم الشرق الأوسط القديم قام على أساس الدول القومية وتعرض للنهب و الدمار واُخْضِعَ المنطقة لهيمنة الفاشية والدكتاتورية، حيث تعرض فيها الكرد لحملات الإبادة الجماعية وتم فرض التقسيم على العرب وإخضاعهم لاحتلالات قاسية؛ بذلك يمكن القول أن نموذج الشرق الأوسط المبني إلى يومنا يعادي “الشعبين الكردي والعربي”، وهذا هو السبب الذي يدعو كل من المجتمع العربي والكردي إلى رفض الوضع الراهن في الشرق الأوسط ومناهضته”.
وتابع كالكان قوله: “الشعبين الكردي والعربي معاً، هما بأمس الحاجة إلى إعادة بناء شرق أوسط جديد وديمقراطي، يعيشان فيها بسلام في ظل إدارة ديمقراطية، ولأن كلا الشعبين من أكثر شعوب المنطقة كفاحاً ونضالا، فمن عظيم الأهمية إقامة العلاقات وعقد التحالفات بينهما ليشكل أساس بناء الشرق الأوسط الجديد الديمقراطي”.
ولفت كالكان الانتباه إلى المحاولات التي تسعى للنيل من العلاقات والتحالفات الجديدة، وقال: “قوى الرأسمالية العالمية تعادي هذه العلاقات والتحالفات الجديدة للحفاظ على مصالحها الحيوية، كما أن القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران أيضاً لا تريد لهذه العلاقات والتحالفات أن تتوج بنتائج إيجابية، لأن نموذج الشرق الأوسط القديم المليء بالمشاكل والصراعات، تشكل من قبلهم ودام حوالي 100 عام وفق مصالحهم، وهم الآن يخشون من النضال الديمقراطي للشعبين الكردي والعربي، لذلك تلجأ تلك القوى على الدوام لخلق الفتنة والصراع بين كلا الشعبين، لدرجة أسسوا العديد من التنظيمات لضرب العلاقات الكردية- العربية، وعلى الجميع أن يدرك أن كل هذه الألاعيب تدار من قبل القوى الخارجية، وعلى كلا الشعبين العربي والكردي ألا ينجر إلى مثل هذه الألاعيب القذرة”.

نبدي أهمية بالغة لكل العلاقات والتحالفات ضد الدولة التركية الفاشية
وناشد عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان، كل من المنظمات النسائية والشبيبة الكردستانية والعربية وكذلك القوى السياسية، حيث قال: “يجب إدراك الحقيقة وعدم الانجرار وراء الألاعيب المصلحية للقوى العالمية والقوى الإقليمية المهيمنة في المنطقة، وعلينا بذل قصارى جهدنا من أجل بناء الوحدة الديمقراطية للشعبين الكردي والعربي، ولا بد من التخلص من ذهنية الدولة القومية الضيقة والشوفينية والشروع بتطوير إدارة التعايش المشترك والوحدة الديمقراطية بين الشعوب، وهذا من شأنه إحداث تقدم ملحوظ، والتطورات الجارية حالياً تتجه صوب هذا المنحى”.
وأكد كالكان على تطور بناء الناحية الذهنية والوعي في كردستان وأنهم في حزب العمال الكردستاني يعملون على حماية هذه الذهنية العصرية، وقال: “إن القائد عبدالله أوجلان أسس الإطار النظري والإيديولوجي- السياسي لهذه الذهنية، ومن خلال متابعتنا ودراستنا نرى إنها أثرت أيضاً على المجتمع العربي، حيث نرى كيف أن النساء والشبيبة والشعوب الكادحة يولون أهمية متزايدة للوحدة الوطنية والديمقراطية بين الشعوب، ونحن في حزب العمال الكردستاني نولي اهتماماً لكل القوى التي تناضل ضد الفاشية وقوى الإبادة الجماعية التي أفرزتها الدول القومية، وبشكل خاص نبدي أهمية متزايدة لكل العلاقات والتحالفات ضد الدولة الفاشية التركية”.

موقف مصري وعراقي واضح تجاه الاحتلال التركي
وتطرق كالكان إلى الاحتلال التركي في ليبيا من بعد إدلب والعراق، قائلاً: “رأينا موقفاً مصرياً واضحاً تجاه الاحتلال التركي في ليبيا، وكذلك الموقف العراقي، ونشهد على بعض المطالبات الداعية إلى وضع حد للتمدد التركي، وهذا أمر إيجابي وهام؛ لذا من الضروري التوجه صوب عقد العلاقات والتحالفات مع الكرد في مواجهة الاحتلال التركي”.
وتابع كالكان حديثه من خلال مناشدة النساء والشبيبة العربية، قائلاً: “نحن في حركة التحرر الوطنية الكردستانية، ندعو الشعب العربي والنساء والشباب والساسة العرب، مرة أخرى إلى ضرورة التكاتف وتطوير العلاقات والتحالف، وأن نكون على تواصل دائم لتبادل المشورة، للعمل على بناء النظام الديمقراطي الذي يكفل التعايش المشترك بين الشعوب؛ نحن على ثقة من بدء حراك صوب ذلك، ونؤمن أن سوريا وكذلك العراق ستبديان تقارباً تجاه هذه الذهنية على المستوى الإيديولوجي- السياسي والإداري، ومن الجدير بالذكر أن تطور الحل في سوريا على هذا الأساس، من شأنه تعزيز هذا النموذج وهذه الذهنية في الوحدة الوطنية الديمقراطية والتعايش المشترك بين الشعوب”.

يجب ألا يستسلم العراق للضغوط الخارجية وتدخلات القوى الإقليمية
وقَيَّمَ عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، دوران كالكان، الوضع العراقي والصراعات والنزاعات التي يشهدها العراق، وقال: “نأمل من الحكومة العراقية أن تتناول المسائل بعقلانية وتتخذ مواقف بناءة، وألا تخضع لضغوط القوى الخارجية والإقليمية مثل تركيا وإيران، وتتجه صوب توطيد علاقاتها مع الكرد، خاصة أن المرحلة الراهنة تشهد مقاربات مختلفة من الوضع في شنكال، حيث تحاك المخططات والمؤامرات ضد شنكال، نتمنى ألا تنجر الحكومة العراقية إلى تلك المخططات والألاعيب وتعترف بالإدارة الذاتية في شنكال لضمان العيش الآمن للكرد الإيزيديين فيها، ذلك يصب في مصلحة العراق ويعزز من وحدتها السياسية والعسكرية والاجتماعية”.
واختتم كالكان تقييمه للوضع العراقي، بالتذكير بهزيمة وانهيار نظام صدام حسين، حيث قال: “إذا استسلم العراق للضغوط الخارجية والتدخلات الإقليمية، سيخسر كثيراً؛ رأينا جميعاً كيف انهزم وإنهار نظام صدام حسين بالرغم من قوة تأثيره في المعادلة الإقليمية، يجب أخذ العبرة من الأخطاء التي ارتكبها ذلك النظام، حيث لم يولي الأهمية الكافية لتطوير العلاقات والتحالفات، وتعرض للهزيمة والانهيار نتيجة تقوقعه الضيق وانجراره إلى الألاعيب التي سرعت نهايته، ونأمل ألا تكرر الحكومة العراقية الحالية نفس الأخطاء السابقة، وتأخذ إرادة الشعوب بعين الاعتبار، واتخاذ الوحدة الديمقراطية كمبدأ أساسي لها، وبالأخص الاعتراف بالإدارة الذاتية للأقليات في العراق، الأمر الذي سيجعل من العراق دولة نموذجية وقوية.

to top